الصحيح في كشف بيت فاطمه عليها السلام

اشارة

عنوان و نام پديدآور : الصحيح في كشف بيت فاطمه عليها السلام/مهدي خداميان الاراني

مشخصات نشر : قم: وثوق، 1432ق=1390ش.

مشخصات ظاهري : 205ص.

فروست : من هدي التراث؛1.

وضعيت فهرست نويسي : در انتظار فهرستنويسي (اطلاعات ثبت)

شماره كتابشناسي ملي : 2843808

تصدير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ

الحديث عن فاطمة عليهاالسلام حديث عن الكوثر ، عن المحاسن والإحسان ، عن مَلَكٍ قد تجلّى بصورة إنسان ، عن ليلة القدر حيث أضحت مهبطاً لوحي النبوّة ، عن عظمة امرأة وُصِفت بأنّها بضعة النبيّ وروحه التي بين جنبيه .

عن ثمرة النبوّة ، زهرة فؤاد شفيع الأُمّة ، ومَن أُنزل في شأنها وشأن زوجها وأولادها سورة «هل أتى» ، صاحبة الوصي الأمين، وأُمّ السبطين ، وجدّة الأئمّة الميامين ، وسيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين .

السيّدة المفقودة ، الكريمة المظلومة ، الشهيدة المهظومة.

المنعوتة في الإنجيل ، الموصوفة بالبرّ والتبجيل ، جَدُّها الخليل ، ومادحها الجليل ، وخاطبها المرتضى بأمر أمين الوحي جبرئيل .

فلا عجب أن تكون محبّتها ومودّتها أجر رسالة النبوّة «قُل لاَّ أَسْ_ٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»1.

وللّه دَرّ الشاعر سلامة الموصلي حيث يقول :

تلك التي أحمدُ المختارُ والدُها/ وجبرئيل أمينُ اللّه ربّاها

اللّه طهّرها مِن كلّ فاحشةٍ/ وكلِّ ريبٍ وصفّاها وزكّاها2

هاهنا حديث عن بيت قد انتُهكت حرمته ، حرمة لطالما أكّدت السماء على حفظها : «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ»3.

ذلك

البيت الذي كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يمرّ به بعد نزول آية التطهير أشهراً عديدة، يقف عند بابه فيقرأ قوله تعالى : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»4 ، كلّ يوم خمس مرّات، يردّد قائلاً : «الصلاةُ يرحمكُمُ اللّه ...» .

إنّه حديث عن الظلم الكبير الذي جرى في حقّ هذه الصدّيقة الكبرى بهجومهم على دارها بدون استئذانٍ منها، ولقد كان الوحي يستأذن قبل أن يدخله .

ذلك اليوم لم تحتمل فيه أن ترى بعلها يُساق قهراً إلى البيعة الغاصبة ، فيما بَقيت صرختها تدوّي في عمق التاريخ وإلى الأبد منادية :

خلّوا ابنَ عمّي أو لَأكشف للدعا/ رأسي، وأشكو للإلهِ شُجوني

ما كان ناقةُ صالحٍ وفصيلُها/ بالفضل عند اللّه إلاّ دُوني

مَن _ ياتُرى _ هؤلاء الذين هجموا على دار فاطمة عليهاالسلام بحجّة أخذ البيعة للخلافة ؟ ! وهل كانت الخلافة تليق بهم أو كانت عهداً عُهِد به إليهم حتّى يتجرّؤوا هكذا على كسر حرمة فاطمة عليهاالسلام وبعلها الوصيّ؟! وهل يبقى بعد ذلك مجال للإطناب في الحديث حول إثبات عدالتهم ؟

هذه الإسئلة تختلج في ذهن كلّ مسلم حرّ يقرأ التاريخ على بصيرة .

نعود نتسائل: لماذا هجموا على وحيدة النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وسلم بعد وفاته ؟ وماذا كان هدفهم الأصلي ؟ وهل نالت بيعتُهم الشرعيةَ بعد هذا الفعل ؟ أم تحقّق إجماع أهل الحلّ والعقد على خلافة الخليفة ؟ !

وأخيراً سمعت أنّ البعض ينكر وجود خبر معتبر لحادث الهجوم على بيت فاطمة عليهاالسلام ، زاعمين أن ليس عندنا نقل ولا خبر في هذا الخصوص .

ولمّا رأيت أنّهم ينكرون أصل هذا القضية ، ويضعّفون جميع الأخبار الواصلة في هذا الشأن ، علمت أنّه لا بدّ من

التحقيق في هذا الموضوع ، وأن أُوليه الأهمّية القصوى في هذه الفرصة السانحة .

فالأمر لم يَعُد مجرّد قضية تاريخية فحسب، كيف ولهذه الحادثة آثار مهمّة في عقائدنا وفي مبحث الإمامة الكبرى، إذ بها يثبت عدم بيعة أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر اختياراً، وإنّما إن كان بايع فقد بايع مكرهاً مجبراً بعد أن هجموا على هذه الدار وانتهكوا حرمتها!

لذا شمّرتُ عن ساعد الهمّة في التحقيق والبحث في كتب أهل السنّة؛ لأجل العثور على خبرٍ معتبر من بين طيّاتها حول هذا الموضوع أو ما له علاقة به .

وبعد بحثٍ دقيق وإذا بي أعثر على خبر عبد الرحمن بن عوف الذي يكشف عن تصريح أبي بكر في أواخر أيّام حياته بكشفه عن بيت فاطمة عليهاالسلام بقوله : «وددتُ أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيءٍ، وإن كانوا أغلقوه على الحرب».

ثمّ قمت بالتحقيق الشديد في أسانيد هذا الخبر ، والتحقيق حول جميع رجاله ، فكان هذا الكتاب الذي بين يديك .

فهذا «الصحيح في كشف بيت فاطمة عليهاالسلام» يبيّن لك _ بدراسة علمية _ صحّة خبر عبد الرحمن بن عوف الذي أشار فيه إلى قضية بيت فاطمة عليهاالسلام، وذكرت جميع أسانيده؛ وهي خمسة عشر سنداً، بسطت الكلام في بيان أحوال رواته، ثمّ قمت بذكر المتون التاريخية الأُخرى المرتبطة بهذا الموضوع، والتي استخرجتُها من مطاوي كتبهم وأردفتها لتكميل البحث .

وقمت في خاتمة الكتاب بذكر ثلاثة أخبار صحاح اشتمَلَت على أجزاء أُخر توضّح واقعة الهجوم على بيت فاطمة عليهاالسلام .

ويلزمنا هنا أن نذكر قبل الشروع أنّا لا نرضى بالتفرقة بين المسلمين، ونبرأ إلى اللّه ممّن يوقع بينهم العداوة والشحناء، ولكن هل يوجب هذا أن نسدّ باب التحقيق بحجّة أنّ نفوس

البعض لايروقها أنّنا نصرح بموضوعٍ تاريخي يكشف سوءاتٍ في التاريخ!

الحقّ أنّ السكوت أمام هذه الحوادث والحمل على الصحّة في جميع ما صدر من الصحابة يمنعنا من الوصول إلى الحقيقة، بل يوقعنا في الخطأ في فهم المعارف الدينية، فيجب علينا طرح العصبية والأهواء، وملاحظة الأدلّة المقبولة عند الجميع، ثمّ القضاء بالإنصاف، قال اللّه تبارك وتعالى فى وصف المنصفين المتعقّلين: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ»5.

وأخيراً ، لا أدّعي الكمال فيما أُقدّمه، فالكمال للّه تعالى ، كما لا أدّعي أنّي استوفيت فيه كلّ ما أبتغيه ، لذا أستعين بك عزيزي القارى ء؛ لتُتحفني بملاحظاتك القيّمة وانتقاداتك البنّاءة، أو ما تبديه قريحتك ممّا غفلتُ عنه6 .

وأرى من الواجب أن أتقدّم بوافر الشكر والتقدير إلى الأخ النبيل محمّد پور صبّاغ ؛ لمشاركته وجهوده في تقويم نصّ الكتاب بأمانة ودقّة، سائلاً المولى القدير أن يوفّقه لمرضاته ويثيبه على جهوده الكريمة ، إنّه وليّ التوفيق . هذا وأتقدّم بجزيل الشكر للأخ المحترم جعفر البياتي لما بذله من جهود قيّمة في مراجعة الكتاب والإشراف النهائي عليه.

أحمدك اللّهمّ وأشكرك على ما أنعمت علَيّ، وتفضّلتَ به على عبدك من توفيق وسداد لإتمام هذا العمل المتواضع، راجياً قبوله بلطفك ومنّك يا كريم ، وأن يكون نافعاً لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتاك يا ربّ بقلبٍ سليم.

وأتوجّه إليكِ يا مولاتي يا فاطمة الزهراء! يا صاحبة الحرمة المنتهكة والبيت المكشوف بعد أن كان يُستر حتّى عن ملائكة السماء دون إذن يا ابنةَ حبيب الرحمان ؛ وأتقدّم إليكِ ببضاعتي المزجاة هذه ، أضعها بين يدي الغيب راجياً وصولها إلى محطّة الرضوان في الحضرة القدسية لسيّدي الرحمان ؛ لكي يثيبني عليها أحسن الثواب، ويضمن لي النجاة يوم

«تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَ تَرَى النَّاسَ سُكَ_رَى وَ مَا هُم بِسُكَ_رَى»7 ، فهل أُذهل عنكِ يامولاتي وعن رجاء شفاعتكِ وحَمْلي هو كتابي هذا أضعه أمامكِ قائلاً : اشفعي لي يا فاطمة ؛ فأنا من محبّيك والداعين إلى محبّتك ؟

أُقدّم لكِ يا سيّدتي هذا الجهد المتواضع لعلّي أحظى بشفاعتك يوم يُنادى كلّ أُناس بإمامهم ، فأنتِ أَمامي وإِمامي ، وأنتِ مرتجاي واسمكِ نجواي .

قمّ ، جمادى الثاني، 1431 ه . ق

مهدي خدّاميان الآراني

المقدّمة

اشارة

حصر القرآن أجر الرسالة المحمّدية

بمودّة أهل البيت عليهم السلام «قُل لاَّ أَسْ_ٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» ، هؤلاء الذين طهّرهم اللّه تعالى من كلّ دنس «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» .

وكان النبيّ صلى الله عليه و آله لا يترك مناسبة دون أن يستغلّها للتعريف بفضائل ومناقب أهل بيته عليهم السلام، يبيّنها لأصحابه ، ويطالب أُمّته بالتمسّك بالقرآن وعترته بعده، قائلاً: «إنّي تارك فيكم الثقلَين : كتاب اللّه وعترتي... وإنّ اللطيف أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض، فانظروني بمَ تُخلفوني فيهما»8.

وقد أراد النبيّ لأُمّته أن تستظلّ بظلّ القرآن والعترة معاً ؛ لعلمه أنّ الأُمّة لن تنال مقام السعادتَين الدنيويّة والأُخروية من دون هداية ربّانية تتجسّد في قيادة إمامةٍ لهذا المقام .

ولن تجد شخصية من شخصيات أهل البيت عليهم السلام أقرب وأحبّ إلى قلب النبيّ مثل فاطمة عليهاالسلام ، ولم يكن ذلك بخفيٍّ بخافٍ على أحدٍ من صحابة النبيّ صلى الله عليه و آله يومذاك .

قال أُسامة بن زيد: «كنت في المسجد فأتاني العبّاس وعليّ فقالا لي: يا أُسامة، إستأذن لنا على رسول اللّه صلى الله عليه و آله، فاستأذنته فقلت له: إنّ العبّاس وعليّاً يستأذنان، قال: هل تدري ما حاجتهما؟ قلت: لا واللّه لا أدرى، قال: لكنّي أدري، اِئذن لهما. فدخلا عليه فقالا: يا رسول اللّه، جئناك نسألك أَيّ أهلك أَحبّ إليك؟ قال: أحبُّ أهلي إليَّ فاطمة بنت محمّد»9.

ولم يكن يمرّ يوم على المسلمين دون أن يسمعوا من نبيّهم وصاياه في عترته وأهل بيته ، ولكن كأنّه صلى الله عليه و آله _ عند القوم _ كان يوصيهم بظلمهم وغصب حقّهم _ حاشاه _ ، فما أن توفّي صلى الله عليه و آله حتّى تكالبوا عليهم ، وكأنّهم أُصيبوا بالغفلة الكبرى فنسوا كلّ ما أوصاهم به نبيّهم .

وهنا أرى من المناسب أن أذكر

بعض الأحاديث في فضيلة السيّدة المُوصّى بها، المظلومة فاطمة الزهراء سلام اللّه عليها .

فضائل فاطمة عليهاالسلام في كتب أهل السنّة

وصلت أحاديث كثيرة عن نبيّ الإسلام في فضائل فاطمة عليهاالسلام ، نكتفي في هذا المقام بذكر عشرة أحاديث من تلك المنقولة في كتب أهل السنّة ، والتي ذكرت فضائلها فيها بما لا يدع مجالاً للتشكيك أو التفسير بالمقلوب .

1. روى مسلم النيسابوري في صحيحه بإسناده عن المِسوَر بن مَخرَمة في حديثٍ قال: «قال رسول اللّه: إنّ فاطمة بَضعة منّي، يؤيني ما آذاها»10.

ورواه البخاري في صححيحه بإسناده عن المِسوَر بن مَخرَمة أنّ رسول اللّه قال: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني»11.

2. روى البخاري في صحيحه بإسناده عن عائشة أنّها قالت: «إنّا كنّا أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله عنده جميعاً لم تغادر منّا واحدة، فأقبلَت فاطمة عليهاالسلام تمشي، لا واللّه ما تَخفي مِشيتها من مشية رسول اللّه صلى الله عليه و آله، فلمّا رآها رحّب بها وقال: «مرحباً بابنتي»، ثمّ أجلسها عن يمينه _ أو عن شماله _ سارّها فبكت بكاءً شديداً، فلمّا رأى حزنها سارّها الثانية إذا هي تضحك، فقلت لها من بين نسائه: خصّكِ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالسرّ من بيننا، ثمّ أنت تبكين! فلمّا قام رسول اللّه صلى الله عليه و آله سألتُها عمّا سارّكِ؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول اللّه صلى الله عليه و آله سرّه.

فلمّا توفّي قلت لها: عزمت عليكِ بما لي عليكِ من الحقّ لمّا أخبرتني، قالت: أمّا الآن فنعم. فأخبرتني قالت: أمّا حين سارّني في الأمر الأوّل، فإنّه أخبرني أنّ جبرئيل كان يعارضه بالقرآن كلّ سنة مرّة، وأنّه قد عارضني به العام مرّتين، ولا أرى الأجل إلاّ قد اقترب، فاتّقي اللّه واصبري، فإنّي نعم السلف أنا لك، فبكيتُ بكائيَ الذي رأيت، فلمّا رأى جزعي سارّني الثانية، قال: يا

فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين _ أو سيّدة نساء هذه الأُمّة؟! _»12.

3. روى الحاكم النيشابوري بالإسناد عن عروة بن الزبير أنّه قال: «قالت عائشه لفاطمة بنت رسول اللّه: ألاّ أُبشّرك؟! إنّي سمعت رسول اللّه يقول: سيدات نساء أهل الجنّة أربعة: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول اللّه، وخديجة بنت خويلد، وآسية»13.

4. روى الترمذي في سننه عن أنس بن مالك، أنّه قال رسول اللّه: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، وآسية امرأة فرعون»، ثمّ قال الترمذي: «هذا حديث صحيح»14.

5. روى أحمد بن حنبل في مسنده بالإسناد عن ابن عبّاس قال: «خطّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله الأرض أربعة خطوط، قال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: اللّه ورسوله أعلم. فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران»15.

ورواه الحاكم في المستدرك وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»16.

6. روى الحاكم في المستدرك عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يومُ القيامة قيل: يا أهلَ الجمع، غُضّوا أبصاركم لتمرَّ فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله، فتمرّ وعليها ريطتان17 خضراوتان».

ثمّ قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»18.

7. روى الترمذي في سننه بإسناده عن أنس بن مالك : «إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يمرّ بباب فاطمة ستّة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول: الصلاةَ الصلاة، «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»19.

وذكره الحاكم في المستدرك وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرّجاه»20.

8. روى الحاكم في مستدركه بإسناده عن حذيفة قال: «قال رسول

اللّه: نزل مَلَك من السماء فاستأذن اللّه أن يسلّم علَيّ، لم ينزل قبلها، فبشّرني أنّ فاطمة سيّدةُ نساء أهل الجنّة».

ثمّ قال الحاكم : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»21.

9. روى ابن عَدِيّ في الكامل بالإسناد عن عليّ عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لفاطمة رضوان اللّه عليها: «يا فاطمة، إنّ اللّه عزّ وجلّ يغضب لغضبكِ، ويرضى لرضاكِ»22.

10. روى الحاكم بإسناده عن عائشة أنّها قالت: «ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول اللّه صلى الله عليه و آله، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه».

ثمّ قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرّجاه»23.

وهذه الأحاديث التي ذكرناها ما هي إلاّ قطرة من بحر فضائل فاطمة عليهاالسلام ، وإنّما اكتفينا بهذا المقدار حذرا من الإطالة ، ولأنّ هدفنا في هذا الكتاب هو تحقيق أمرٍ آخر .

ظلم الأُمّة للعترة

حصلت بعد وفاة النبيّ حوادث غير طيّبة ، كان منها نسيان الناس بصورة تكاد تكون مطلقة لمنزلة أهل البيت عليهم السلام من النبيّ صلى الله عليه و آله والرسالة ، خصوصاً ابنته الوحيدة فاطمة عليهاالسلام.

في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله كانت فاطمة عزيزة ، ولكن ما أن فارق النبيّ الحياة حتّى تأسّس أساس الظلم والجور عليها وعلى الآل من أهل بيتها المطهّرون .

يا ترى ماذا جرى حتّى تصرّفت هذه الأُمّة هكذا مع آل بيت نبيّها ؟ كيف يُعقَل أنّها نست هذه الآية الشريفة : «قُل لاَّ أَسْ_ٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»24؟!

ألم يوصيهم نبيهم بقوله : «أُذكّركم اللّه َ في أهل بيتي، أُذكّركم اللّه في أهل بيتي، أُذكّركم اللّه في أهل بيتي»؟!25

ولقد أخبر اللّه تعالى نبيّه بما ستفعله أُمّته بعده بذرّيته .

روى الحافظ الأصفهاني بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود

: «كنّا جلوساً عند النبيّ صلى الله عليه و آله فرأينا في وجههه شيئاً كرهناه، فقلنا: يا رسول اللّه، ما نزال نرى في وجهك الشيء نكرهه! فيما ذاك؟ قال: إنّا أهل بيتٍ اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي إثرةً تطريداً وتشريداً»26.

ولم يُخفِ صلى الله عليه و آله سخطه من ذلك، فصرّح أكثر من مرّة بمقام وعذاب من يفعل ذلك بهم : «اشتدّ غضب اللّه على من آذاني في عترتي»27.

وهذه القصّة تحكي عن الأحقاد التي كانت تخفيها أُمّة النبيّ تجاه ذرّيته :

ذكر الطبراني بالإسناد عن ابن عبّاس قال: «خرجت أنا والنبيّ صلى الله عليه و آله وعليّ في حُشّان المدينة28، فمررنا بحديقةٍ فقال عليّ: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول اللّه، فقال: حديقتك في الجنّة أحسن منه. ثمّ أومأ بيده إلى رأسه، ثمّ بكى حتّى علا بكاؤ، قيل: ما يبكيك؟! قال: ضغائن في صدور قومٍ لا يُبدونها لك حتّى يفقدوني»29.

ونقل ابن أبي الحديد أنّه قال عليّ عليه السلام: «ما رأيت منذ بعث اللّه محمّداً صلى الله عليه و آله رخاءً، لقد أخافتني قريش صغيراً، وأنصبتني كبيراً، حتّى قبض اللّه رسوله، فكانت الطامّة الكبرى، واللّه ُ المستعان على ما تصفون»30.

وحقّاً، فقد حدث ما تنبّأ به رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأُمّته وما ستفعله من بعده بذرّيته ، فجرى الظلم عليهم سريعاً ، وأوّل ما وقع على ابنته الوحيدة عزيزة قلبه وسرور فؤاده التي يؤذيه ما يؤذيها ويسرّه ما يسرّها؛ فاطمة الزهراء أُمّ أبيها!

نسيت أُمّة النبيّ كلّ وصاياه بحقّ ابنته هذه ، فمارسوا معها خلاف ما أوصاهم به !

وكذا بُعلها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الذي هو نفس النبيّ وأخوه ووزيره ووصيّه ووارث علمه ، وقد لخّص عليه السلام ظلم الأُمّة هذه بقوله _ كما ينقل ابن أبي الحديد المعتزلي في

شرحه _ : «ما زلتُ مظلوماً، صبرت وفي الحَلْق شجىً وفي العين قذى، اللهمّ إنّي أستعديك على قريش، لقد ظُلِمتُ عدد الحجر والمدر»31.

ولكنّك عندما تتصفح كتب أهل السنّة تجد أنّ طائفة منها تذكر بيعة أمير المؤمنين لأبي بكر بنحوٍ من التدليس والتحريف، فتُوقع الناس الغافلين عن الحقائق في الاشتباه، فيتوهّمون أنّ أمير المؤمنين عليّا عليه السلام وإن كان لا يرى أبا بكر أهلاً للخلافة، ولكنّه كان راضياً عن هذه البيعة.

أمّا مسألة كشف بيت فاطمة عليهاالسلام فهي مسألة مهمّة للغاية ، تضع أصل خلافة أبي بكر وادّعاء الإجماع عليه تحت علامة السؤال ، هذه المسألة التي يمكن من خلالها فتح نافذة جديدة لكلّ الأحرار ، يا تُرى ما الداعي الذي حدا بالحاكم إلى إصدار أمره بالهجوم على بيت فاطمة ؟ !

ووفق هذه السياسة تمّ إخفاء الحقائق التاريخية وطمس الكثير من معالمها، أو محوها ما أمكنهم إلى ذلك من سبيل .

ومن اللاّفت لك أن تعلم أنّ بعض المؤرّخين قد أوصوا بإتلاف الكتب التي تناولت جزئيات حوادث صدر الإسلام واختلافات الصحابة بشيءٍ من التدقيق والتفصيل .

اسمع إلى كلام الذهبي حين يقول: «تقرّر عن الكفّ عن كثير ممّا شجر بين الصحابة وقتالهم رضي اللّه عنهم أجمعين، وما زال يمرّ بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكنّ أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب!

وهذا فيما بإيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيّه وإخفاؤه، بل إعدامه؛ لتصفو القلوب وتتوفّر على حبّ الصحابة والترضّي لهم. وكتمانُ ذلك متعيّن عن العامّة وآحاد العلماء، وقد يُرخَّص في مطالعة ذلك خلوةً لِلعالم المُنصِف العريِّ من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم»32.

اللّه يعلم _ استناداً إلى هذه السياسة _ كم من المتون التاريخية التي عكست حقائق ما بعد أحداث السقيفة أُعدمت

أو أُتلفت ، أو حُرِّفت أو أُخفُيَت!

هذا أحمد بن حنبل نقل عن أبيه أنّ أبا عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وفيه بلايا، فجاء سلام بن أبي مطيع فقال: يا أبا عوانة، أعطِني ذلك الكتاب. فأخذه سلام فأحرقه33.

كما نرى أنّ هؤلاء سعوا إلى تهميش كلّ من ينقل جزئيات تلك الحوادث ، فيُوصمونه بالضعيف ، وذلك لأنّه لا تجتمع عندهم عملية نقل فضائل أهل البيت عليهم السلامومثالب الصحابة مع العدالة !

وهذا كلام ابن عَدِيّ، يقول في ترجمة عبد الرزّاق بن همام الصنعاني _ الذي كان من شيوخ البخاري _: «ولعبد الرزّاق بن همام أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثِقات المسلمين وأئمّتهم، وكتبوا عنه ولم يَرَوا بحديثه بأساً، إلاّ أنّهم نسبوه إلى التشيّع! وقد روى أحاديثَ في الفضائل ممّا لا يوافقه عليها أحد من الثقات، فهذ أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث، ولِما رواه في مثالب، غيرهم ممّا لم أذكره في كتابي هذا، وأمّا في باب الصدق، فأرجو أنّه لا بأس به، إلاّ أنّه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير»34.

طبعاً، وأنت أدرى بأنّ أهل السنّة لا يعتمدون على كتب الشيعة ، وهذا ما يوضّحه الذهبي _ نيابةً عنهم _ في تصريحه قائلاً : «فأمّا ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا نعرّج إليه، ولا كرامة! فأكثره باطل وكذب وافتراء، فدأب الروافض رواية الأباطيل!35»

أمّا وقد عرفت عدم اعتمادهم على كتب الشيعة ونقولاتهم ، فحَريٌّ بنا أن نشرع بتحقيق هذا الموضوع من كتبهم ، إذ لا يمكنهم عند ذلك الإنكار وهم يرون أن كلّ ما جاء بين طيّاتها هو الصحيح وغيره باطل ، وقد قيل

: «سعيد من اكتفى بغيره» ، وقيل أيضاً : «مِن فمك أُدينك» .

نعم ، فنحن سنحتجّ عليهم بالروايات الواردة من طرقهم، ونلزمهم بعدها بما ألزموا به أنفسهم .

من هنا سوف أقوم في هذا الكتاب بالتحقيق في أرضية الخبر الصحيح الدالّ على أصل واقعة كشف بيت فاطمة عليهاالسلام ، هذا الخبر الذي وصل إلينا بأسانيد عديدة مذكورة في كتب أهل السنّة .

وقد أخذت عبارة «كشف بيت فاطمة» من خبرهم نفسه، ففيه يصرّح عبد الرحمن بن عوف أنّ أبا بكر في آخر لحظات عمره ودّ أنّه لم يكشف بيت فاطمة !

فقمت في هذا الكتاب بالتحقيق الرجالي في أربعة عشر سنداً لهذا الخبر ، كلّها من كتب أهل السنّة . وطبعاً فإنّ لهذا الخبر سندا آخر مذكورا في كتب الشيعة ، سأقوم _ تتميماً للفائده _ بذكره إن شاء اللّه تعالى.

وقد أشار هذا الكتاب إلى التحقيق الرجالي في خمسة عشر سنداً لخبر عبد الرحمن بن عوف ، وذلك لاعتقادي أنّ التدقيق والتحقيق في هذا المجال مهمّ جدّاً ، ويوجب الوثوق والاطمئنان بالخبر .

إذا عرفت هذا، فاعلم أنّا قد قسّمنا بحثا في هذا الكتاب إلى فصلين:

الفصل الأوّل: كلام حول الإسناد

ذكرنا في هذا الفصل خمسة عشر سنداً لهذا الخبر، مع التحقيق في رجال كلّ واحدٍ من هذه الأسانيد، والإشارة إلى ما ذُكر في حقّ كلّ واحد من التوثيقات.

وقد خلصنا _ كما سترى _ إلى صحّة خمسة أسانيد من بين هذه الأسانيد الخمسة عشر ، وهي: السند الأوّل والثاني والثالث والتاسع والرابع عشر .

الفصل الثاني: كلام حول المتن

بما أنّ الدقّة في متن أيّ خبر تحظى بأهمّية قصوى ، لذا سعينا إلى ذكر متن كلّ سند ، حتّى يمكنك _

عزيزي القارئ _ من تشخيص الاختلاف في كلّ واحدٍ من هذه المتون .

ثم ذكرنا فى خاتمة البحث بعض الحوادث التي وقعت بعد اجتماع السقيفة في المدينة المنورة.

كلّ هذا والأمل يحدوني أنّي سأكون قد استوفيت الموضوع حقّه، ونلت مرضاتك وتقديرك ، بعدما أكون قد أثبتّ لك _ بما وسعني من ذكر أسانيد الخبر من كتب الفريقين _ صحّةَ موضوع كشف بيت فاطمة عليهاالسلام والهجوم عليه بعد أيّامٍ قلائل من رحلة نبيّنا محمّد عليه وعلى آله أفضل التحيّة والسلام .

وأُكرّر مرّة أُخرى أنّ هدفي من ذلك ليس نبش ضغائن التاريخ واستخراج ما هو مدفون بين صفحاته ، بل هو التمهيد لفكرة أنّ البيعة أُخذت من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالإجبار والإكراه، والتهديد أيضا ، وإلاّ ما كان هناك من داعٍ لذاك الهجوم والإرعاب لوحيدة النبيّ وقرّة عينه ، وإزعاجها إيذائها، وهم يعلمون حقّا أنّ ذلك يسبّب أذيّة النبيّ وغضبه عليهم . فالقضية أكبر بكثير ممّا يحاولون الإيحاء به من أنّه لا داعيَ للنبش في صفحات ما عفا عنه الزمن _ على حدّ زعمهم _ !

يا ربّ فاطمة ، اغفر لي بحقّ فاطمة ، وتقبّل منّي ما رشح من مداد قلمي هذا، واجعله وسيلتي بين يدي سيّدتي لأنال بذلك رضاها وشفاعتها لي ، ولكلّ من قرأ سطوري هذه فأثّرت فيه أو نالت استحسانه ورضاه .

سيّدتي فاطمة، إرضي عنّي وعن شيعتك ، فرضاكِ الفوز عند المليك المقتدر الذي قرن رضاكِ برضاه.

الفصل الأوّل: كلام حول الإسناد

اشارة

جاء في مصادر سنّية مختلفة وبأسانيد عديدة أنّ عبد الرحمن بن عوف عاد أبا بكر في نزعه الأخير ، فَجَرت بينهما محاورة ، وكان فيما قال له ابن عوف : «لم تزل صالحاً مصلحاً مع

أنّك لا تأسى على شيءٍ من الدنيا».

فيقول له أبو بكر : «أجل، لا آسي على شيءٍ من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتُهنّ وَدَدت أنّي لو تركتُهنّ، وثلاث تركتهنّ وددتُ أنّي فعلتهنّ، وثلاث وددت لو أنّي سألت عنهنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله».

ثمّ يذكر الموارد التي ودّ أنّه لم يفعلها ، ومن تلك الموارد ما اعترف به بقوله :

«وددتُ أنّي لم أكشف بيتَ فاطمةَ عن شيء، وإن كانوا أغلقوه على الحرب».

ولقد ذكرنا متن الحديث مفصلاً _ مع التحقيق _ في الفصل الثاني من الكتاب ، وقمنا بتوضيح الشواهد التاريخية لكل قسم من أقسام الخبر .

أمّا في هذا الفصل فسوف نقوم بدراسة أسانيد هذا الخبر ، وكلّ هذه الأسانيد تنتهي إلى عبد الرحمن بن عوف ، حيث يذكر حواره مع أبي بكر في نزعه الأخير .

وها هنا خمسة عشر سنداً:

1 . ما رواه ابن عساكر بالإسناد عن محمّد بن رمح.

2 _ 3 . ما رواه الطبري بالإسناد عن يحيى بن بكير.

4 . ما رواه الطبراني بالإسناد عن سعيد بن عُفَير.

5 _ 6 . ما رواه ابن عساكر بالإسناد عن الوليد بن الزبير.

7 . ما رواه ابن عساكر بالإسناد عن خالد بن القاسم.

8 . ما رواه ابن عبد ربّه القرطبي بالإسناد عن محمّد بن رمح.

9 . ما رواه الحاكم النيسابوري بالإسناد عن سعيد بن عُفَير.

10 . ما رواه الطبري بالإسناد عن عبد اللّه بن صالح.

11 . ما رواه الجوهري بالإسناد عن سعيد بن عبّاد.

12 . ما رواه أبو عبيد البغدادي بالإسناد عن سعيد بن عُفَير.

13 . ما رواه البلاذري بالإسناد عن عبداللّه بن صالح.

14 . ما رواه ابن زَنجَوَيه عن عثمان بن صالح.

15 . ما رواه ابن بابويه بالإسناد، عن

عبداللّه بن صالح.

وقد بذلت الجهد في ترتيب هذه الأسانيد حسب اعتبارها .

وبعونه تعالى نبدأ بتحقيق هذه الأسانيد، إنّه نعم المعين.

السند الأوّل

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن أبي عبد اللّه الخلاّل وأبي القاسم غانم بن خالد، عن أبي الطيّب بن شَمَة، عن أبي بكر بن المقري، عن محمّد بن زبّان، عن محمّد بن رُمح، عن الليث، عن علوان36، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه37.

وقع في هذا السند اثنا عشر رجلاً، سنتعرّض لشرح حال كلّ واحدٍ منهم رجالياً:

ابن عساكر الدمشقي

ذكره الذهبي بعنوان «ابن عساكر: الإمام الحافظ الكبير، محدّث الشام، فخر الأئمّة، ثقة الدين، أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسين بن عساكر».

ونقل قول الحافظ عبد القادر فيه: «ما رأيتُ أحفظَ من ابن عساكر»، وقول ابن النجّار: «أبو القاسم إمام المحدّثين في وقته، انتهت إليه الرئاسة في الحفظ والإتقان والثقة والمعرفة التامّة، وبه خُتم هذا الشأن»38.

والجدير بالذكر أنّ كتاب ابن عساكر ليس تاريخاً لمدينة دمشق كما قد يتبادر في أوّل وهلة للذهن، بل هو موسوعة حديثية من أوسع المصادر في سِيَر الرجال، ويُعتبر مرجعاً للعلماء؛ لاحتوائه على الآلاف من الأحاديث النبويّة والآثار، كما يُعتبر موسوعةً في علم الرجال والجرح والتعديل، فهو عندما يترجم للرجال ويذكر سيرهم ويذكر مروياتهم، فإنّه يبيّن حالهم وعلى ما هم عليه من ضعفٍ أو توثيق، ويصحّح أسماءهم إذا اقتضى الحال.

تُوفّي في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمئة.

أبو عبد اللّه الخلاّل

قال الذهبي: «الشيخ الإمام الصدوق، مسند أصفهان، شيخ العربية بقيّة السلف، أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك بن

الحسين بن محمّد بن علي الأصفهاني، الخلاّل الأثري الأديب»39.

تُوفّي في جمادى الأُولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة40.

غانم بن خالد الأصفهاني

قال الذهبي: «غانم بن خالد بن عبد الواحد بن أحمد، الشيخ أبو القاسم ابن الشيخ أبي طاهر الأصفهاني التاجر».

وذكر أنّ السمعاني قال: «كان سديداً ثقةً مُكثراً»41.

تُوفّي في رجب سنة ثمان وثلاثين وخمسمئة42.

عبد الرزّاق بن عمر بن شمَة

قال الذهبي: «الشيخ الجليل أبو الطيب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمة _ بالفتح والتخفيف _ الأصفهاني التاجر... وقد قيّده بعضهم (شِمة) بالكسر، كسمه، وكذا وُجد بخطّ العلاء العطّار»43.

أبو بكر بن المُقري

قال ابن عساكر: «محمّد بن إبراهيم بن عليّ بن عاصم بن زاذان، أبو بكر المعروف بابن المقري الأصفهاني، أحد المكثرين الرحّالين والمحدّثين المشهورين... كان مكثراً ثقةً».

وذكر أنّ أبا نُعَيم الحافظ قال فيه: «محمّد بن إبراهيم بن عليّ بن عاصم، أبو بكر بن المقري، محدّث كبير ثقة أمين، صاحب مسانيد وأُصول، سمع بالعراق والشام ومصر ما لا يُحصى كثرةً»44.

وذكره الذهبي في التذكرة قائلاً: «محدّث أصفهان، الإمام الرحّال الحافظ الثقة، أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عليّ بن عاصم بن زاذان الأصفهاني»45.

وقال في سير أعلام النبلاء: «ابن المقري، الشيخ الجوّال الصدوق، مسند الوقت»، وذكر أنّ ابن مردويه قال في تاريخه: ثقة مأمون، صاحب أُصول.

كما وذكر أنّ أبا طاهر أحمد بن محمود قال: سمعت أبا بكر بن المقري يقول: طِفتُ الشرق والغرب أربع مرّات»46.

تُوفّي في شوال سنة إحدى وثمانين عن ستٍّ وتسعين سنة ، وكان من المعمّرين47.

محمّد بن زَبَّان الحضرمي

قال الذهبي: «محمّد بن زبّان بن حبيب، الإمام القدوة الحجّة، أبو بكر الحضرمي، محدّث مصر».

وذكر أنّه كان رجلاً صالحاً متقلّلاً فقيراً، لا يقبل من أحد شيئاً، وكان

ثقةً48.

تَوفّي في جمادى الأُولى سنة سبع عشرة وثلاثمئة49.

محمّد بن رُمح المصري

ذكره الرازي قائلاً: «محمّد بن رمح المصري، روى عن الليث بن سعد، روى عنه حازم بن يحيى الحلواني وعليّ بن الحسين بن الجُنَيد، أخبرنا عبد الرحمن قال: سمعت عليّ بن الحسين يقول: كان محمّد بن رمح رجلاً صالحاً، وكان أوثق من ابن زغبة»50.

قال الذهبي: «محمّد بن رمح بن مهاجر، الحافظ الثَّبْت العلاّمة، أبو عبد اللّه التجيبي، مولاهم المصري، وُلد بعد الخمسين ومئة... وكان معروفاً بالإتقان الزائد والحفظ، ولم يرحل. قال النسائي: ما أخطأ ابن رمح في حديثٍ واحد. وقال أبو سعيد بن يونس: ثقة ثبت، كان أعلم الناس بأخبار بلدنا»51.

وقال ابن حجر: «محمّد بن رمح بن المهاجر التجيبي، مولاهم المصري، ثقة ثبت، من العاشرة»52.

وقال السمعاني: «محمّد بن رمح بن مهاجر التجيبي، كان يسكن تجيب بمصر فنُسب إليها، وكان من ثِقات المصريين ومقتنيهم، روى عنه البخاري ومسلم»53.

ولقد أخرج عنه مسلم وابن ماجة القزويني، واحتجّا بروايته54.

تُوفّي في شوال سنة اثنتين وأربعين ومئتين55.

الليث بن سعد الفهمي

قال الذهبي: «الليث بن سعد الفهمي، أبو الحارث: أحد الأعلام والأئمّة الأثبات، ثقة حجّة بلا نزاع»56.

وذكره أيضاً في سير أعلام النبلاء: «الليث بن سعد بن عبد الرحمن: الإمام الحافظ، شيخ الإسلام وعالم الديار المصرية، أبو الحارث الفهمي».

وذكر أنّ أحمد بن حنبل قال فيه: «ليث: كثير العلم صحيح الحديث»57.

ونقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بإسناده عن صالح بن أحمد بن عبد اللّه العِجلي، أنّه قال: «حدّثني أبي قال: ليث بن سعد يُكنّى أبا الحارث، مصري فهمي ثقة».

وقال أيضاً بإسناده عن عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أنّه قال: «أخبرني أبي قال: أبو الحارث الليث بن سعد المصري ثقة».

ونقل بالإسناد إلى

عبد الرحمن بن يوسف بن خراش58، أنّه قال: «صدوق، صحيح الحديث»59.

والشواهد التاريخية تؤيّد أنّ الليث قد سافر ورحل في طلب الحديث إلى أكثر المدن الإسلامية، وهو يعتبر من أعظم شيوخ الحديث بمصر60.

ثمّ إنّ الليث بن سعد فارسيّ الأصل من أهل أصفهان، وقد نقل الذهبي عن أهل بيته أنّهم قالوا: «نحن من الفرس، من أهل أصفهان»61.

ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته62.

تُوفّي للنصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومئة63.

والحاصل أنّ الليث بن سعد هو الذي قام بنشر هذا الحديث بديار مصر، ولا يُتوهَّم أنّه تمايل إلى الخطّ الشيعي؛ وذلك لوجود ما يدلّ على ميوله العثمانية.

بيان ذلك: ذكرنا أنّ الليث بن سعد كان أصفهانياً ، ولمّا سافر إلى مصر وجد أنّ الناس هناك ينتقصون من عثمان بن عفّان ، إذ _ كما ينقل التاريخ _ أنّ أهل مصر ظُلموا من قبل حكومته ، فكان لهم دور أساسي في قضيّة قتله 64.

فلم تعجب أخلاق المصريين هذه ليثا ، فاتّخذ موقفاً منهم جعله يقوم بنشر مدّعياتٍ في فضائل عثمان ، حتّى مال أهل مصر إلى عثمان .

انظر إلى ماكتبه الخطيب البغدادي حيث يوضح ذلك: «كان أهل مصر ينتقصون عثمان، حتّى نشأ فيهم الليث، فحدّثهم بفضائله فكفُّوا عن ذلك»65.

ولا بأس بالإشارة إلى واحدة من تلك الأخبار التي رواها الليث في فضائل عثمان؛ حيث روى الطبراني في معجمه الكبير بالإسناد عن الليث بن سعد بإسناده عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله:

«يكون بعدي اثنا عشر خليفة؛ أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلاّ قليلاً، وصاحب رحى داره يعيش حميداً ويموت شهيداً.

قيل من هو؟ قال: عمر بن الخطّاب.

ثمّ التفت إلى عثمان فقال: وأنت سيسألك الناس أن تخلع

قميصاً كساك اللّه عزّ وجلّ، والذي نفسي بيده، لئن خلعته لا تدخل الجنّة حتّى يلج الجمل في سَمّ الخِياط»66.

نعم ، هؤلاء المصريّين كانوا أهل المطالبة بعزل عثمان ، ولكنّه امتنع حتّى قُتل ، إلى أن جاء ليث إلى مصر فبرّر لأهلها أنّه _ كما يدّعي _ إنّما امتنع عثمان عن عزل نفسه ذلك لأنّ النبيّ طلب منه ذلك !

فهل يحتمل من هكذا شخص أن تكون فيه روح تشيّع ؟!

ثمّ إنّ هناك مطلباً آخر، وهو أنّ ليثا لمّا قدم مصر قام بتأليف كتب عديدة، وقد شاعت كتبه هذه في مصر وانتقلت إلى بلدان أُخرى، إلى درجة أنّ أشخاصاً قدموا من العراق وقاموا بنقل كتبه إلى بلادهم 67. ممّا يدلّ على وجود مكانة خاصّة لليث في مصر ، وبوجوده تحوّلت مصر إلى واحدة من مراكز الحديث المهمّة .

علوان بن داود البجلي

ذكره ابن حِبّان في الثقات قائلاً: «علوان بن داود البجلي من أهل الكوفة، يروي عن مالك بن مغول، روى عنه عمر بن عثمان الحمصي»68.

قال الذهبي: «علوان بن داود البَجَلي، مولى جرير بن عبد اللّه، ويقال: علوان بن صالح؛ قال البخاري: علوان بن داود، ويقال ابن صالح، مُنكَر الحديث، وقال العقيلي: له حديث لا يُتابَع عليه ولا يُعرَف إلاّ به، وقال أبو سعيد بن يونس: مُنكَر الحديث»69.

وصرّح الدارقطني بأنّ علوان كان شيخاً لأهل المصر في الحديث70.

تُوفّي علوان بن داود سنة ثمانين ومئة71.

وقد ذكرنا أنّ ابن حبّان وثّق علوان، ولكن ربّما يُتوهَّم أنّ ابن حبّان متساهل في التوثيق؛ فإنّه كثيراً ما يوثّق المجهولين.

ويلاحظ عليه: أنّ ابن حبّان قد صرّح في مقدّمة كتابه بأنّه قسّم توثيقاته إلى مَن اختلف فيه علماء الجرح والتعديل، فإذا صحّ عنده أنّه

ثقة أدخله في ثقاته، وإلاّ فأودعه كتابه الآخر وهو (كتاب المجروحين). وإلاّ إذا لم يُعرف بجرحٍ ولا تعديل، وكان كلٌّ مِن شيخه والراوي عنه ثقة، ولم يأت بحديثٍ منكر، فهو ثقة عنده.

فعلى هذا فالقول بأنّ جميع توثيقات ابن حبّان من التساهل خطأ جدّاً، ولا تصحّ نسبة التساهل إليه مطلقاً.

وبالجملة، فإنّ توثيق ابن حبّان لعلوان بن داود ليس من القسم الثاني حتّى نقول بأنّ هذا التوثيق لا يُعتمد عليه.

بيان ذلك: ذكرنا أنّ ابن حبّان إذا لم يجد للرجل حدثاً منكراً وكان شيخه ثقة، كما أنّ الراوى عنه ثقة، فحَكَم بأنّه أيضاً ثقة. وذكرنا أنّ البخاري وغيره ذهبوا إلى أنّ علوان كان منكر الحديث، فابن حبّان رأى هذا الكلام، ومع ذلك حكم بتوثيق علوان بن داود، فمعنى ذلك أنّ توثيق ابن حبّان إنّما هو من القسم الأوّل لا من القسم الثاني من توثيقاته.

وبعبارة ثانية: إنّ ابن حبّان رأى جرح البخاري ومع ذلك حكم بوثاقه علوان بن داود، وعلى لم يكن الرجل مجهولاً حتّى يدخل في القسم الثاني من توثيقات ابن حبّان.

ثمّ إنّ ابن حبّان يُعدّ من بين المتشدّدين من أئمّة المحدّثين في الحكم على الرجال، وشأنه في ذلك شأن أبي حاتِم الرازي72 والنسائي وابن مَعين73.

يشير الذهبي إلى هذا عندما ينقل رأى ابن حبّان، وكثيراً، ففي ترجمة عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي يقول: «وأمّا ابن حبّان فإنّه يقعقع كعادته، فقال فيه: يروي عن قومٍ ضعاف أشياء يدلّسها عن الثقات»74.

ويقول _ أيضاً _ في ترجمة سويد بن عمرو الكلبي: «وثّقه ابن معين وغيره، وأمّا ابن حبّان فأسرف واجترأ، كان يقلّب الأسانيد»75.

وفي ترجمة عارم شيخ البخاري يقول: «قال ابن وارة: حدّثنا عارم الصدوق الأمين»76، فأين هذا القول من قول ابن

حبّان في عارم؟

فإنّ ابن حبّان ممّن كان من المتعنّتين والمسرفين في جرح الرجال، ومَن هذا حاله لا يمكن أن يكون متساهلاً في تعديل الرجال، وإنّما يقع التعارض كثيراً بين توثيقه وبين جرح غيره.

كما أنّ السيوطي صرّح في كلامه بأنّ ما ذُكِر من تساهل ابن حبّان ليس بصحيح77.

هذا ونحن نجد أنّ ابن حبّان في كتابه يذكر أحيانا أسماء يتعرّض لبيان حالهم، فتارّة يقول: «ربّما أغرب» _ راجع ترجمة عيسى بن أزهر وهاني بن عبد الرحمن بن أبي عيلة وأحمد بن أيّوب بن راشد الضبّي وإبراهيم بن المستر العروقي وإسحاق بن الرفات التجيبي78 وأُخرى يقول: «ربّما خالف»، _ راجع ترجمة عبد اللّه بن معاوية بن عاصم والوليد بن الوليد البصري ويحيى بن جرحة وأحمد بن محمّد بن عون القوّاس وأحمد بن النعمان الكوفي79. وثالثة يقول: «ربّما أخطأ» _ راجع ترجمة راشد بن نجيح وأبي إسحاق السبعي وسالم التعكي وسلمة بن سبرة وسوادة بن عاصم العنزي وشريك بن عبد اللّه القرقي والقاسم الرحّال80.

والحاصل أنّ ابن حبّان عندما يذكر علوان بن داود، لا يذكر له هذه العناوين مثل «ربّما أخطأ» أو «ربّما خالف» أو «ربما أغرب»، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على أنّ ابن حبّان اعتمد على علوان تماماً.

بقي شيء آخر، وهو أنّا ذكرنا الذهبي حيث يصرّح بأنّ البخاري ذهب إلى أنّ علوان كان مُنكَر الحديث81. يا ترى لماذا وصفه بمنكر الحديث فيدخل الجرح عليه ؟ ألا يحقّ لنا التحقيق في هذا الجرح ؟ أم لا يحقّ لنا التدقيق في الجذور الفكرية للشيخ البخاري التي دفعته إلى أن يقول مثل هذا القول ؟!

وقبل كلّ شيء يجب علينا أن نستقصى جميع الأخبار التي رواها علوان، فإنّا إذا راجعنا

كتب الأخبار والتاريخ وجدنا لعلوان ثلاثة أخبار، وهي:

الأوّل: خبر توبة ذي الكلاع

قال ابن أبي الدنيا المتوفّي سنة إحدى وثمانين ومئتين في كتابه التواضع والخمول بالإسناد عن علوان بن داود البَجَلي، أنّه قال: حدّثني شيخ من همدان عن أبيه قال:

«بعثني قومي بخيلٍ أهدَوها لذي الكلاع، فأقمتُ ببابه سنة لا أصل إليه، ثمّ أشرف إشرافة على الناس من غرفةٍ له، فخرّوا له سجوداً، ثمّ جلس، فلقيته بالخيل فقبلها. ثمّ لقد رأيته بحمص وقد أسلم يحمل الدرهم اللحم، فيبتدره قومه ومواليه فيأخذونه منه، فيأبى تواضعاً، وقال: أُفٍّ لذي الدنيا إذا كانت كذا

أنا منها كلّ يوم في أذى

ولقد كنتُ إذا ما قِيل: من

أنعمُ الناس معاشاً؟ قيل: ذا

ثمّ بُدِّلتُ بعيشٍ شَقوةٍ

حبّذا هذا شقاءً حبّذا»82 وأنت خبير بأنّ هذا الخبر ليس فيه شيء منكر، بل فيه ذكر توبة ذي الكلاع وتواضعه.

الثاني: خبر قدوم معاوية إلى المدينة

قال ابن عساكر بالإسناد عن علوان بن صالح، عن صالح بن كيسان، أنّه قال:

«إنّ معاوية بن أبي سفيان قَدِم المدينة أوّل حجّة حجّها بعد اجتماع الناس عليه، فلَقِيه الحسن والحسين ورجال من قريش، فتوجّه إلى دار عثمان بن عفّان، فلمّا دنا إلى باب الدار صاحت عائشة ابنة عثمان وندبت أباها، فقال معاوية لمن معه: انصرفوا إلى منازلكم؛ فإنّ لي حاجةً في هذه الدار، فانصرفوا.

ودخل فسكّن عائشة، وأمرها بالكفّ وقال لها: يا بنت أخي! إنّ الناس أعطَونا سلطاناً فأظهرنا لهم حلماً تحته غضب، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد، فبِعناهم هذا وباعونا هذا، فإن أعطيناهم غير ما اشتروا شحّوا على حقّهم، ومع كلّ إنسان منهم شيعة، وهو يرى مكان شيعتهم، فإن نكثنا به نكثوا بنا، ثمّ لا ندري أتكون لنا الدائرة أم علينا، وأن

تكوني ابنة عثمان أمير المؤمنين خيرٌ من أن تكوني أمَةً من إماء المسلمين، ونِعم الخلف أنا لك بعد أبيك»83.

وليس في هذا الخبر _ أيضاً _ شيء مُستغرَب.

الثالث: خبر كشف بيت فاطمة عليهاالسلام

وهو الخبر الذي سنتكلّم حوله في هذا الكتاب، والظاهر أنّ مراد القائل بأنّ لعلوان حديثاً منكراً، هو هذا الحديث، وأنّهم أرادوا إخفاء هذا الخبر؛ وذلك لأنّ بعض المحدّثين _ ومنهم البخاري _ آلوَا على أنفسهم كتمانَ ما يُعاب عليه الخلفاء والولاة وذوهُم عن عامّة الناس.

وإليك كلام الطبري حين يذكر سبب قتل عثمان: «فأعرضنا عن ذكر كثير منها؛ لعللٍ دَعَت إلى الإعراض عنها»84.

ولذا نجد أنّ كثيراً من علمائهم ومحدّثيهم كتموا كلّ رواية أو خبر فيه نقد موجّه إلى ذوي السلطة في صدر الإسلام، وحجّتهم في ذلك أنّه لا يصحّ توجيه اللوم والنقد لصحابة النبيّ!

ولذلك تراهم تارةً يكتمون كلّ الرواية أو الخبر ، وتارةً يحذفون أجزاءَ ممّا فيه نقد موجّه إلى بعض رجالات السلطة ، ويأتون بباقي الخبر الذي لا يتضمّن نقداً 85.

وكذلك كانوا يتسابقون ويتعاونون على تضعيف الرواية التي فيها نقد لذوي السلطة، والطعن برواتها أو بمؤّف الكتاب الذي وردت الرواية عنه، بأنواع الطعون والتضعيف والتسخيف، فإذا عجزوا عن ذلك أوّلُوا الرواية أو الخبر إلى ما فيه مصلحة ذوي السلطة، وبدّلوا النقد إلى مدح وثناء!

إذ ميزان معرفة الضعيف من الثقة عندهم في الأحاديث وسيرة الصحابة والتابعين، هو ما كان موافقاً لسياسات السلطة الحاكمة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله، لذا نجد أنّ كل رواية أو خبر فيه توجيه للّوم والنقد لهم، أو فيه ما يشينهم، هو ضعيف وغير صحيح عندهم، بل وباطل، وأنّ كلّ كتاب وكلّ راوٍ أو مؤّف يروي شيئاً من ذلك هو ضعيف وغير

ثقة، ويُرمى بأنواع الطعون. وبالمقابل فإنّ كلّ مؤّف أو راوٍ ينسب المناقب وينتحلها إلى ذوي السلطة ويترك ما يوجّه النقد إليهم، هو ثقة وصدوق!!

وبذلك أصبح البخاري إمامَ المحدّثين عندهم، وأصبح صحيحه أصحّ كتاب بعد كتاب اللّه! وأضحت الأحاديث الصحيحة في غير صحيح البخاري غير معتبرة!

فيما نجد أنّ البخاري روى من غير الثقات، وضعّف الحفّاظ من رجال البخاري الكثير. مثال ذلك عكرمة بن عبد اللّه المدني مولى ابن عبّاس، فإنّا نجد أنّ البخاري روى عنه مع أنّه قيل في حقّه أنّه كذّاب، فهذا ابن عساكر روى بالإسناد عن بعض رجال العامّة: «إنّ عكرمة كذّاب يحدّث غُدْوةً بحديثٍ يخالفه عشيةً!»86.

لكنّ البخاري يرجّح عكرمة ويروي عنه كثيراً، فيما نجد أنّ مسلما يرجّح كذبه، فلم يروِ له ولا حتّى حديثاً واحداً في باب الحجّ، ولم يعتمد عليه وحده، وإنّما ذكره تقويةً لحديث سعيد بن جبير في الموضوع نفسه.

فالبخاري اعتمد على روايات عكرمة؛ لأنّ عكرمة كان يدّعي أنّ آية : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ»87، إنّما نزلت في أبي بكر88!! مع أنّ المفسيرن من أهل السنّة _ فضلاً عن مفسّري الشيعة _ صرّحوا بأنّ هذه الآية إنّما نزلت في الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام حينما تصدّق بخاتمه وهو راكع89.

والحاصل، أنّ البخاري إنّما أراد تضعيف خبر عبد الرحمن بن عوف الذي فيه تصريح أبي بكر بكشف بيت فاطمة عليهاالسلام، ولذلك قال في حقّ علوان: «إنّه مُنكَر الحديث»!

إضافةً لذلك نجد أنّ العقيلي بدوره قام بتضعيف علوان لهذا السبب طبعاً، حيث قال: «له حديث لا يُتابَع عليه ولا يُعرف إلاّ به»90.

ويُستفاد من كلّ هذا، أنّهم لمّا رأوا أنّ علوان روى خبر كشف بيت

فاطمة عليهاالسلام، حكموا عليه بأنّه منكر الحديث، وفي الحقيقة أنّهم إنّما أرادوا أن يكتموا هذا الخبر، فأسقطوه من الحُجّية؛ لأنّ فيه ما يخالف سياسة الخلفاء ويوجب شينهم، وإن كان الخبر صحيحاً موثّقا.

وفي الواقع هم لم يجدوا أوطأ من حائط علوان في سند هذا الخبر ، لذا قاموا بجرح علوان ، حتّى يمكنهم إسقاط الخبر عن الحجّية .

ولكنّ ابن حبان الذي يُعدّ من أئمّة الجرح والتعديل عندهم، قام وبكلّ وضوح بتوثيق ابن حبّان هذا رغم كلّ ما فعله غيره بحقّه من الطعن.

صالح بن كيسان

ذكره البخاري في تاريخه قائلاً: «صالح بن كيسان مولى بني غفّار، مؤدِّبُ وُلد عمر بن عبد العزيز. سمع عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة والزهري، وسمع منه عمرو بن دينار ومالك وابن عُيينة وإبراهيم بن سعد»91.

ونقل ابن عبد البرّ: «كان صالح بن كيسان هذا من أهل العلم والحفظ والفهم، وكان كثيرَ الحديث ثقة، حجّةً فيما نقل»92.

وروى الرازي بالإسناد عن يحيى بن معين أنّه قال: «صالح بن كيسان ثقة»93.

وقال الذهبي: «صالح بن كيسان الحافظ، أحد علماء المدينة، وكان مؤدِّبَ أولاد عمر بن عبد العزيز»94. ووثّقه بقوله: «صالح بن كيسان الإمام الحافظ الثقة، أبو محمّد... وكان صالح جامعاً من الحديث والفقه والمروءة»95.

في حياة صالح بن كيسان هنالك قضية لطيفة من المفيد الإشارة إليها ، وهي أنّ ابن كيسان كانت له طريقة خاصّة في كتابة السنن عن النبيّ ، لا يعدوها إلى غيرها ، فلم يكن يحتسب كلمات الصحابة جزءاً من السنن ! ولذا جُفي وأُهمل من قِبل الحكومات وأتباعها ، في الوقت الذي تمّ تقريب أمثال محمّد بن شهاب المعاصر له الذي يذكر ابنُ كيسان إحدى مواقفه معه كما ينقل ذلك ابن عساكر

في تاريخه : «اجتمعتُ أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم، فاجتمعنا على أن نكتب السنن، فكتبنا كلّ شيء سمعنا عن النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: نكتب ما جاء عن أصحابه، فقلت: ليس بسنّة، فقال: بل هو سنّة، فكتب ولم أكتب، فأُنجح وضُيّعت!»96.

ولقد أخرج عنه البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته97.

تُوفّي صالح بن كيسان بعد الأربعين والمئة.

حميد بن عبد الرحمن بن عوف

وصفه البخاري في تاريخه بعنوان «حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي المدني»98.

قال الرازي: «سُئل أبو زُرعة99 عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف فقال: مدني ثقة»100.

وذكره الذهبي بقوله: «وكان فقيهاً نبيلاً شريفاً»101.

ووثّقه ابن حجر قائلاً: «حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة من الثانية»102. وذكر في موضعٍ آخر أنّ الحافظ أحمد بن عبد اللّه العجلي وأبا زرعة الجرجاني وابن خراش وثّقوه103.

ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: البخاريُّ ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي104.

تُوفّي حميد بن عبد الرحمن سنة خمس ومئة.

عبد الرحمن بن عوف

ذكره ابن حبّان في الثقات وصرّح بأنّ اسمه كان عبد عمرو، فسمّاه النبيّ صلى الله عليه و آلهعبد الرحمن105.

ذكره البخاري في تاريخه قائلاً: «عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف، أبو محمّد الزهري القرشي رضي اللّه عنه، شهد بدراً مع النبيّ صلى الله عليه و آله، قال الحسن بن ضمرة: مات لستٍّ بقين من خلافة عثمان»106.

وقال الذهبي: «أحد العشرة، وأحد الستّة أهل الشورى، وأحد السابقين البدريّين، القرشي الزهري، وهو أحد الثمانية الذين بادروا إلى الإسلام»107.

ثمّ إنّ أحمد بن حنبل ذكره في جملة العشرة المبشَّرة، فروى في مسنده بإسناده عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «أبو بكر في

الجنّة، وعمر في الجنّة، وعليّ في الجنّة، وعثمان في الجنّة، وطلحة في الجنّة، والزبير في الجنّة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنّة، وسعد بن أبي وقّاص في الجنّة، وسعيد بن زيد في الجنّة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنّة»108.

ولا يخفى أنّه ليس في هذه الرواية منقبة خاصّة للعشرة المذكورة أسماؤُهم فيها دون المؤمنين ، بعدما جاء من البشائر الصادقة في الكتاب العزيز لكلّ من آمن باللّه وعمل عملاً صالحاً، فهو في الجنّة، إذ قال تعالى: «وَ بَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّ_تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَ_رُ»109، «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَ لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ»110، وما أكثر من يدخل الجنّة من أُمّة محمّد صلى الله عليه و آله، كما صُرّح بذلك في كثير من الأخبار111.

هذا من ناحية ، ومن ناحيةٍ أُخرى فقد ذُكر في هذه الرواية أنّ عثمان وطلحة من أهل الجنّة، مع أنّ الشواهد التاريخية تؤّد أنّ طلحة قد شارك في قتل عثمان، فكيف يُعقَل أن يكون القاتل والمقتول كلاهما في الجنّة؟!112

ولقد أَخرج عن عبد الرحمن بن عوف واحتجّ بروايته: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي113.

هذا وكان عبد الرحمن بن عوف قد اشترك في بيعة أبي بكر وبيعة عمر بن الخطّاب وبيعة عثمان، وكان مقرّباً من عمر بالخصوص بحيث صار من مشاوريه الخاصّين، ولقد أرسله أميراً على الحجّ في السنة الأُولى من حكمه، وجعله وزيراً مقرّباً في حكومته، فكثر ماله في حكومة عمر وعثمان، فصالح امرأته المطلّقة على ثلاثة وثمانين ألفاً، وأمواله مِن كَيْدَمة114، و باع أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينارٍ ذهباً115.

ولقد قال لأُمّه ذات يوم: قد خِفتُ أن يُهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش مالاً،

فقالت له: يا بُنيّ أنفق، فإنّي سمعت رسول اللّه يقول: «إنّ من أصحابي من لا يراني بعد أن أُفارقه»116.

وبقي عبد الرحمن بن عوف مخلصاً لنهج عمر بن الخطّاب، إذ وافق وصيّته لعثمان بن عفّان، وسعى لإمضائها117.

ولقد كان له الدور المهمّ في انتخاب عثمان بن عفّان بعنوان الخليفة الثالث ، كما يشهد لذلك التاريخ بكلّ وضوح .

قال الذهبي: «من أفضل أعمال عبد الرحمن عزلُه نفسَه من الأمر وقت الشورى واختياره للأمّة مَن أشار به أهل الحلّ والعقد»118.

ولقد كان اشترط على الإمام عليّ بن أبي طالب وعثمان بالعمل على سيرة الشيخين (أبي بكر وعمر)، فأبى عليّ بن أبي طالب ووافق عثمان، وكان هذا هو السبب في تعيينه عثمان خليفةً وبايعه على ذلك119.

وهذا يدلّ على أنّ العمل بسيرة الشيخين كان هو المعيار عند عبد الرحمن بن عوف لتعيين خليفتهم، لا النصّ ولا الإجماع ولا الشورى، والإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام قد رفض هذا الشرط المُبتدَع.

وأعتقد أنّ نقل هذا الخبر الذي تَمنّى أبو بكر فيه أنّه لم يكشف بيت فاطمة عليهاالسلام، إنّما كان بإجازة من عمر بن الخطّاب.

بيان ذلك: قد عرفتَ أنّ عبد الرحمن بن عوف كان يميل إلى السلطة الحاكمة كثيراً، ولهذا يحقّ لأحدهم أن يتساءل: يا ترى لماذا قام بنقل هذا الخبر الذي تضمّن كشف بيت فاطمة عليهاالسلام مع ما فيه من ضرر وفضح للسلطة الحاكمة؟!

والجواب عن هذا التساؤل هو: إنّ حادثة الهجوم على بيت ابنة النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آلهكانت من السعة والعمق أنّها ظلّت محفوظةً في أذهان أهل المدينة ، فهم قد رأو بأمّ أعينهم كيف أنّ مجموعة كبيرةً قامت مباشرة بعد وفاة نبيّها بالهجوم على دار وحيدته العزيزة فاطمة عليهاالسلام بلا ظلمٍ أو جناية بدرت

منها، إلاّ لأنّ تلك الدار أُغلِقَت دونهم ، ممّا أدّى هجومهم إلى غضبها واستيائها ، وخروجها من هذه الدنيا غاضبة ساخطة عليهم ، ومعنى ذلك غضب وسخط نبيّهم عليهم !

والآن، وبعد وصول الحكم إلى عمر ، حاول هذا تخليص نفسه من هذا التهمة ، وهل هناك طريقة أفضل من إلقاء مسؤولية تلك الحادثة وما تَبِعها في رقبة الحاكم السابق ؟!

نعم ، نقل عمر كلام أبي بكر الآنف بنفع حكومة ؛ لِما فيه من توجيه تبعات تلك الحادثة إلى غير عمر . وليس هناك مَن هو أفضل من عبد الرحمن بن عوف لنقل ذلك الكلام؛ لما كان يتمتّع به من مكانة اجتماعية في المدينة ، ومقام حكوميّ في صفوف المسلمين .

وهكذا بقي خبر عبد الرحمن الصحيح إلى قرون متمادية ، يتناقله ثقات العلماء ورواتهم ، بطرق وأسانيد متعدّدة ، منها هذه الأسانيد التي نشير إليها في كتابنا هذا.

نعم ، كان هدف أُولئك الذين نقلوا هذا الخبر تبرئة ساحة عمر بن الخطّاب من هذه الحوادث الفضيعة المرّة ؛ وذلك لأنّ المطبوع في أذهان الناس أنّ العامل الأصلي لحوادث الهجوم على بيت فاطمة عليهاالسلام لم يكن سوى عمر بن الخطّاب، بينما خبر عبد الرحمن بن عوف يشير إلى أنّ أبا بكر هو الذي قام بهذا العمل، وأنّه ندم عليه في لحظات عمره الأخيرة، وتمنّى أنّه لم يفعل ذلك بأوضح العبارات .

وهكذا يتوضّح لنا لماذا ذُكر هذا الخبر في كتب أهل السنّة ، فيما حُذفت بقيّة الأخبار التي تشير إلى دور عمر بن الخطّاب في قضية الهجوم تلك، وحتّى سحبه لأمير المؤمنين عليه السلام من بيته وإخراجه إلى المسجد لإكراهه على البيعة، ومحاورته لفاطمة عليهاالسلام بأخشن العبارات، وتبريره لأفعاله تلك!

هؤلاء

يريدون الإيحاء إلى أذهان المسلمين أنّ أبا بكر هو الذي أصدر أمر الهجوم على بيت ابنة النبي صلى الله عليه و آله ، وليس لعمر أيّ دور في ذلك ، حيث رجّحوا الدفاع عن الحاكم الثاني باتّهام الحاكم الأوّل وإلقاء اللوم عليه ، وهذا ما قام به عبد الرحمن بن عوف .

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا السند صحيح، وأنّ جميع رواته من الثقات، كما فصّلنا أدلّة ذلك.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة، سمع هذا الخبر هناك من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا انتقل علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه الليث بن سعد هذا الخبر، وأدرجه في كتابه.

ونحن نعتقد أنّ كتاب الليث هو المصدر الأوّل لهذا الخبر، وهناك شواهد على أنّ كتب الليث كانت مشهورة آنذاك في مصر، حتّى نُقل أنّ رجلاً من أهل الحديث قدم من بغداد إلى مصر فاستنسخ كتب الليث بن سعد هناك ثمّ قدم بها إلى بغداد120.

ومن ثَمّ قام محمّد بن رمح بنقل هذا الخبر من كتاب الليث في مصر إلى تلميذه محمّد بن زبّان في مصر. ولمّا سافر أبو بكر المقري الأصفهاني _ الذي كان رحّالاً _ إلى مصر، سمع الخبر من محمّد بن زبّان ، ونقله إلى تلميذه عبد الرزّاق بن عمر بن شبّة في أصفهان، الذي نقله بدوره إلى تلميذَيه: أبي عبد اللّه الخلاّل، وغانم بن خالد.

وأخيراً، لمّا سافر ابن عساكر الدمشقي إلى أصفهان في طلب الحديث،

سمع هذا الخبر من الخلاّل وغانم بن خالد الأصفهانييَّن، ونقله إلى دمشق وأدرجه في كتابه تاريخ مدينة دمشق.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند هو خبر: مدني، ثمّ مصري، ثمّ أصفهاني، ثمّ دمشقي.

السند الثاني والثالث

نبتدئ بذكر السند الثاني، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى الطبري في تاريخه عن يونس بن عبد الأعلى قال: حدّثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير قال: حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثنا علوان121 عن صالح بن كيسان، عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه122.

وقع في هذا السند ثمانية رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال الليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:

محمّد بن جرير الطبري

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال قائلاً: «محمّد بن جرير بن يزيد الطبري، الإمام أبو جعفر، صاحب التصانيف الباهرة، مات سنة عشر وثلاثمئة، ثقة صادق»123.

وقال الخطيب البغدادي: «كان أحدَ أئمّة العلماء، يُحكَم بقوله ويُرجَع إلى رأيه؛ لمعرفته وفضله... وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره»124.

وقال في موضعٍ آخر: «محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير، الإمام العلم المجتهد عالم العصر، أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة، من أهل أهل طبرستان... أكثَرَ الترحال، ولقيَ نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر عِلماً وذكاءً وكثرة التصانيف، قلّ أن ترى العيون مثله»125.

وأهمّ ما تميّز به في حياته العلمية هو قيامه بتصحيح حديث الغدير، قال ابن عساكر: «لمّا بلغه أنّ أبا بكر بن أبي داود السجستاني126 تكلّم في حديث غدير خمّ، عمل كتاب (الفضائل) وتكلّم على تصحيح حديث غدير خمّ، واحتجّ لتصحيحه، وأتى من فضائل أمير المؤمنين عليّ بما انتهى إليه، ولم يتمَّ الكتاب»127.

ولعلّه

بسبب ذلك عدّه البعض من الرافضة، لاحظ كلام الذهبي بهذا الشأن: «فيه تشيّع يسير وموالاة لا تضرّ. أقذع128 أحمد بن عليّ السليماني الحافظ129 فقال: كان يضع للروافض، كذا قال السليماني، وهذا رجم بالظنّ، بل ابن جرير من كبار أئمّة الإسلام المعتمدين، وما ندّعي عصمته من الخطأ، ولا يحلّ لنا أن نؤيه بالباطل والهوى، فإنّ كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتأنّى فيه، ولا سيّما في مثل إمامٍ كبير»130.

ويضيف الذهبي: «ولو حلفت أنّ السليماني ما أراد إلاّ الآتي لَبرَرت»131.

ومراده من «الآتي» هو محمّد بن جرير بن رستم (الطبري الشيعي) الذي قال الذهبي في ترجمته: «محمّد بن جرير بن رستم، أبو جعفر الطبري، رافضي، له تواليف، منها كتاب الرواة عن أهل البيت، رماه بالفرض عبد العزيز الكتّاني»132.

يونس بن عبد الأعلى المصري

ذكره ابن حبّان في الثقات قائلاً: «يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أبو موسى، من أهل مصر، روى عنه المصريون والغرباء»133.

وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: «يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي، أبو موسى المصري، ثقة»134.

وذكر الرازي أنّه سمع أباه يقول: «قَدِمتُ مصر فلقيت أبا طاهر أحمد بن عمرو بن السرح135، فقال لي: منذ كم قدمتَ؟ قلت: منذ شهر، قال: أتيتَ أبا موسى يونس بن عبد الأعلى؟ قلت: لا، قال: قدمتَ مصر منذ شهر ولم تلقَ يونس؟! وجعل يعظّم شأنه ويحثّ عليه».

ثمّ قال: «سمعت أبي يوثّق يونس بن عبد الأعلى ويرفع من شأنه»136.

وذكره الذهبي مع وصفه بالإمام، وشيخ الإسلام، والمصري، والمقري، والحافظ.

وقال فيه: «يونس بن عبد الأعلى أبو موسى الصدفي، أحد الأئمّة... ثقة محدّث مقري، من العقلاء النبلاء»137.

وقال في موضعٍ آخر: «وكان كبير المعدِّلين والعلماء في زمانه بمصر. قال يحيى بن حسّان التنيسي: يونسكم

هذا ركن من أركان الإسلام»138.

روى عنه النسائي في سننه واحتجّ بروايته139.

تُوفّي سنة أربع وستّين ومئتين140.

يحيى بن عبد اللّه بن بُكَير

ذكره ابن حبّان في الثقات141.

وقال الذهبي: «يحيى بن عبد اللّه بن بكير، الإمام المحدّث الحافظ الصدوق، أبو زكريا القرشي المخزومي، مولاهم المصري».

وقال: «كان غزير العلم، عارفاً بالحديث وأيّام الناس، بصيراً بالفتوّة، صادقا، ديّناً، وما أدري ما لاح للنسائي منه حتّى ضعّفه؟ وقال مرّة: ليس بثقة، وهذا جرح مردود، فقد احتجّ به الشيخان، وما علمتُ له حدثاً مُنكَراً حتّى أورده».

وقال: «كان صدوقاً واسع العلم مفتياً»142.

ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي143.

تُوفّي سنة إحدى وثلاثين ومئتين144.

عمر بن عبد الرحمن بن عوف

قال ابن حجر: «عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني: مقبول»145.

وهذا منه تعديل؛ لأنّه إذا قال المعدِّل في شأن الراوي: «مقبول»، فإنّه يُستفاد منه التوثيق والتعديل146.

وذكره البخاري في تاريخه بعنوان: «عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي الحجازي»147.

وقال فيه ابن عساكر: «عمر بن عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب، أبو حفص القرشي الزهري المدني، حدّث عن أبيه ورجالٍ من الأنصار»148.

ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: أبو داود السجستاني149.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا السند صحيح؛ لأنّ كلّ رواته من الثقات والذين صرّح الأعلام بقبول رواياتهم.

ومرادنا من السند الثالث ما يُستفاد من كلام الطبري، حيث قال بعد ذكر هذا الخبر:

قال لي يونس: قال لنا يحيى: ثمّ قَدِم علينا علوان150 بعد وفاة الليث، فسألتُه عن هذا الحديث، فحدّثني به كما حدّثني الليث بن سعد حرفاً حرفاً، وأخبرني أنّه هو حدّث به الليثَ بن سعد، وسألته عن اسم أبيه، فأخبرني أنّه

علوان بن داود151.

وفي الواقع أنّ يحيى بن عبد اللّه بن بُكَير تارةً يروي عن الليث عن علوان، وأُخرى يروي عن علوان بلا واسطة.

ولقد بسطنا الكلام في جميع الرجال المذكورين في هذا السند سابقاً، وعليه فهذا السند صحيح أيضاً.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده عمر بن عبد الرحمن بن عوف، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان قد جرى في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخَ الحديث فيها، سمع منه الليث بن سعد هذا الخبر فأدرجه في كتابه.

ومن ثَمّ قام يحيى عبد اللّه بن بكير بنقل هذا الخبر من كتاب الليث في مصر لتلميذه يونس بن عبد الأعلى المصري. هذا وإنّ يحيى بن عبد اللّه بن بكير كان التقى بعلوان بن داود ونقل عنه هذا الخبر بلا واسطة أيضاً.

ولمّا وصل الخبر إلى الطبري سافر ورحل في طلب الحديث إلى مصر، فسمعه من يونس، وبعدما رجع إلى بغداد وألّف تاريخه، أدرج هذا الخبر فيه152.

فالحاصل، أنّ هذا الخبر بهذين السندَين هو خبرٌ: مدني، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي.

السند الرابع

اشارة

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى الطبراني في (المعجم الكبير) عن أبي الزِّنباع روح بن الفرج المصري، عن سعيد بن عُفَير، عن علوان بن سعيد البَجَلي، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه153.

وقع في هذا السند ثمانية رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال علوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن

نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:

سليمان بن أحمد الطبراني

قال الذهبي: «الطبراني هو الإمام الحافظ الثقة الرحّال الجوّال، محدّث الإسلام، علمَ المعمَّرين، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مُطَير اللَّخمي الشامي الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة».

وذكر أنّ أبا بكر بن أبي علي المُعدِّل154 قال: «الطبراني أشهر من أن يُدلّ على فضله وعلمه»155.

ووصفه ابن حجر قائلاً: «الحافظ الثَّبت المعمَّر»، وقال: «إلى الطبراني المنتهى في كثرة حديثه وعلوّه»156.

وقال ابن مَندَة الأصفهاني: «إنّ ممّا أنعم اللّه على أهل أصفهان أن قد تفضّل وامتنّ عليهم بقدوم الإمام المبجّل، والحافظ المفضّل، أبي القاسم سليمان بن أيّوب بن مُطَير اللَّخمي الطبراني _ من طبرية الشام _ إلى هنا؛ لفضله وعلمه وديانته وحفظه وإتْقانه وطَوله ورزانته وحسن سيرته الجميلة وطريقته القويمة المستقيمة، ونشرِ ما سمعه من الأحاديث في المدائن والأمصار، وإلحاقه الأصاغر بالأكابر بعلوّ الأسانيد...»157.

هذا وإنّ كتاب المعجم الكبير بحر زاخر، ترجم فيه الحافظ الطبراني للصحابة تراجم وجيزة ، يروي عن كلّ واحدٍ منهم بعض أحاديثهم أو جميعها .

تُوفّي سليمان بن أحمد الطبراني سنة ستّين وثلاثمئة.

روح بن الفرج المصري

ذكره ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب قائلاً: «روح بن الفرج القطّان، أبو الزِّنباع _ بكسر الزاي وسكون النون بعدها موحّدة _ ، المصري، ثقة من الحادية عشرة»158.

وقال في تهذيب التهذيب: «كان من الثقات. وقال الكندي في الموالي: كان من أوثق الناس. وقال ابن قديد: ذاك رجلُ نفسه، رفعه اللّه بالعلم والصدق. وقال الخطيب البغدادي: كان ثقة»159.

ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: ابن ماجة القزويني160.

تُوفّي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومئتين161.

سعيد بن كثير بن عُفَير المصري

ذكره الرازي قائلاً: «سعيد بن كثير بن عُفَير، أبو عثمان المصري... كان يقرأ من كتب

الناس، وهو صدوق»162.

وقال الذهبي: «سعيد بن عُفَير، عالم الديار المصرية، الإمام أبو عثمان سعيد بن كثير بن عُفَير بن مسلم الأنصاري، مولاهم المصري... وثّقه ابن عَدِيّ وغيره، وتحامل عليه الجُوزَجاني».

ثمّ نقل أنّ أبا حاتِم الرازي163 قال في شأنه: «كان يقرأ في كتب الناس، وهو صدوق»164.

وقال في موضعٍ آخر: «سعيد بن كثير بن مسلم بن يزيد، الإمام الحافظ، العلاّمة الأخباري الثقة، أبو عثمان المصري... وكان ثقةً إماماً، من بحور العلم. قال ابن عدي: هو عند الناس ثقة... وله أخبار مشهورة».

ثمّ نقل عن يحيى بن مَعين أنّه قال: «رأيت بمصر ثلاثَ عجائب: النيل، والأهرام، وسعيد بن عُفَير»165.

ولقد ذمّه أبو إسحاق السعدي الجوزَجاني بقوله: «فيه غير لون من البدع، وكان مخلطاً غير ثقة»166 ، ولكن أجاب عليه ابن عدي قائلاً: «هذا الذي قاله السعدي لا معنى له، ولم أسمع أحداً ولا بلغني عن أحدٍ كلامٌ في سعيد بن كثير بن عُفَير... وقد حدّث عنه الأئمّة من الناس، إلاّ أن يكون السعدي أراد به سعيد بن عُفَير آخر». ثمّ قال: «إنّي رأيت سعيد بن عُفَير عن كلّ من يروي عنهم إذا روى عن ثقةٍ مستقيم صالح»167.

ولقد أخرج عنه واستند بروايته: البخاري ومسلم والنسائي168.

تُوفّي في شهر رمضان سنة ستّ وعشرين ومئتين169.

حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف

ذكر ابن حجر أنّه كان حفيد الذي بعده170.

فقد وقع في هذا السند نفران باسم حميد بن عبد الرحمن:

الأوّل: حميد بن عبد الرحمن بن عوف.

الثاني: حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف.

وفي الواقع أنّ حميد بن عبد الرحمن الثاني هو حفيد حميد بن عبد الرحمن الأوّل، ونحن نعبّر عن الأوّل بحميد بن عبد الرحمن الجدّ،

وعن الثاني بحميد بن عبد الرحمن الحفيد؛ لرفع الالتباس.

أمّا حميد بن عبد الرحمن الجدّ فقد ذكرنا أنّ الرازي ذكر وثاقته، وكذا ابن حجر171، ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي172.

تُوفّي سنة خمس ومئة.

أمّا حميد بن عبد الرحمن الحفيد فلم يُذكر له في كتب الرجال توثيق صريح.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ حميد بن عبد الرحمن الحفيد فإنّه لم يُذكر له توثيق صريح في كتب الرجال.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وسمع بعد ذلك حميد بن عبد الرحمن الحفيد هذا الخبر من صالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة، سمع هذا الخبر من حميد بن عبد الرحمن الحفيد، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمعه منه سعيد بن عُفَير.

ثمّ إنّ سعيد بن عُفَير قام بنقل هذا الخبر في مصر لتلميذه روح بن الفرج.

ولمّا وصل الخبر إلى الطبري سافر ورحل في طلب الحديث إلى مصر، وسمعه من روح بن الفرج، ولمّا رجع إلى دمشق أدرج هذا الخبر في تاريخه.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدني، مصري، ثمّ شامي.

تتميم

روى ابن عساكر هذا الخبر بهذا السند _ أيضاً _ في تاريخه، فقال:

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد وجماعة في كتبهم عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن ريذة، عن سليمان بن أحمد، عن أبي الزِّنْباع روح بن الفرج المصري، عن

سعيد بن عُفَير، عن علوان بن داود البَجَلي، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه173

والمراد من سليمان بن أحمد هو الطبراني صاحب المعجم الكبير، وفي الواقع هذا هو طريق ابن عساكر إلى الحافظ الطبراني، فإنّه روى أكثر من خمسين مورداً عن هذا الطريق من الطبراني174.

ونحن الآن نتعرّض لشرح طريق ابن عساكر إلى المعجم الكبير، فقد ذُكر في هذا الطريق رجلان ثقتان، وهما:

الحسن بن أحمد الحدّاد

قال فيه الذهبي: «الشيخ الإمام المقري المجوِّد المحدّث المعمَّر، مسند العصر، أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمّد بن علي بن مِهرة الأصبهاني الحدّاد: شيخ أصبهان في القراءات والحديث جميعاً».

ثمّ ذكر أنّ السمعاني175 قال في شأنه: «كان عالماً ثقة صدوقاً، من أهل العلم والقرآن والدّين، عُمِّر دهراً، وحدّث بالكثير... رحل الناس إليه، ورأى من العزّ ما لم يره أحد في عصره، وكان خيّراً صالحاً ثقة»176.

توفّي سنة خمس عشرة وخمسمئة، وقد قارب المئة177.

محمّد بن عبد اللّه بن رِيْذة

قال فيه الذهبي: «ابن ريذة، الشيخ العالم الأديب الرئيس، مسند العصر، محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد الأصفهاني، التانيّ التاجر، المشهور بابن ريذة».

ثمّ ذكر أنّ يحيى بن مَندَة قال: «كان أحدَ الوجوه، ثقةً أميناً، وافر العقل، كامل الفضل، مُكرِماً لأهل العلم، حسن الخطّ»178.

تُوفّي في شهر رمضان سنة أربعين وأربعمئة وله أربع وتسعون سنة179.

والحاصل، أنّ طريق ابن عساكر إلى كتاب المعجم الكبير للطبراني هو طريق صحيح ولا إشكال فيه.

السند الخامس والسادس

نبتدئ بذكر السند الخامس، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن أبي القاسم بن السوسي وأبي طالب

الحسيني، عن عليّ بن محمّد، عن أبي محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن خيثمة بن سليمان، عن أبي محمّد عبد اللّه بن زيد بن عبد الرحمن البَهراني180، عن الوليد بن الزبير، عن علوان بن داود البَجَلي، عن أبي محمّد المدني، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه181.

وقع في هذا السند ثلاثة عشر رجلاً ، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال علوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح بقيّة رجال السند:

نصر بن أحمد السوسي

قال الذهبي: «الشيخ أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي ثمّ الدمشقي، سمع من جدّه وأبي القاسم بن أبي العلاء... قال ابن عساكر: شيخ مستور، لم يكن الحديث من شأنه»182.

هذا وإنّ كلام الذهبي حيث قال: «لم يكن الحديث من شأنه»، لا ينافي وثاقته في الخبر، فإنّا نجد أنّ ابن عساكر قال في ترجمة أحمد بن علي الأرتاحي: «هو ثقة، لم يكن الحديث من شأنه»، وكذلك في أحمد بن عمر بن عطيّة الصقلي وعبد اللّه بن عبد الرزّاق الكلاعي وعبد القادر بن عبد الكريم الخطيب وعليّ بن الحسن الخولاني183.

تُوفّي نصر بن أحمد السوسي سنة ثمان وأربعين وخمسمئة184.

عليّ بن حيدرة الحسيني

قال ابن عساكر: «عليّ بن حيدرة بن جعفر بن المحسن، أبو طالب العلوي الحسيني الحقّي، المعروف بابن علوية، كان أبوه نقيب العلويين بدمشق»185.

وذكره الذهبي قائلاً: «عليّ بن حيدرة بن جعفر، نقيب الأشراف، أبو طالب الدمشقي، سمع أبا القاسم بن أبي العلاء والفقيه نصر بن إبراهيم، وعنه ابن عساكر وابنه»186.

تُوفّي في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمسمئة187.

عليّ بن محمّد المِصّيصي

قال الذهبي: «ابن

أبي العلاء الإمام الفقيه المفتي، مسند دمشق أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ بن أحمد بن أبي العلاء، المِصّيصي ثمّ الدمشقي، الشافعي الفرضي: سمع وهو حَدِث من الكبار، وارتحل ولحق العوالي»188.

تُوفّي بدمشق سنة سبع وثمانين وأربعمئة189.

ابن أبي نصر التميمي

قال الذهبي: «الشيخ الإمام المعدّل الرئيس، مسند الشام، أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي نصر عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب التميمي الدمشقي، الملقّب بالشيخ العفيف».

ثمّ ذكر أنّ رشأ بن نظيف190 قال فيه: «قد شاهدت سادات، فما رأيت مثل أبي محمّد بن أبي نصر، كان قرّة عين. وقال عبد العزيز الكَتّاني191: لم ألق شيخاً مثله زهداً وورعاً وعبادةً ورئاسةً. وقال: وكان ثقةً مأموناً عدلاً رضىً، وكان يُلقّب بالعفيف»192.

تُوفّي في جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمئة193.

أبو الحسن خيثمة بن سليمان

قال الذهبي: «الإمام الثقة المعمَّر محدّث الشام، أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي، مصنّف فضائل الصحابة، كان رحّالاً جوّالاً، صاحب حديث»194.

ثمّ ذكر أنّ أبا بكر الخطيب قال فيه: «خيثمة ثقةٌ ثقة، قد جمع فضائل الصحابة»195

تُوفّي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمئة196.

عبد اللّه بن زيد البَهراني

أورده خيثمة بن سليمان في كتابه بعنوان «أبو محمّد عبد اللّه بن زيد بن عبد الرحمن البَهراني»197.

وذكره ابن عساكر بعنوان «عبد اللّه بن زيد البَهراني»، وذكره مرّة أُخرى مع وصفه بالحمصي198.

لم يُذكر للرجل توثيق صريح في كتب الرجال199.

الوليد بن الزبير الحضرمي

قال الرازي: «الوليد بن الزبير الحضرمي الحِمصي، أبو العبّاس، روى عن بقيّة ومحمّد بن خالد الوهبي واليمان بن عدي، سمع منه أبي بِحِمْص وروى عنه، حدّثنا عبد الرحمن200 قال: سُئل أبي عنه فقال: صدوق»201.

أبو محمّد المدني

ذكره ابن حِبّان في الثقات بعنوان «إسماعيل

بن محمّد بن سعد أبي وقّاص، القرشي الزهري»202.

وترجمه المِزّي مصرِّحا بأنّه روى عنه صالح بن كيسان203.

ووثّقه ابن حجر قائلاً: «أبو محمّد ثقة»204.

قال الذهبي: «إسماعيل بن محمّد بن صاحب النبيّ صلى الله عليه و آله سعد بن أبي وقّاص، الزهري، الإمام الثبت، أبو محمّد المدني، قال يحيى بن مَعين: ثقة حُجّة، وقال ابن عُيينة: كان من أرفع هؤاء، وقال يعقوب بن شيبة: كان من فقهاء المدينة. قلت: فتك الحَجّاج بوالده محمّد؛ لقيامة مع ابن الأشعث، وأُسر هذا فبعث به الحجّاج إلى عبد الملك بن مروان، فعفا عنه؛ لكونه لم يكن أنبت»205.

تُوفّي سنة أربع وثلاثين ومئة.

ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: مسلم وابن ماجة القزويني والترمذي والنسائي206.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ جميع رواة هذا الخبر من الثقات، إلاّ عبد اللّه بن زيد البَهراني، الذي لم يُذكَر له توثيق، كما لم يُذكَر فيه تجريح.

ومرادنا من السند السادس هو هذا:

روى ابن عساكر عن أبي القاسم بن السوسي وأبي طالب الحسيني، عن عليّ بن محمّد، عن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن خيثمة بن سليمان، عن أبي محمّد عبد اللّه بن زيد بن عبد الرحمن البَهراني، عن الوليد بن الزبير، عن علوان207، عن الماجشون، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه208.

ففي الواقع هذا السند هو نفس السند الخامس، إلاّ أنّ فيه «الماجشون» بدل «أبي محمّد المدني» ، فليس أمامنا إلاّ شرح حال الماجشون ، فنقول:

قال الرازي: «عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون، مديني، أبو عبد اللّه... قال يحيى بن معين: عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ثقة... حدّثنا عبد الرحمن قال: سُئل أبي وأبو زرعة عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، فقالا: مديني ثقة»209.

وقال

الخطيب البغدادي في تاريخه: «الماجشون فارسي، إنّما سُمّي الماجشون؛ لأنّ وجنتَيه كانتا حمراوَين، فسُمّي بالفارسية المايكون (الخمر)، فشَبَّه وجنتَيه بالخمر، فعرّبه أهل المدينة فقالوا: الماجشون».

ثمّ روى بالإسناد عن محمّد بن سعد أنّه قال: «عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون يُكنّي أبا عبد اللّه، وكان ثقة كثير الحديث»210.

وذكر ابن حجر أنّه مدني نزيل بغداد، وأنّه كان ثقة فقيهاً مصنّفاً211.

وقال الذهبي: «عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون: ثقة فقيه مشهور مدني»212.

ولقد أخرج عنه واستند بروايته البخاري: ومسلم وابن ماجة وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي213.

مات الماجشون سنة أربع وستّين ومئة.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ جميع رواة هذا الخبر من الثقات، إلاّ عبد اللّه بن زيد البَهراني كما ذكرنا.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، ثمّ إنّ أبا محمّد المدني والماجشون سمعا الخبر من صالح بن كيسان، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة، سمع هذا الخبر من محمّد المدني والماجشون، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه الليث بن سعد هذا الخبر وأدرجه في كتابه، ثمّ سمع الوليد بن الزبير الحمّصي في مصر هذا الخبر من علوان بن داود ونقله إلى الشام، وقام شيوخ الحديث في الشام بنقل الخبر، فنقله الوليد بن الزبير لتلميذه عبد اللّه بن زياد البَهراني، ووصل الأمر إلى خيثمة بن سليمان، فسمع الخبر من أُستاذه البَهراني فنقله لتلميذه ابن أبي نصر التميمي الذي قام بدوره بنقله لتلميذه عليّ بن محمّد المِصّيصي.

وسمع عليّ بن حيدرة ونصر بن أحمد السوسي بدورهما هذا الخبر

من أُستاذهما عليّ بن محمّد المِصّيصي، وفي النهاية سمع ابن عساكر منهما هذا الخبر.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذين السندين: مدني، ثمّ مصري، ثمّ شامي.

السند السابع

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن أبي البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل الفَراوي وأُمّ المؤيّد نازتين المعروفة بجمعة بنت أبي حرب محمّد بن الفضل بن أبي حرب، عن أبي القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، عن أبي بكر أحمد بن الحسن، عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب214، عن الحسن بن مُكْرَم بن حسّان البزّاز أبي علي ببغداد، عن أبي الهيثم خالد بن القاسم، عن ليث بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه215.

وقع في هذا السند اثنا عشر راوياً، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال ليث بن سعد وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:

عبد اللّه بن محمّد بن الفضل الفَراوي

قال الذهبي: «ابن الفَراوي: الشيخ الفقيه العالم المسند الثقة، أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل بن أحمد الفَرَاوي، الصاعدي النَّيسابوري، صفي الدين المعدِّل»216.

تُوفّي سنة تسع وأربعين وخمسمئة217.

أُمّ المؤيّد نازتين

روى عنها ابن عساكر بعنوان «أُمّ المؤيّد نازتين المعروفة بجمعة، بنت أبي حرب محمّد بن أبي القاسم بن أبي حرب النَّيسابورية»218.

لم يُذكر لها ترجمة في كتب الرجال والتراجم.

الفضل بن أبي حرب الجرجاني

قال ابن النجّار البغدادي: «الفضل بن أحمد بن محمّد بن عيسى الجرجاني، أبو القاسم بن أبي حرب، الزجّاجي التاجر، من أهل نيسابور... كان صدوقاً أميناً عفيفاً»219.

وقال الذهبي: «الشيخ الثقة العابد أبو القاسم الفضل بن

أبي حرب أحمد بن محمّد بن عيسى الجرجاني ثمّ النيشابوري التاجر».

ثمّ ذكر أنّ أبا نعيم عبيد اللّه بن أبي علي الحدّاد قال: «سمعت بعض جيران الفضل بن حرب يقول: ما ترك أحداً في جواره منذ ثلاثين سنة أن ينام؛ من قراءته وبكائه»220.

وقال _ أيضاً _ في موضعٍ آخر: «الفضل بن أحمد بن محمّد بن عيسى، أبو القاسم بن أبي حرب، الجرجاني الزجّاجي، شيخ نيشابوري الدار، ثقة صالح، حسن السيرة، تاجر أمين، وقيل: كان أبوه حاتمَ وقته»221.

تُوفّي سنة ثمان وثمانين وأربعمئة222.

أحمد بن الحسن الحِيرِي

قال الذهبي: «الإمام العالم المحدّث، مُسند خراسان، قاضي القضاة، أبو بكر أحمد بن علي الحسن بن الحافظ أبي عمرو أحمد بن محمّد بن حفص بن مسلم بن يزيد، الحَرَشيّ الحِيرِي النيسابوري الشافعي... وُلد في حدود سنة خمس وعشرين وثلاثمئة، ورّخه أبو بكر محمّد بن منصور السمعاني وقال: هو ثقة في الحديث»223.

وذكره ابن عساكر في طريقه إلى حديث أبي جحيفة بعنوان «القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحَرَشيّ الحِيرِي»224.

تُوفّي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربعمئة225.

محمّد بن يعقوب الأصمّ

قال ابن عساكر في تاريخه: «محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد اللّه، أبو العبّاس المعقلي الشيباني النيسابوري الأصمّ... وكان أبو العبّاس محدّثَ عصره بلا مدافعة، فإنّه حدّث في الإسلام ستّاً وسبعين سنة، ولم يختلف في صدقه وصحّة سماعاته»226.

وقال الذهبي: «الأصمّ محمّد بن يعقوب بن يوسف بن مَعقِل بن سِنان، الإمام المحدّث، مُسنِد العصر، رحلة الوقت، أبو العبّاس الأُموي مولاهم، السِّناني المَعْقِلي النيسابوري الأصمّ... وما رأينا الرحلة في بلادٍ من بلاد الإسلام أكثر منها إليه»227.

بقي شيء: ذُكر فى أواسط هذا السند في تاريخ مدينة دمشق كذا: «... عن

أبي العبّاس أحمد بن يعقوب، عن الحسن بن مكرم بن حسّان البزّار...»228.

ونحن نعتقد أنّ «أحمد بن يعقوب» هو تصحيف «محمّد بن يعقوب»؛ وذلك بقرينتين:

أُولاهما: ذكر الذهبي في ترجمة محمّد بن يعقوب الأصمّ أنّه روى عنه أحمد بن الحسن الحَرَشيّ الحِيرِي229.

ثانيهما: لقد استقصينا جميع ما رواه ابن عساكر بالإسناد عن الحسن بن مكرم، فوجدنا أنّه تارةً يقول: «أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ، أنبأنا الحسن بن مكرم»، وأُخرى يقول: «رواه الأصمّ عن الحسن بن مكرم»، وثالثة يقول: «أخبرنا أبو العبّاس الأصمّ، أخبرنا الحسن بن مكرم»، ورابعة يقول: «أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، أخبرنا الحسن بن مكرم»230.

ثمّ هو يقول في ثمانية مواضع: «أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أخبرنا الحسن بن مكرم»231.

هذا، ولقد وجدنا في أكثر من مئة مورد في مصادر متعدّدة أنّه «روى أحمد بن الحسن الحِيرِي الحَرَشيّ عن محمّد بن يعقوب الأصمّ»232.

أمّا في سند حديث كشف بيت فاطمة عليهاالسلام الذي ذُكر في كتاب تاريخ مدينة دمشق فهكذا: «... أخبرنا أحمد بن يعقوب، أخبرنا الحسن بن مكرم...»233.

وكيف كان فهذا تصحيف ، ولا يُستبعد وجود هكذا تصحيفات في النُّسخ الخطّية القديمة ، ولكنّي أتعجّب من محقّق كتاب تاريخ مدينة دمشق كيف فاته التوجّه إلى هكذا تصحيف!

تُوفّي محمّد بن يعقوب الأصمّ سنة ستّ وأربعين وثلاثمئة234.

الحسن بن مكرم البزّاز

قال الخطيب البغدادي في تاريخه: «الحسن بن مكرم بن حسّان، أبو علي البزّاز، كان ثقة»235.

وقال الذهبي: «الحسن بن مكرم، الإمام الثقة، أبو عليّ البغدادي البزّاز»236.

تُوفّي سنة أربع وسبعين ومئتين وقد بلغ ثلاثاً وتسعين سنة237.

خالد بن القاسم المدائني

قال البخاري: «خالد بن القاسم، أبو الهيثم المدائني، سمع ليث بن سعد، متروك»238.

ولكن من الإنصاف القول : إنّ هذا الرجل ضُعّف

عند علماء الرجال، قال الرازي: «سُئل يحيى بن مَعين عن خالد المدائني، فقال: سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث، صَحِب الليث من العراق إلى مكّة وإلى مصر، فلمّا انصرف كان يحدّث عن الليث بالكثير، فخرج رجل من أهل العراق... فعارض بكتب الليث، فإذا قد زاد فيه الكثيرَ وغيره، فتُرك حديثه»239.

وكذلك ضعّفه الخطيب البغدادي والذهبي والمزّي240.

تُوفّي خالد بن القاسم سنة إحدى عشرة ومئتين241.

والظاهر أنّ خالد بن القاسم زاد في أخبار الليث بن سعد أشياء، ولمّا قام شخص من أهل العراق بالمقارنة بين ما قاله القاسم بن خالد وبين كتب ليث بن سعد ، توضّح أنّ قسماً كبيراً من هذه المطالب لم يتمّ العثور عليها في كتب ليث .

ولكن فيما نحن فيه، فإنّ ذلك لا يوجب تضعيف الخبر ، إذ مع أنّ خالد بن القاسم قام بنقل هذا الخبر بهذا السند ، لكنّ هناك أشخاص قاموا بنقله أيضاً :

الأوّل: محمّد بن رمح، فإنّا نجد في السند الأوّل أنّه قد روى ابن عساكر بالإسناد عن محمّد بن رمح عن الليث بن سعد، وسوف نذكر في السند الثامن أنّه روى ابن عبد ربّه القرطبي بالإسناد عن محمّد بن رمح عن الليث بن سعد، ولقد سبق منّا الكلام في وثاقة محمّد بن رمح242.

الثاني: يحيى بن عبد اللّه بن بكير، فإنّا نجد في السند الثاني والثالث أنّه قد روى الطبري بالإسناد عن يحيى بن عبد اللّه بن بكير، عن الليث بن سعد، ولقد سبق منّا الكلام في وثاقة يحيى بن عبد اللّه بن بكير243.

الثالث: عبد اللّه بن صالح المصري، فإنّا سنجد في السند العاشر أنّه قد روى الطبري بالإسناد عن عبد اللّه بن صالح المصري، عن الليث

بن سعد، وفي السند الخامس عشر روى ابن بابويه بالإسناد عن عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد، ولقد قال ابن عَدِيّ في شأن عبد اللّه بن صالح المصري: «هو عندي مستقيم الحديث»244.

الرابع: عثمان بن صالح، فإنّا سنجد في السند الرابع عشر أنّه قد روى ابن زَنجَوَيه بالإسناد عن عثمان بن صالح، عن الليث بن سعد245.

الخامس: سعيد بن عبّاد البصري، فإنّا سنجد في السند الثاني عشر أنّ أحمد بن عبد العزيز روى بالإسناد عن سعيد بن عبّاد البصري، عن الليث بن عبّاد.

وبالجملة، فإنّ خمسة من الرواة (سوى خالد بن القاسم) ذَكروا هذا الخبر من كتب الليث بن سعد، وبهذا الدليل نطمئنّ بوجود الخبر في كتاب ليث بن سعد. ونحن نسمّي تحليل هذه الأحاديث بالتحليل الفهرستي .

بيان ذلك : لو نظرنا إلى هذا السند من منظار علم الرجال ، لوجدنا أنّ هذا السند ضعيف ؛ وذلك لتضعيف علماء الرجال له ، ولكن _ بما ذكرنا _ من أنّ أصل هذا الخبر كان مذكوراً في كتاب ليث بن سعد ، وأنّ لهذا الكتاب ستَّ نسخ ، وذُكر هذا الخبر في كلّ نسخةٍ منها 246، فإذا كانت إحدى هذه النسخ ضعيفة، فإنّ هذا الضعف لا يضرّ باعتبار الخبر؛ لأنّه مذكور في جميع نسخ الكتاب كما أسلفنا.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر

وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه ليث بن سعد هذا الخبر وأدرجه في كتابه.

ثمّ سمع الحسن بن مكرم البغدادي هذا الخبر من الليث.

ولمّا وصل الخبر إلى أحمد بن يعقوب النيسابوري، سافر ورحل في طلب الحديث إلى بغداد، فسمعه من أُستاذه الحسن بن مكرم ونقله إلى نيسابور.

وبعد ذلك نقل مشايخ نيسابور هذا الخبر، فإنّا نجد أنّ أحمد بن الحسن الحِيري وعبد اللّه الفَراوي وأُمّ المؤيّد قاموا بنقل هذا الخبر.

وفي النهاية، لمّا سافر ابن عساكر من دمشق إلى نيسابور لطلب الحديث، سمع الحديث ونقله إلى دمشق، فصار الحديث دمشقياً.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدني، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي، ثمّ نيسابوري، ثمّ دمشقي.

السند الثامن

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى ابن عبد ربّه القرطبي في العقد الفريد عن أبي صالح، عن محمّد بن وضّاح، عن محمّد بن رمح بن المهاجر التجيبي، عن الليث بن سعد، عن علوان247، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه248. وقد وقع في هذا السند تسعة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال محمّد بن رمح والليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقية رجال السند:

ابن عبد ربّه

قال الذهبي: «ابن عبد ربّه، العلاّمة الأديب الأخباري، صاحب كتاب العقد، أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد ربّه بن حبيب بن حُدَير المرواني، مولى أمير الأُندلس هشام بن الداخل الأُندلسي القرطبي، سمع بقي بن مَخلَد وجماعة، وكان موثّقاً نبيلاً بليغاً شاعراً»249.

تُوفّي سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة.

أبو صالح

الظاهر أنّه أبو صالح الفزاري الذي نقل عنه ابن عبد ربّه مرّة أُخرى في كتابه،

ولم نجد له في كتب الرجال ذِكراً250.

محمّد بن وضّاح

قال ابن عساكر: «محمّد بن وضّاح بن بزيع، أبو عبد اللّه، مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، الأُندلسي القرطبي... وكان محمّد عالماً بالحديث بصيراً بطرقه متكلّماً على علله، كثير الحكاية عن العباد، ورعاً زاهداً فقيراً متعفّفاً، صابراً على الاستماع، محتسباً في نشر علمه، سمع منه الناس كثيراً، ونفع اللّه به أهل الأُندلس»251.

وقال الذهبي: «محمّد بن وضّاح بن بزيع، مولى ملك الأُندلس عبد الرحمن بن معاوية الأُموي الداخل، وهو الحافظ الكبير أبو عبد للّه القرطبي، ولد سنة مئةٍ وتسع وتسعين أو سنة مئتين بقرطبة»، وقال: «ارتحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر، وبه وببقِيّ252 صارت الأُندلس دار حديث»253.

وفي حياة أحمد بن خالد العلمية مسألة نوّه عليها ابن عساكر بقوله: «كان أحمد بن خالد لا يقدّم على ابن وضّاح أحداً ممّن أدرك بالأُندلس، وكان يعظّمه جدّاً، ويصف فضله وعقله وورعه، غير أنّه كان يُنكر عليه كثرة ردّه في كثير من الأحاديث»254.

وهذه مسألة مهمّة نلمسها في حياته العلمية، كونها تعكس دقّته في نقل الأحاديث، وردّه للضعيف منها، ممّا حدا بابن عساكر إلى أن ينوّه إلى أنّ الكثير قد أشكل عليه بسبب ردّه الكثير من الأحاديث .

وهذه الدقّة في نقله للخبر قوّت لدينا صحّة ما نقله من خبر كشف بيت فاطمة عليهاالسلام.

تُوفّي محمّد بن وضّاح سنة تسع وثمانين ومئتين.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ أبا صالح، فإنّه مجهول.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في

المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه الليث بن سعد الخبر وأدرجه في كتابه، ومن ثمّ قام محمّد بن رمح بنقل هذا الخبر من كتاب الليث في مصر.

والظاهر أنّ محمّد بن وضّاح الأُندلسي لمّا سافر إلى مصر التقى بمحمّد بن رمح فسمع منه هذا الخبر ونقله إلى الأُندلس، وبعد ذلك سمع منه تلميذه أبو صالح، كما أنّ ابن عبد ربّه الأُندلسي سمع من أبي صالح فذكره في كتابه العقد الفريد.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدني، ثمّ مصري، ثمّ أُندلسي.

السند التاسع

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى الحاكم النيسابوري قسماً من الخبر، عن الحسين بن الحسن بن أيّوب، عن عليّ بن عبد العزيز، عن سعيد بن عُفَير، عن علوان بن داود، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه.

وقع في هذا السند ثمانية رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال سعيد بن عُفَير وعلوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:

الحاكم النَّيسابوري

قال الخطيب البغدادي: «محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبّي، يُعرَف بابن البيّع، من أهل النيسابور، كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ»255.

وقال الذهبي: «الحاكم الحافظ الكبير، إمام المحدّثين، أبو عبد اللّه محمّد بن حمدَويه بن نعيم الضبّي الطهماني النيسابوري، المعروف بابن البيّع».

وذكر أنّ الحاكم النيسابوري أدرك الأسانيد العالية بخراسان والعراق وما وراء النهر، وسمع من نحو ألفَي شيخ، صنّف

وخرّج ورجّح وصحّح وعدّل، وكان من بحور العلم، وكان إمام عصره في الحديث، العارف به، ثقة256.

ولا بأس بالإشارة هنا إلى ما ذكره الحاكم في مقدّمة كتابه، حيث قال: «وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم أن أجمع كتاباً يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يَحتجّ محمّد بن إسماعيل ومسلم بن الحجّاج بمثلها، إذ لا سبيل إلى إخراج ما لا علّة له، فإنّهما لم يدّعيا ذلك لأنفسهم».

ثمّ قال: «أنا أستعين اللّه على إخراج أحاديثَ رواتُها ثقات قد احتجّ بمثلها الشيخان257 أو أحدهما، وهذا شرط الصحيح عند كافّة فقهاء الإسلام، المُعين على ما قصدته»258.

تُوفّي الحاكم النيسابوري سنة ثلاث وأربعمئة259.

الحسين بن الحسن بن أيّوب الطوسي

قال الذهبي: «ابن أيّوب الإمام الحافظ النحوي الثبت، أبو عبد اللّه، الحسين بن الحسن بن أيّوب الطوسي، الأديب، من كبار أصحاب الحديث، ارتحل وسمع من أبي حاتِم الرازي260، ولازَمَه مدّة»261.

وقال أيضاً في موضعٍ آخر: «الحسين بن الحسن بن أيّوب، أبو عبد اللّه الطوسي، الأديب، كان من كبار المحدّثين وثقاتهم... قال الخطيب: كان صدوقاً»262.

تُوفّي سنة أربعين وثلاثمئة263.

عليّ بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور

قال الذهبي: «عليّ بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، الإمام الحجّة الصدوق، أبو الحسن البغوي، نزيل مكّة، ولد سنة بضع وتسعين ومئة... وكان حسن الحديث، قال الدارقطني264: ثقة مأمون».

وقال أيضاً: «عليّ بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، الحافظ الصدوق، أبو الحسن البغوي، شيخ الحرم، ومصنّف المسند»265.

ولقد أخرج عنه واستند بروايته ابن ماجة والنسائي266.

تُوفّي سنة ستّ وثمانين ومئتين267.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا السند صحيح؛ لأنّ جميع رواته من الثقات، كما ذكرنا بالتفصيل.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر

لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة، سمع هذا الخبر من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه سعيد بن عُفَير المصري الخبر، والظاهر أنّ سعيد بن عُفَير المصري لمّا سافر إلى الحجّ سمعه منه شيخُ الحرم عليّ بن عبد العزيز بن سابور، وبعد ذلك لمّا سافر الحسين بن أيّوب الطوسي إلى الحجّ سمعه من عليّ بن عبد العزيز ورجع به إلى خراسان.

وفي النهاية سمع الخطيب النيسابوري من الحسين بن الحسن بن أيّوب الطوسي، فذكره في كتابه المستدرك.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ مكّي، ثمّ خراساني نيسابوري.

السند العاشر

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

قال الطبري في تاريخه: حدّثني محمّد بن إسماعيل المرادي قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالح المصري قال: حدّثني الليث عن علوان بن صالح268، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف269.

وترى في هذا السند رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف الخبر، دون أن يصرّح أنّه رواه عن أبيه.

وكيف كان فقد وقع في هذا السند سبعة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال الليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:

محمّد بن إسماعيل المرادي

قال الرازي: «محمّد بن إسماعيل المرادي، روى عن أبيه، عن نافع مولى ابن عمر، وروى عنه زكريا بن يحيى الوقّار المصري... قال: سألت أبي عنه فقال: هو مجهول، أبوه مجهول»270.

وصرّح الذهبي

أيضاً بمجهوليته271.

عبد اللّه بن صالح المصري

ذكر البخاري في تاريخه أنّه كان كاتب الليث بن سعد272 .

وقال الذهبي: «عبد اللّه بن صالح، أبو صالح الجهني، مولاهم المصري، كاتب الليث عن معاوية بن صالح وموسى بن علي، وعنه البخاري وابن معين وبكر بن سهل، وكان صاحب حديث، فيه لين، قال أبو زُرعة: حسَنُ الحديث، لم يكن ممّن يكذب، وقال الفضل الشعراني: ما رأيته إلاّ يحدّث أو يسبّح، وقال ابن عدي: هو عندى مستقيم الحديث...»273.

ووثّقه الهيثمي في ذيل حديثٍ ذكَرَه في كتابه، وذكر أنّه كان كاتب الليث274.

وأمّا ابن حجر فقد قال: «صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، من العاشرة»275.

تُوفّي سنة اثنتين وعشرين ومئتين276.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ محمّدَ بن إسماعيل المرادي فإنّه مجهول.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

نقل حميد بن عبد الرحمن بن عوف هذا الخبر لصالح بن كيسان في المدينة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمعه منه الليث بن سعد وأدرجه في كتابه، ثمّ سمع منه عبد اللّه بن صالح المصري.

ولمّا وصل الخبر إلى الطبري سافر ورحل في طلب الحديث إلى مصر، فالتقى بمحمّد بن إسماعيل المصري فسمعه منه، ولمّا رجع إلى بغداد وقام بتأليف كتابه، أدرج هذا الخبر فيه.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي.

السند الحادي عشر

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى الجوهري في كتاب السقيفة وفدك قسماً من الخبر عن أبي زيد قال: حدّثني محمّد بن عبّاد قال:

حدّثني أخي سعيد بن عبّاد عن الليث بن سعد، عن رجاله277.

ولا يخفى عليك أنّ المراد من قوله: «عن رجاله» هو عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف؛ بقرينة ما ذكر في السند الأوّل والسابع والثامن والعاشر والخامس عشر، فراجع.

وكيف كان فقد وقع في هذا السند خمسة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال الليث بن سعد، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:

أحمد بن عبد العزيز الجوهري

قال ابن أبي الحديد عند ذكر الأخبار التي ذكرها من كتابه السقيفة وفدك: «أبو بكر الجوهري هذا عالم محدّث كثير الأدب ثقة ورع، أثنى عليه المحدّثون، ورووا عنه مصنّفاته»278.

عمر بن شبّة، أبو زيد

قال الرازي: «عمر بن شبّة بن عبيدة النميري، أبو زيد النحوي البصري، نزيل سامراء... هو صدوق صاحب عربية وأدب، أخبرنا عبد الرحمن279 قال: سُئل أبي عنه فقال: نميري صدوق»280.

وقال الخطيب البغدادي: «حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل عن أبي الحسن الدارقطني قال: عمر بن شبّة أبو زيد النميري، ثقة»281.

وقال الذهبي: «عمر بن شبّة بن عبدة بن زيد بن رائطة، العلاّمة الأخباري الحافظ الحجّة، صاحب التصانيف، أبو زيد النميري البصري النحوي»282.

تُوفّي سنة اثنتين وستّين ومئتين283.

محمّد بن عبّاد المهلّبي

ذكره ابن حِبّان في الثقات قائلاً: «محمّد بن عبّاد بن عبّاد الأزدي، من أهل البصرة»284.

وذكره البخاري في تاريخه قائلاً: «محمّد بن عبّاد بن عبّاد المُهلّبي الأزدي، سمع أباه»285.

قال الرازي: «محمّد بن عبّاد بن عبّاد المُهلّبي، روى عن أبيه... وروى عنه عمر بن شبّة النميري»286.

وذكر الذهبي أنّه كان لا يَقدِم أحدٌ البصرة إلاّ أضافه، وكان مشهوراً بسخاوته وجوده287.

تُوفّي محمّد بن عبّاد المُهلّبي سنة عشرة ومئتين288.

سعيد بن عبّاد المهلّبي

لم

نجد له ذكراً في كتب الرجال والتراجم.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ سعيد بن عبّاد ومحمّد بن عبّاد المُهلّبيَّين، فليس لهما توثيق صريح في كتب الرجال.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

ذكرنا سابقاً أنّ مصدر هذا الخبر كان كتاب الليث بن سعد، وفي الواقع أنّ الجوهري روى هذا الخبر من كتاب الليث، قال: «عن الليث، عن رجاله»، وكيف كان فإنّ سعيد بن عبّاد البصري سمع هذا الخبر من الليث ونقله لأخيه محمّد بن عبّاد البصري.

ثمّ سمع عمر بن شبّة هذا الخبر من محمّد بن عبّاد، كما أنّ أحمد بن عبد العزيز الجوهري سمع الخبر من عمر بن شبّة فأدرجه في كتابه السقيفة وفدك.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ بصري.

السند الثاني عشر

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى أبو عبيد البغدادي في كتاب الأموال قسماً من الخبر عن سعيد بن عُفَير، قال: حدّثني علوان بن داود، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عبد الرحمن289.

وقد وقع في هذا السند سبعة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال رجال السند، وبقي الكلام في أبي عبيد البغدادي، فنقول:

أبو عبيد البغدادي

ذكره البخاري في تاريخه قائلاً: «القاسم بن سلام، أبو عبيد البغدادي، سمع شريكاً ويحيى القطّان»290.

وذكر الرازي أنّه سأل أباه عنه فقال: «كنت أراه في مسجده وقد أحدق به قوم معلّمون ولم أرَ عنده أهل الحديث، فلم أكتب عنه، وهو صدوق»291.

وذكر الخطيب البغدادي أنّه كان ذا فضل ودين وستر ومذهب حَسَن... والرواة عنه مشهورون ثقات، ذوو

ذكرٍ ونبل»292.

وذكره المزّي قائلاً: «القاسم بن سلام البغدادي أبو عبيد، الفقيه القاضي الأديب، المشهور، صاحب التصانيف المشهورة، والعلوم المذكورة»293.

تُوفّي سنة أربع وعشرين ومئتين294.

وقد ذكرنا سابقاً أنّ الكثير من المحدّثين كتموا كلّ روايةٍ أو خبر فيه نقد موجّه إلى ذوي السلطة في صدر الإسلام، وحجّتهم في ذلك أنّه لا يصحّ توجيه اللوم والنقد لصحابة النبيّ!

ولذلك تراهم تارةً يكتمون كلّ الرواية أو الخبر ، وتارةً يحذفون أجزاء منهما ممّا فيه نقد موجّه إلى بعض رجالات السلطة ، ويأتون بباقي الخبر الذي لا يتضمّن نقداً .

ومن هؤلاء أبو عبيد البغدادي، الذي لم يكن يتوانى عن حجب الحقائق لأجل الدفاع عن الحاكم الأوّل!

بيان ذلك: جاء في قسم من هذا الخبر أنّ أبا بكر قال: «فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء»، فيما يذكر أبو عبيد الخبر هكذا: «قال أبو بكر: وددت أنّي لم أكن أفعل كذا وكذا؛ لخلّةٍ ذكرها»، ثمّ قال: «لا أُريد ذكرها»!

فإذا كان أبو عبيد القاسم بن سلام وأمثاله يتحامَون عن ذكر أصل كشف بيت فاطمة عليهاالسلام، فهل يُترقَّب ممّن ذكره عنهم أن يعني بتفاصيل هذا الهجوم ونتائجه المروّعة على الزهراء سلام اللّه عليها بوصفها الوجه البارز في مخاطبة القوم؟

ولسوف نتكلّم بالتفصيل حول متن الخبر في الفصل الآتي إن شاء اللّه تعالى، فارتقب.

إذن، تحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فإنّه لم يُذكر له توثيق صريح في كتب الرجال كما قلنا. ونحن عبّرنا عنه سابقاً بحميد بن عبد الرحمن الحفيد؛ تمييزاً عن جدّه حميد بن عبد الرحمن.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ عبد الرحمن بن

عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وسمع بعد ذلك حميد بن عبد الرحمن الحفيد هذا الخبر من صالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة، سمع هذا الخبر من حميد بن عبد الرحمن الحفيد، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه سعيد بن عُفَير الخبر، وحينما سافر القاسم بن سلام البغدادي إلى مصر سمعه من سعيد بن عُفَير، فأدرجه في كتابه الأموال.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي.

السند الثالث عشر

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى البلاذري في فتوح البلدان قسماً من الخبر عن القاسم بن سلام قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالح كاتب الليث بن سعد، عن علوان بن صالح295، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف296.

ونحن نجد سقطاً في آخر هذا السند؛ لأنّ حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف (الذي عبّرنا عنه بحميد بن عبد الرحمن الحفيد)، روى هذا الخبر عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن بن عوف؛ وذلك بقرينة ما ذكرناه في السند الرابع والثاني عشر، فراجع.

وكيف كان، فقد وقع في هذا السند ستّة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حالهم، فبقي الكلام في البلاذري، فنقول:

أحمد بن يحيى البلاذري

ذكره الذهبي قائلاً: «البلاذري: العلاّمة الأديب المصنّف، أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي البلاذري، الكاتب، صاحب التاريخ الكبير... وكان كاتباً بليغاً شاعراً محسناً، وَسْوَس بآخره؛ لأنّه شرب البلاذر للحفظ»297.

ولا بأس بالإشارة إلى أنّ المؤرّخين المسلمين في القرن

الثاني قد عَنَوا عناية كبيرة بتدوين السِّيَر والمغازي، فقد غلب عليهم تدوين أخبار الرسول صلى الله عليه و آله وحياته، وأمّا في القرن الثالث فقد ظهرت العناية بتدوين الفتوح، والبلاذري جمع هذه الكتب في كتابه ولخّصها. وفي الواقع أنّه خاتمة مؤّخي الفتح، وكان كتابه من أهمّ المصادر التاريخة في هذا المجال، وأكثرها صحّة، حتّى قال المسعودي صاحب مروج الذهب: «لا نعلم في فتوح البلدان أحسن منه»298.

تُوفّي بعد السبعين ومئتين.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ حميد بن عبد الرحمن الحفيد، فإنّه لم يُذكر له توثيق صريح في كتب الرجال كما قلنا.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

نقل حميد بن عبد الرحمن الحفيد هذا الخبر لعلوان بن داود في المدينة، ولمّا سافر الأخير إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه عبد اللّه بن صالح المصري، وبعد ذلك لمّا سافر البلاذري البغدادي إلى مصر سمع منه الخبر وأدرجه في كتابه فتوح البلدان.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي.

السند الرابع عشر

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى ابن زَنجَوَيه في كتاب الأموال عن عثمان بن صالح، حدّثني الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، حدّثني علوان299، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف300.

وقع في هذا السند ستّة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال أربعة منهم، وبقي الكلام في شرح حال ابن زَنجَوَيه وعثمان بن صالح المصري، فنقول:

ابن زَنجَوَيه

قال الرازي: «حميد بن زَنجَوَيه النسائي، وهو ابن مَخلَد، وزَنجَوَيه لقب، أبو أحمد».

ثمّ قال: «سُئل أبي عنه فقال: صدوق»301.

وقال الخطيب البغدادي: «حميد بن زَنجَوَيه، أبو أحمد الأَزْدي، وزَنجَوَيه لقب، واسمه مَخلَد بن قتيبة بن

عبد اللّه، خراساني من أهل نَسا، كثير الحديث، قديم الرحلة إلى العراق والحجاز والشام ومصر... وكان ثقة»302.

وقال الذهبي: «حميد بن زَنجَوَيه، الإمام الحافظ الكبير، أبو أحمد، واسمه حميد بن مَخلَد بن قتيبة الأزدي النسائي، صاحب كتاب الترغيب والترهيب وكتاب الأموال وغير ذلك»303.

ثمّ ذكر أنّ النسائي وثّقه304.

روى عنه أبو داود السجستاني واحتجّ بروايته305.

تُوفّي سنة إحدى وخمسين ومئتين306.

عثمان بن صالح المصري

قال الرازي: «عثمان بن صالح المقري، أبو يحيى السهمي... سمعت أبي يقول: كان عثمان بن صالح شيخاً صالحاً سليم الناحية»307.

وذكر المزّي أنّه كان أوّل قاضٍ تولّى قضاء مصر في الإسلام، كما ذكر أنّه روى عن الليث بن سعد308.

روى عنه: البخاري وابن ماجة وأبو داود السجستاني، واحتجّوا بروايته309.

تُوفّي سنة تسع عشرة ومئتين310.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا السند صحيح؛ لأنّ جميع رواته من الثقات كما ذكرنا بالتفصيل.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ حميد بن عبد الرحمن بن عوف سمع هذا الخبر من أبيه ونقله لصالح بن كيسان في المدينة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر عن صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمعه منه الليث بن سعد وأدرجه في كتابه، ومن ثمّ قام عثمان بن صالح المصري بنقل هذا الخبر من كتاب الليث في مصر.

ولمّا وصل الخبر إلى ابن زَنجَوَيه سافر ورحل في طلب الحديث إلى مصر، فسمعه عن عثمان بن صالح، وأدرجه في كتابه الأموال.

والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ خراساني.

السند الخامس عشر

نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:

روى ابن بابويه في كتاب الخصال عن المظفّر بن جعفر بن

المظفّر العلوي السمرقندي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، عن أبيه، عن محمّد بن حاتم، عن عبد اللّه بن حمّاد وسليمان بن معبد، عن عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد، عن علوان بن داود بن صالح311، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه312.

ذُكر في الأصل «عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه»، وهذا تصحيف، والصحيح ما أثبتنا؛ بقرينة ما ذكره ابن عساكر والطبراني وابن عبد ربّه القرطبي وأبو عبيد البغدادي، فإنّهم ذكروا بأجمعهم أنّه روى: صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه313.

ففي الواقع زاد النُّسّاخ في الخصال كلمة «عبد الرحمن»، فذكروا «عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف» بدل «حميد بن عبد الرحمن بن عوف».

وكيف كان فقد وقع في هذا السند ثلاثة عشر رجلاً، ونحن تعرّضنا لشرح حال عبد اللّه بن صالح والليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:

ابن بابويه

أورده النجاشي في رجاله قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه ، القمّي : أبو جعفر ، نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمئة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، وله كتب كثيرة»314 .

وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه، القمّي : جليل القدر ، يُكنّى أبا جعفر ، كان جليلاً ، حافظا للأحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للأخبار ، لم يُرَ

في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه»315 .

وذكره الطوسي أيضا في رجاله قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه، القمّي : يُكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقة والأخبار والرجال» 316.

وذكره الذهبي قائلاً : «ابن بابَوَيه : رأس الإماميّة ، أبو جعفر محمّد ابن العلاّمة عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه، القمّي ، صاحب التصانيف السائرة بين الرافضة ، يُضرب بحفظه المثل ، يُقال : له ثلاثمئة مصنَّف »317.

المظفّر بن جعفر السمرقندي

وهو المظفّر بن جعفر بن المظفّر بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، ولقد روى عنه الشيخ الصدوق مترحّماً عليه ومترضّياً318.

وليس لهذا الرجل توثيق صريح في كتب الرجال.

جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي

ذكره الشيخ الطوسي في رجاله فيمن لم يَروِ عن الأئمّة عليهم السلام، قائلاً: «جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، فاضل، روى عن أبيه جميع كتب أبيه، وروى عنه أبو المفضّل الشيباني»319.

وذكره ابن داود في رجاله قائلاً: «جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، فاضل»320.

ثمّ إنّا _ ولأجل رفع الالتباس _ نعبّر عنه بالعيّاشي الابن، ونعبّر عن والده بالعيّاشي الأب.

محمّد بن مسعود العيّاشي

ذكره النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السَّلَمي السمرقندي، أبو النضر، المعروف بالعيّاشي، ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً، وكان في أوّل أمره عامّي المذهب، وسمع حديث العامّة فأكثر منه ثمّ تبصّر وعاد إلينا».

ثمّ نقل النجاشي في ذيل كلامه أنّه أنفق العيّاشي على العلم والحديث تَرِكةَ أبيه سائرها وكانت ثلاثمئة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد، بين ناسخٍ أو مقابل أو قارئ

أو معلّق، مملوءة من الناس321.

قال الشيخ الطوسي في فهرسته: «محمّد بن مسعود العيّاشي، من أهل سمرقند، وقيل: إنّه من بني تميم، يُكنّى أبا النضر، جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالرواية، مطّلع عليها، له كتب كثيرة تزيد على مئتَي مصنَّف، ذكر فهرست كتبه ابن إسحاق النديم»322.

وذكره في رجاله قائلاً: «محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السمرقندي، يُكنّى أبا النضر، أكثر أهل المشرق علماً وفضلاً وأدباً وفهماً ونبلاً في زمانه، صنّف أكثر من مئتي مصنّف، ذكرناها في الفهرست، وكان له مجلس للخاصّ ومجلس للعامّ رحمه الله»323.

توفّي العيّاشي سنة عشرين وثلاثمئة.

محمّد بن حاتم

نحتمل أنّ المراد منه هو محمّد بن حاتم بن خُزَيمة الكشّي الذي كان معمَّراً، ولقد ضعّفه الحاكم النيسابوري324.

وكيف كان، فلو قبلنا بهذا الاحتمال فالرجل ضعيف، وإن لم نقبل به فالرجل مجهول.

عبد اللّه بن حمّاد الآملي

قال الخطيب البغدادي: «عبد اللّه بن حمّاد بن أيّوب بن موسى، أبو عبد الرحمن الآملي، قدم بغداد وحدّث بها»325.

وقال الذهبي: «عبد اللّه بن حمّاد بن أيّوب، الإمام الحافظ البارع الثقة، أبو عبد الرحمن الآملي»326.

وقال أيضاً: «عبد اللّه بن حمّاد الآملي الحافظ، أبو عبد الرحمن الأَموي _ بالفتح _ ، من أهل بلد أَمو»327.

وأَمو _ بالفتح _ هي آمُل، هكذا يقولها العجم على الاختصار والعُجمة، وآمل هي مدينة كانت مشهورة في غربي جيحون على طريق القاصد إلى بخارا من مرو328.

مات في سنة ثلاث وسبعين ومئتين.

سليمان بن معبد المَروزي

قال الرازي: «سليمان بن معبد المروزي: روى عن: النضر بن شميل والنضر بن محمّد الجرشي وعبد الرزّاق والأصمعي، كتب عنه أبي بالري وروى عنه، حدّثنا عبد الرحمن قال: سُئل أبي عنه فقال: صدوق»329.

وقال المزّي: «رحل في طلب العلم إلى العراق والحجاز ومصر واليمن،

وقدم بغداد وذاكر الحفّاظ بها»330.

تُوفّي سنة سبع وخمسين ومئتين.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ المظفّر بن جعفر السمرقندي ومحمّد بن حاتم وسليمان بن معبد المروزي.

والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:

إنّ هذا الخبر بهذا: السند مدني، ثمّ مصري، ثمّ مدني، ثمّ رازي، ثمّ سمرقندي، ثمّ رازي.

والظاهر أنّ حميد بن عبد الرحمن سمع هذا الخبر من أبيه ونقله لصالح بن كيسان في المدينة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه الليث بن سعد الخبر وأدرجه في كتابه، ومِن ثمّ سمعه عبد اللّه بن صالح المصري من الليث بن سعد.

والظاهر أنّه لمّا سافر سليمان بن معبد المروزي إلى مصر وسمع الخبر من عبد اللّه بن صالح، انتقل الخبر إلى الري، حيث حدّث به هناك331.

ثمّ سافر عبد اللّه بن حمّاد الأَموي إلى الري، فسمع الخبر من سليمان بن معبد المروزي، ونقله إلى ما وراء النهرين؛ فإنّه كان من مدينة أَمو، وهي مدينة ما بين بخارى ومرو.

وبعد ذلك قام العيّاشي بسماع هذا الخبر من أُستاذه محمّد بن حاتم الكشّي ونقله إلى مدينة سمرقند، وذكره في كتابه الذي ألّفه في سيرة أبي بكر، فإنّا إذا راجعنا إلى رجال النجاشي والفهرست للطوسي، نجد أنّهما صرّحا بأنّ لجعفر بن محمّد العيّاشي(الأب) كتابا في سيرة أبي بكر.

ثمّ إنّ محمّد بن جعفر بن محمّد العيّاشي (الابن) سمع هذا الكتاب من أبيه ونقله لتلميذه مظفّر بن جعفر السمرقندي.

وبعد ذلك لمّا سافر ابن بابويه إلى سمرقند سمع هذا الخبر من المظفّر بن

جعفر السمرقندي، ولمّا رجع إلى الري ألّف كتابه الخصال وذكر هذا الخبر فيه332.

ومن المحتمل أنّ الشيخ الصدوق وصل إليه كتاب سيرة أبي بكر للعيّاشي، وأنّه قام بنقل الخبر منه.

هذا تمام الكلام في تحقيق أسانيد خبر عبد الرحمن بن عوف، وملخّص الكلام فيه أنّ رواة هذا الخبر بسنده الأوّل والثاني والثالث والتاسع والرابع عشر، من الثقات، فالخبر بهذه الأسانيد من الأخبار الصحاح.

تتميم

بعد ذكر الأسانيد الخمسة عشر والتحقيق في رجالها، نشرع _ تتميماً للفائدة _ بذكر المصادر التي نقَلَت الخبر (مرسلاً كان أو مسنداً).

1 _ تاريخ الطبري ج 2 ص 619.

2 _ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 30 ص 417.

3 _ المعجم الكبير للحافظ الطبراني ج 1 ص 62.

4 _ السقيفة وفدك للجوهري ص 75.

5 _ العقد الفريد لابن عبد ربّه القرطبي ج 2 ص 78.

6 _ فتوح البلدان للبلاذري ج 1 ص 123.

7 _ كتاب الأموال لابن زَنجوَيه ج 1 ص 376.

8 _ كتاب الأموال لأبي عبد اللّه البغدادي ج 1 ص 339.

9 _ تاريخ الإسلام للذهبي ج 3 ص 117.

10 _ مروج الذهب للمسعودي ج 1 ص 291.

11 _ مجمع الزوائد للهيثمي ج 5 ص 202.

12 _ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 46.

13 _ كنز العمّال للمتّقي الهندي ج 5 ص 631 _ 633 / ح 14113.

14 _ لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ج 4 ص 189.

هذه مصادر السنّة، وأمّا من مصادر الشيعة فهي:

1 _ الخصال لابن بابويه الصدوق ص 171.

2 _ الإيضاح للفضل بن شاذان ص 518.

3 _ الإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص 21.

4 _ بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي ج 30 ص 135.

5 _ الغدير

للأميني ج 7 ص 170 _ رواه عن: أبي عبيد في الأموال، والطبري في تاريخه، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة، والمسعودي في مروج الذهب، وابن عبد ربّه في العقد الفريد. ثمّ قال الأميني: والإسناد صحيح، رجاله كلّهم ثقات، أربعة منهم من رجال الصحاح الستّ.

وأضاف الأميني: إنّ في هذا الحديث أُمورا تسعة... (جديرةٌ مراجعتها).

تكملة

اشارة

ذكرنا بالتفصيل ما يرجع إلى شرح رواة هذا الخبر بأسانيده المتعدّدة، ولكن نعتقد أنّ الجمع والإحاطة الكلّية بهذه الأسانيد بحاجة إلى توضيح أكثر؛ من أجل اطّلاع القارئ على هذا الخبر بصورة أوسع؛ ولهذا سوف نقوم بدراسة أسانيد خبر عبد الرحمن بن عوف في على مرحلتين. وها هنا مقامان:

المقام الأوّل: طبقات الخبر

اشارة

التدقيق في طبقات نقل الخبر مهمّ جدّاً، ومدعاة لوضوحه أكثر، خصوصاً وأنّنا سنطرح جميع الأسانيد مع بعض بما يضمن حصول فوائد متعدّدة:

الطبقة الأُولى

رُويَ في جميع الأسانيد «عن عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر».

الطبقة الثانية

رُويَ في جميع الأسانيد «عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، عن أبي بكر»، إلاّ السند الثاني حيث رُوي «عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، عن أبي بكر».

الطبقة الثالثة

روى في جميع الأسانيد صالح بن كيسان المدني عن رجلين:

1 _ رُوي في أكثر الأسانيد «عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي بكر».

2 _ رُوي في السند الثاني والثالث «عن عمر بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي بكر»

الطبقة الرابعة

رُوي في أكثر الأسانيد «روى علوان بن داود الكوفي _ الذي كان شيخا لأهل مصر _ عن صالح بن كيسان».

ونجد في السند الخامس أنّه روى علوان عن أبي محمّد المدني والماجشون، عن صالح بن كيسان.

وبالجملة، أنّه مِن هذه الطبقة دخل الحديث إلى مصر.

الطبقة الخامسة

روى ثلاثة رجال عن علوان بن داود:

1 _ الليث بن سعد المصري، فإنّه روى عن علوان في السند الأوّل والثاني والسابع والثامن والعاشر والحادي عشر والرابع عشر والخامس عشر.

2 _ سعيد بن عُفَير المصري، فإنّه روى عن علوان في السند الرابع والتاسع والثاني.

3 _ الوليد بن الزبير الحِمصي، فإنّه روى عن علوان في السند الخامس والسادس.

الطبقة السادسة

يجب علينا هنا دراسة الخبر في ثلاثة أقسام:

القسم الأوّل: مَن رواه عن الليث بن سعد

قام ستّة رجال بالرواية عن الليث بن سعد، وهم:

1 _ عبد اللّه بن صالح المصري، فإنّا نجد في السند العاشر أنّ الطبري روى بالإسناد عنه، كما أنّه في السند الخامس روى ابن بابويه بالإسناد عنه عن الليث333.

2 _ محمّد بن رمح المصري، فإنّا نجد في السند الأوّل أنّ ابن عساكر روى بالإسناد عنه، كما أنّ ابن عبد ربّه القرطبي روى بالإسناد عنه عن الليث.

3 _ يحيى بن عبد اللّه بن بكير المصري، فإنّا نجد في السند الثاني أنّ الطبري روى بالإسناد عنه عن الليث334.

4 _ عثمان بن صالح، فإنّا نجد في السند الرابع عشر أنّ ابن زَنجَوَيه روى بالإسناد عنه عن الليث.

5 _ خالد بن القاسم المدائني، فإنّا نجد في السند السابع أنّ ابن عساكر روى بالإسناد عنه عن الليث.

6 _ سعيد بن عبّاد البصري، فإنّا نجد في السند الحادي عشر أنّ الجوهري روى بالإسناد عنه عن الليث.

القسم الثاني: من رواه عن سعيد بن عُفَير

قام ثلاثة رجال بالرواية عن سعيد بن عُفَير، وهم:

1 _ روح بن الفرج المصري، فإنّا نجد في السند الرابع أنّ الطبري روى بالإسناد عنه عن سعيد بن عُفَير

2 _ عليّ بن عبد العزيز بن سابور الذي كان شيخ الحرم بمكّة،

فإنّا نجد في السند التاسع أنّ الحاكم النيسابوري روى بالإسناد عنه عن سعيد بن عُفَير.

3 _ أبو عبيد البغدادي صاحب كتاب الأموال، فإنّا نجد في السند الثاني عشر أنّ أبا عُبيد البغدادي روى عن سعيد بن عُفَير.

القسم الثالث: من رواه عن الوليد بن الزبير

إنّا نجد في السند الخامس والسادس أنّه روى عبد اللّه بن زيد الحِمصي عنه عن الوليد بن الزبير335.

المقام الثاني: نقلُ الخبر في البلاد

اشارة

والآن نذكر المراحل التي مرّت على هذا الخبر ونقلِه بواسطة شيوخ الحديث من بلدٍ إلى بلد، فنقول: إنّ لهذا الخبر مراحلَ ستّا:

المرحلة الأُولى

في هذه المرحلة كانت كلّ الأسانيد مشتركة في أنّ منشأ الخبر هو المدينة المنوّرة، فإنّ عبد الرحمن وابنه وكذلك حفيده وصالح بن كيسان، قاموا بنقل هذا الخبر في المدينة.

المرحلة الثانية

في هذه المرحلة سمع علوان بن داود الخبر، وهو كوفياً، ولكنّه سافر إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها.

المرحلة الثالثة

إنّ ثلاثة من شيوخ مصر قاموا بالإخبار والتحديث بالخبر في مصر، وهم:

1 _ الليث بن سعد المصري (راجع: السند الأوّل والثاني والخامس والسادس والسابع والثامن والعاشر والخامس عشر).

2 _ سعيد بن عُفَير المصري (راجع: السند الرابع والتاسع والثاني عشر).

3 _ عبد اللّه بن صالح المصري (راجع: السند الثالث عشر).

المرحلة الرابعة

في هذه المرحلة انتقل الخبر من مصر إلى بلادٍ بلدانٍ أُخرى، وهي:

1 _ من مصر إلى بغداد: وذلك بواسطة الطبري الذي كان ساكناً في بغداد، حيث نقل الخبر إلى هناك، (راجع: السند الثاني والعاشر). كما أنّ أبا عبيد البغدادي سمع الخبر من الليث (راجع: السند الثاني عشر).

2 _ من مصر إلى البصرة: وذلك أنّ سعيد بن عبّاد البصري لمّا سافر إلى مصر سمع الخبر هناك ثمّ نقله إلى البصرة، (راجع: السند الحادي عشر).

3 _ من مصر إلى دمشق: وذلك بواسطة الطبراني الدمشقي الذي كان رحّالاً، حيث نقل الخبر إلى دمشق، (راجع: السند الرابع).

4 _ من مصر إلى حِمْص: بواسطة الوليد بن الزبير الحِمصي، حيث نقل الخبر إلى حمص، (راجع: السند الخامس والسادس).

5 _ من مصر إلى الأُندلس: وذلك بواسطة محمّد بن وضّاح الأُندلسي، حيث نقل الخبر إلى الأُندلس (راجع: السند الثامن).

6 _ من مصر إلى مكّة: وذلك بواسطة عليّ بن عبد العزيز بن سابور الذي كان نزيل مكّة، حيث نقل الخبر إلى مكّة، (راجع: السند التاسع).

7 _ من مصر إلى أصفهان: وذلك بواسطة أبي بكر بن المقري الذي كان رحّالاً، حيث نقل الخبر إلى أصفهان، (راجع: السند الأوّل).

8 _ من مصر إلى الري: وذلك بواسطة سليمان بن معبد المَروزي الذي كان يسكن الري، حيث نقل الخبر إلى الري، (راجع السند الخامس عشر).

9

_ من مصر إلى خراسان: وذلك بواسطة ابن زَنجَوَيه الخراساني، حيث نقل الخبر إلى خراسان، (راجع السند الرابع عشر).

10 _ من أصفهان إلى دمشق: وذلك بواسطة ابن عساكر الذي سافر إلى أصفهان وسمع الخبر من مشايخ أصفهان، ثمّ نقله إلى دمشق، (راجع: السند الأوّل).

11 _ من بغداد إلى نيسابور: وذلك بواسطة أحمد بن يعقوب النيسابوري الذي سافر إلى بغداد فنقل الخبر إلى نيسابور، (راجع السند السابع).

12 _ من مكّة إلى خراسان: وذلك بواسطة الحسين بن الحسن بن أيّوب الطوسي الذي سمع الخبر من عليّ بن عبد العزيز بن سابور ونقله إلى خراسان، (راجع: السند التاسع).

13 _ من الري إلى ما وراء النهرين: وذلك بواسطة عبد اللّه بن حمّاد الآملي الذي سافر إلى الري وسمع الخبر من سليمان بن معبد المروزي ثمّ نقله إلى ما وراء النهرين (آمل وكش وسمرقند).

14 _ من ما وراء النهرين إلى الري: وذلك بواسطة ابن بابويه الذي سافر إلى ما وراء النهرين فسمع الخبر في سمرقند ونقله مرّة أُخرى إلى الري (راجع السند الخامس عشر).

ونلخّص لك عزيزي القارئ نقولات الخبر بجميع أسانيده كما يلي:

1 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ أصفهان ثمّ دمشق (السند الأوّل).

2 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ الأندلس (السند الثامن).

3 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ البصرة (السند الحادي عشر).

4 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ بغداد (السند الثاني والثالث والعاشر والثالث عشر).

5 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ بغداد ثمّ نيشابور ثمّ دمشق (السند السابع).

6 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ حمص ثمّ دمشق (السند الخامس والسادس).

7 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ خراسان (السند الرابع عشر).

8 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ دمشق (السند الرابع).

9 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ الري ثمّ ما

وراء النهرين ثمّ الري (السند الخامس عشر).

10 _ المدينة ثمّ مصر ثمّ مكّة ثمّ خراسان ثمّ نيسابور (السند التاسع).

انظر كيف جال هذا الخبر شرقَ العالم وغربها، من المدينة المنوّرة والكوفة وبغداد ودمشق وحمص والأندلس ومصر وأصفهان والري ونيسابور وخراسان وسمرقند.

وإن دلّ هذا على شيء فإنّه يدلّ على أنّ هذا الخبر تُلقّيَ بالقبول مِن قِبل شيوخ الحديث في أنحاء العالم الإسلامي، شرقِه وغربه.

الفصل الثاني: كلام حول المتن

اشارة

والآن حان الوقت للشروع في ذكر متن الخبر، بعد أن أشرنا في الفصل السابق إلى طرق الخبر العديدة وأسانيده، وتناولنا صحّة هذه الطرق بالبحث العلمي الدقيق.

ولسوف نقوم في هذا الفصل أوّلاً بذكر جميع متون الخبر التي نُقلت بأسانيد مختلفة، ومن ثمّ نقوم بذكر الشواهد التاريخية لهذا الخبر، وها هنا مرحلتان.

المرحلة الأُولى: متن الخبر

اشارة

نذكر أوّلاً متن الخبر الذي جاء في الإسناد الأوّل، لاعتقادنا أنّ الإسناد الأوّل هو أصحّ الأسانيد، وطبعاً لسوف نقوم في المرحلة التالية بمطابقة متون كلّ سند من تلك الأسانيد مع بعض.

دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي بكر في مرضه فأصابه مُفيقاً، فقال له عبد الرحمن: أصبحتَ والحمد للّه بارئاً.

فقال أبو بكر: تراه؟

قال: نعم.

قال: إنّي على ذلك لشديد الوجع، ولما لَقِيتُ منكم يا معشر المهاجرين أشدُّ عليَّ من وجعي، إنّي وَلِيتُ أمركم خيركم في نفسي، فكلّكم وَرِمَ من ذلك أنفُه336 يريد أن يكون الأمر له، ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولمّا تُقبل، ولهي مقبلة حتّى تتّخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج337، وتألمون الاضطجاع على الصوف الآذري338 كما يألم أحدكم أن ينام على حَسَك السَّعدان339.

واللّه ِ لَئن يَقْدم أحدكم فيضرب رقبته في غيرٌ حدٍّ، خير له من أن يخوض غمرة الدنيا، وأنتم أوّل ضالّ بالناس غداً فتضربون عن الطريق يميناً وشمالاً، يا هادي الطريق، إنّما هذا الفجر أو البحر340.

فقلت: خفِّضْ عليك رحمك اللّه؛ فإنّ هذا يهيضك عمّا بك، إنّما الناس في أمرك بين رجلين، إمّا رجل رأى ما رأيتَ فهو معك، وإمّا رجل خالفك فإنّما يسير عليك برأيه وصاحبك كما تحب،، فلا نَعلمك أردتَ إلاّ خيراً، ولم تزل صالحاً مصلحاً مع أنّك لا تأسى على شيءٍ من الدنيا.

فقال أبو بكر: أجل، لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على

ثلاث فعلتُهنّ وددتُ أنّي لو تركتُهنّ، وثلاث تركتُهنّ وددتُ أنّي فعلتُهنّ، وثلاث وددتُ لو أنّي سألتُ عنهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.

فأمّا التي وددت أنّي تركتهنّ:

فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، ووددت أنّي لم أكن حرّقت الفُجاءة السّلَمي وقتلته سريحاً341، أو خلّيته نجيحاً342، ووددت لو أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنتُ قدّمتُ الأمر في عنق أحد الرجلين _ يريد عمرَ وأبا عبيدة _ فكان أحدهما أميراً وكنت وزيراً.

وأمّا التي تركتهنّ:

فوددت يوم أنّي أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه يُخيَّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ طار عليه، ولَوددتُ لو أنّي حين سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة كنت أقمت بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هُزموا كنت بصدد لقاءٍ أو مدد، ووددت لو أنّي إذ كنت وجّهت خالد بن الوليد إلى الشام، ووجّهت عمر بن الخطّاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يَدَيَّ كلتَيهما في سبيل اللّه.

[وأمّا اللاّتي كنتُ أودّ أنّي سألت رسول اللّه عنهنّ:343]

وددت أنّي سألت رسول اللّه: لِمن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أحد، وددت أنّي كنت سألته: هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ وددت لو أنّي سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمّة؛ فإنّ في نفسي منها شيئا.

فتوضّح أنّ أبا بكر يشير إلى ثلاثة أُمور مهمّة:

الأوّل: ما تمنّى تَرْكَه.

الثاني: ما تمنّى فِعلَه.

الثالث: ما تمنّى السؤالَ عنه.

سوف نقوم أثناء نقل متون الخبر بشرح هذه الأُمور الثلاثة المهمّة، فإنّ التدقيق في متون الخبر أمر مهمّ جدّاً؛ لأنّه من أهم مراحل التحقيق في الخبر، ولكن وللأسف لم يتمّ يُولَ أهمّيةً مناسبةً كافية.

وجدير بالذكر أنّ متن هذا الخبر نُقل مع اختلاف، ونحن مراعاةً للأمانة في النقل سعينا إلى

أن يكون ذكر جميع المتون بدون أيّ تغيير:

القسم الأوّل: ما تمنّى تركه

كما جاء في هذا الخبر أنّ أبا بكر صرّح في آخر عمره أنّه ودّ لو لم يفعل أُموراً ثلاثة، وها هي الأُمور الثلاثة على ما نُقل في الأسانيد المختلفة:

متن السند الأوّل:

1 _ «فَودَدتُ أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء».

2 _ «ووددتُ أنّي لم أكن حرّقتُ الفُجاءة السَلَمي، وقتلته سريحاً، أو خلّيته نجيحاً».

3 _ «ووددتُ لو أنّي يومَ سقيفة بني ساعدة كنت قدّمت الأمر في عنق أحد الرجلين _ يريد عمرَ وأبا عبيدة _ فكان أحدهما أميراً، وكنت وزيراً».

متن السند الثاني والثالث والعاشر:

1 _ «فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلّقوه على الحرب».

2 _ «ووددت أنّي لم أكن حرّقت الفُجاءة السّلَمي، وأنّي كنت قتلته سريحاً، أو خلّيته نجيحاً».

3 _ «ووددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين _ عمرَ وأبي عبيدة _ فكان أحدهما أميراً، وكنت وزيراً».

متن السند الرابع:

1 _ «فوددتُ أنّي لم أكن كشفتُ بيت فاطمة، وتركته وإن أُغلق على الحرب».

2 _ «ووددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين: أبي عبيدة أو عمر، فكان أمير المؤمنين وكنت وزيراً».

3 _ «ووددت أنّي حيث كنت وجّهت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة أقمت بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظفروا وإلاّ كنت رِدْءاً أو مدداً».

أقول: لم يُذكر في هذا السند إحراق الفُجاءة السّلَمي.

متن السند الخامس والسادس:

1 _ «فوددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة وأنّي أغلق على المحارب».

2 _ «وددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت فرّغت الأمر في عنق أحد الرجلين: عمر بن الخطّاب أو أبي عبيدة بن الجرّاح، فكان أميراً وكنت،

وزيراً».

3 _ «ووددت أنّي حيث ارتدّت العرب أقمتُ بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظفرت، وإن هُزموا كنت مصدرا أو مددا».

أقول: لم يُذكر في هذين السندين إحراق الفُجاءة السّلَمي.

متن السند السابع:

1 _ «أنّي يوم سقيفة بني ساعدة ألقيت هذا الأمر في عنق هذين الرجلين _ يعني عمرَ وأبا عبيدة _ فكان أحدهما أميراً، وكنت وزيراً».

2 _ «وددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة عن شيء، مع أنّهم أغلقوه على الحرب».

3 _ «ووددت أنّي لم أكن حرّقت الفُجاءة السّلمي، وأنّي كنت قتلته سريحاً، أو خلّيته نجيحاً».

متن السند الثامن:

1 _ «فوددتُ أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا أغلقوه على الحرب».

2 _ «ووددتُ أنّي لم أكن حرّقت الفُجاءة السّلَمي، وأنّي قتلته سريحاً، أو خلّيته نجيحاً».

3 _ «ووددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة قد رميتُ الأمر في عُنق أحد الرجلين، فكان أحدُهما أميراً، وكنتُ له وزيراً».

متن السند الحادي عشر:

1 _ «ليتني لم أكشف بيت فاطمة ولو أعلن علَيَّ الحرب».

2 _ «...»344.

3 _ «...»345.

متن السند الثاني عشر:

1 _ «فوددت أنّي لم أكن فعلت كذا وكذا»346.

2 _ «وددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين: عمر أو أبي عبيدة، فكان أميراً، وكنت وزيراً».

3 _ «ووددت أنّي حيث كنت وجّهت خالداً إلى أهل الردّة وأقمت بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإلاّ كنت بصدد لقاءٍ أو مدد».

متن السند الرابع عشر:

1 _ «فوددت أنّي لم أكن كشفت عن بيت فاطمة عن شيء وإن كان أغلقوه على الحرب»347.

2 _ «ووددت أنّي لم أكن حرّقت الفُجاءة السّلَمي، ليتني قتلته سريحاً، أو خلّيته نجيحاً، ولم أحرقه بالنار!».

3 _ «ووددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في

عنق أحد الرجلين: عمر بن الخطّاب أو أبي عبيدة بن الجرّاح، فكان أحدهما أميراً، وكنت أنا وزيراً».

متن السند الخامس عشر:

1 _ «فوددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة وإن كان أعلن علَيّ الحرب».

2 _ «ووددت أنّي لم أكن أحرقت الفُجاءة، وأنّي قتلته سريحاً، أو أطلقته نجيحاً».

3 _ «ووددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين: عمر أو أبي عبيدة، فكان أميراً، وكنت وزيراً».

هذا ولم تُذكَر ولا فقرة واحدة من هذا القسم من الخبر في السند التاسع والثالث عشر.

أقول: ذكر المسعودي348 هذا الخبر مرسلاً في كتابه وفيه هذه الفقرة: «فوددت أنّي لم أكن فتّشتُ بيت فاطمة. وذكر في ذلك كلاماً كثيراً»349.

ومن اللاّزم هنا الإشارة إلى نقطتين:

1 _ ذكر المسعودي عبارة «كشفت» بدل «فتّشت»، وشتّان ما بينهما؛ لدلالة الأُولى على الغصب والإكراه، فيما الثانية «فتّشت» هي أخفّ من سابقتها كونها ربّما تكون عن إجازة صاحب البيت وعلمه، أو كان التفتيش من غير عنفٍ واقتحام.

2 _ يشير المسعودي في كلامه إلى أنّ أبا بكر ذكر كلاماً كثيراً أثناء تفتيش بيت فاطمة عليهاالسلام، يا ترى ماذا كان هذا الكلام الكثير الذي حُذف كلّ هذه المدّة الطويلة من التاريخ ولم تشر إليه المصادر؟!

أعتقد أنّ أبا بكر أشار إلى الكثير من جزئيات الهجوم على بيت فاطمة عليهاالسلام، ولكنّ البعض ممّن أرادوا إخفاء هذه الحقائق امتنعوا عن ذكرها في تلك الأخبار، وإلاّ ما معنى الاكتفاء بالقول: «وذكر في ذلك كلاماً كثيراً» فقط؟!

القسم الثاني: ما تمنّى فعله

ذُكر في هذا الخبر أنّ أبا بكر تمنّى أن يفعل أُموراً ثلاثة، وها هي الأُمور الثلاثة على ما نُقل في الأسانيد المختلفة:

متن السند الأوّل:

1 _ «فوددت يوم أنّي أتيتُ بالأشعث بن قيس أسيراً كنت أضرب

عنقه؛ فإنّه يُخيَّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ طار عليه».

2 _ «ولَوددت لو أنّي حين سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة كنت أقمت بذي القضية350، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هُزموا كنت».

3 _ «وددت لو أنّي إذ كنت وجّهت خالد بن الوليد إلى الشام، وجّهت عمر بن الخطّاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدَيّ كلتَيهما في سبيل اللّه».

متن السند الثاني والثالث والعاشر:

1 _ «فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه تخيّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ أعان عليه».

2 _ «ووددت أنّي حين سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة كنت أقمت بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هُزموا كنت بصدد لقاءٍ أو مدد».

3 _ «وددت أنّي كنت إذ وجّهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجّهت عمر بن الخطّاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدَيّ كلتيهما في سبيل اللّه. ومدّ يديه».

متن السند الرابع:

1 _ «فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه؛ فإنّه يُخيّل إليَّ أنّه لا يكون شرّ إلاّ طار إليه».

2 _ «ووددت أنّي يوم أتيت بالفُجأة السّلَمي لم أكن أحرقه، وقتلته سريحاً، أو أطلقته نجيحاً».

3 _ «ووددت أنّي حيث وجّهت خالد بن الوليد إلى الشام وجّهت عمر إلى العراق، فأكون قد بسطت يدَيَّ يميني وشمالي في سبيل اللّه عزّ وجلّ».

أقول: لم يُذكر في هذا السند «الإقامة بذي القَصّة».

متن السند الخامس والسادس:

1 _ «فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه يُخيَّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ أعان عليه».

2 _ «ووددت أنّي يوم أتيت بالفُجاءة لم أكن حرّقته، وقتلته سريحاً، أو أطلقته نجيحاً».

3 _ «إنّي وجّهت خالد بن الوليد إلى الشام لعمر

بن الخطّاب، فكنت قد بسطت يدَيّ يميني وشمالي في سبيل اللّه».

أقول: لم يُذكر في هذين السندين «الإقامة بذي القَصّة».

متن السند السابع:

1 _ «وددت أنّي يوم وجّهت خالد بن الوليد إلى أهل الشام وجّهت عمر بن الخطّاب إلى أهل العراق، فكنت قد بسطت كلتا يدَيّ في سبيل اللّه».

2 _ «...».

3 _ «فوددت يوم أنّي أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه يُخيَّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ طار عليه».

متن السند الثامن:

1 _ «فوددتُ أنّي يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً ضربتُ عنقه؛ فإنّه يُخيَّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ أعان عليه».

2 _ «ووددتُ أنّي حين سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة أقمت بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظَفروا، وإن انهزموا كنتُ بصدد لقاءٍ أو مَدد».

3 _ «ووددت أنّي وجّهت خالد بن الوليد إلى الشام، ووجهتُ عمر بن الخطّاب إلى العراق، فأكون قد بسطت يدَيّ كلتيهما في سبيل اللّه».

متن السند الثاني عشر والثالث عشر:

1 _ «فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه يُخيَّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ أعان عليه».

2 _ «ووددت أنّني يوم أتيت بالفُجاءة لم أكن أحرقته، وكنت قتلته سريحاً، أو أطلقته نجيحاً».

3 _ «ووددت أنّي حيث وجّهت خالداً إلى أهل الشام كنت وجّهت عمر إلى العراق، فأكون قد بسطت يدَيَّ يميني وشمالي في سبيل اللّه».

متن السند الرابع عشر:

1 _ «فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث بن قيس الكندي أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه يُخيَّل إليَّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ أعان عليه».

2 _ «وددت أنّي حين سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة كنت أقمت بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هُزموا

كنت بصدد لقاءٍ أو مدد».

3 _ «وددت أنّي كنت إذ وجّهت خالداً إلى الشام وجّهت عمر بن الخطّاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدَيَّ كلتَيهما في سبيل اللّه».

متن السند الخامس عشر:

1 _ «فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه يُخيَّل لي أنّه لم يرَ صاحب شرّ إلاّ أعانه».

2 _ «ووددت أنّي حين سيّرت خالداً إلى أهل الردّة كنتُ قَدِمتُ إلى قرية، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هُزموا كيداً كنت بصدد لقاءٍ أو مدد».

3 _ «ووددت أنّي كنت إذ وجّهت خالداً إلى الشام قذفت المشرق لعمر بن الخطّاب، فكنت بسطت يدَيَّ يميني وشمالي في سبيل اللّه».

هذا ولم تُذكر ولا فقرة واحدة من هذا القسم من الخبر في السند التاسع ولا الحادي عشر.

القسم الثالث: ما تمنّى السؤال عنه

ذُكر في هذا الخبر أنّ أبا بكر تمنّى أن يسأل رسول اللّه عن ثلاث مسائل، وها هي هذه المسائل الثلاث على ما نُقل في الأسانيد المختلفة:

متن السند الأوّل:

1 _ «وددت أنّي سألت رسول اللّه: لمن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أحد».

2 _ «وددت أنّي كنت سألته: هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟».

3 _ «وددت لو أنّي سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمّة؛ فإنّ في نفسي منها شيئا».

متن السند الثاني والثالث والعاشر:

1 _ «ووددت أنّي كنت سألت رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لمن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أحد».

2 _ «ووددت أنّي كنت سألته: هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟».

3 _ «ووددت أنّي كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمّة؛ فإنّ في نفسي منهما شيئاً».

متن السند الرابع:

1 _ «فوددت أنّي كنت سألته: فيمن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أهله».

2 _ «ووددت أنّي كنت سألته: هل للأنصار في هذا الأمر سبب؟».

3 _ «ووددت أنّي سألته عن العمّة وبنت

الأخ؛ فإنّ في نفسي منهما حاجة».

متن السند الخامس والسادس:

1 _ «...».

2 _ «فوددت أنّي كنت سألته: هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟».

3 _ «وددت أنّي كنت سألته عن ميراث العمّة وبنت الأخ؛ فإنّ في نفسي منها حاجة».

متن السند السابع:

1 _ «ووددت أنّي سألت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم): لمن هذا الأمر بعده؟ فلا ينازعه أحد».

2 _ «ووددت أنّي سألت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم): هل للأنصار فيه شيء؟».

3 _ «ووددت أنّي سألت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) عن ميراث بنت الأخ والعمّة؛ فإنّ في نفسي منها شيئا».

متن السند الثامن:

1 _ «فإنّي وددتُ أنّي سألته: لمن هذا الأمر من بعده؟ فلا يُنازعه أحد».

2 _ «وأنّي سألته: هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ فلا يُظلَموا نصيبَهم منه».

3 _ «ووددتُ أنّي سألته عن بنت الأخ والعمّة؛ فإنّ في نفسي منهما شيئاً».

متن السند التاسع:

1 _ «...».

2 _ «...».

3 _ «وددت أنّي سألت النبيّ صلى الله عليه و آله عن ميراث العمّة والخالة؛ فإنّ في نفسي منها حاجة».

متن السند الثاني عشر والثالث عشر:

1 _ «فوددت أنّي سألته: فيمن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أهلَه».

2 _ «ووددت أنّي كنت سألته: هل للأنصار من هذا الأمر من نصيب؟».

3 _ «ووددت أنّي كنت سألته عن ميراث العمّة وابنة الأخ؛ فإنّ في نفسي منها حاجة».

متن السند الرابع عشر:

1 _ «فوددت أنّي سألت رسول اللّه: لمن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أحد».

2 _ «ووددت أنّي كنت سألته: هل للأنصار في هذا الأمر شيء؟».

3 _ «ووددت أنّي كنت سألته عن ميراث ابنه الأخ والعمّة؛ فإنّ في نفسي منها شيئاً»351.

متن السند الخامس عشر:

1 _ «فوددت أنّي كنت سألته: فيمن هذا الأمر؟ فلم نُنازعه أهلَه».

2 _ «ووددت أنّي كنت

سألته: هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟».

3 _ «ووددت أنّي كنت سألته عن ميراث الأخ والعمّ؛ فإنّ في نفسي منها حاجة».

أقول: لم يُذكر في هذا السند «ميراث العمّة وبنت الأخ».

هذا ولم تُذكر ولا فقرة واحدة من هذا القسم من الخبر في السند الحادي عشر.

وكيف كان، فقد ذُكر في بعض الأسانيد أمر الإقامة بذي القَصّة بدل إحراق الفُجاءة السّلَمي، ولكنّ هذا التقديم و التأخير لا يضرّ بالمعنى.

نعم، ذُكر في السند الثامن السؤال عن ميراث العمّة والخالة، كما أنّه ذُكر في السند الخامس عشر السؤال عن ميراث الأخ والعمّ.

بقي شيء: ذكر الفضل بن شاذان النَّيسابوري352 في كتابه الإيضاح هذا الخبر بمتنٍ آخر، فإنّه روى مرسلاً عن صالح بن كيسان، عن أياس بن قبيصة الأسدي أنّه سمع أبا بكر يقول:

نَدِمتُ على أن لا أكون سألت رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن ثلاث كنتُ أغفلتهنّ، ووددتُ أنّي كنت فعلت ثلاثاً لم أفعلهنّ، ووددت أنّي لم أكن فعلت ثلاثاً قد كنت فعلتهنّ.

فقيل له: وما هنّ؟

فقال: ندمت أن لا أكون سألت رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن هذا الأمر، لِمَن هو من بعده؟ وأن لا أكون سألته عن الحدّ، وأن لا أكون سألته عن ذبائح أهل الكتاب.

وأمّا الثلاث اللاّتي فعلتُهنّ وليتني لم أفعلهنّ: فكشفي بيتَ فاطمة، وتخلّفي عن بعث أُسامة، وتركيَ الأشعثَ بن قيس ألاّ أكون قتلتُه، فإنّي لا أزال أراه يبغي للإسلام عِوَجاً!

وأمّا الثلاث اللاّتي لم أفعلهنّ وليتني كنت فعلتهنّ: فوددت أنّي كنت أفدت من خالد بن الوليد بمالك بن نُوَيرة، وددت أنّي لم أتخلّف عن بعث أُسامة، ووددت أنّي كنت قتلت عُيينة بن حصين وطلحة بن خويلد353.

وأمّا أياس بن قبيصة الأسدي فمجهول لم يُذكر في كتب الرجال، نعم تعرّض لأبيه ابن حجر قائلاً:

«قبيصة بن جابر بن وهب الأسدي، أبو العلاء الكوفي، ثقة من الثانية، مات سنة تسع وستّين»354.

على كلّ حال، فإنّ هذا الخبر فيه اختلاف كثير مع خبر عبد الرحمن بن عوف، ولكنّه يتطابق معه في مسألة كشف بيت فاطمة عليهاالسلام، الذي هو موضوع بحثنا.

المرحلة الثانية: الشواهد التاريخية

اشارة

قد عرفت في هذا الخبر أنّ أبا بكرٍ ودّ تسعة أُمور:

الأوّل: عدم كشف بيت فاطمة.

الثاني: عدم إحراق الفُجاءة السّلَمي.

الثالث: عدم قبول الخلافة.

الرابع: قتل الأشعث بن قيس.

الخامس: الإقامة بذي القَصّة.

السادس: إرسال عمر بن الخطّاب إلى العراق.

السابع: السؤال عن الخلافة لمن تكون بعد النبي صلى الله عليه و آله.

الثامن: السؤال عن نصيب الأنصار في الخلافة.

التاسع: السؤال عن مسألة فقهية في الميراث.

بعد وضوح هذه الأُمور التسعة، حان الآن الوقت المناسب للتحقيق في كلّ واحدةٍ منها، مع ذكر الشواهد التاريخية لها.

الأمر الأوّل: كشف بيت فاطمة عليهاالسلام

وجَدَتْ فاطمة الزهراء عليهاالسلام على من كشف بيتها وجداً كبيراً، ولشدّ ما آلمها هذا الكشف، فإنّها كانت تدعو عليه دُبرَ كلّ صلاة صلّتها، وحقّها أن تفعل وهي ترى أنّ من فعل هذا الفعل ليس من البوادي أو القِفار بحيث فاته أن يسمع ما كرّره النبيّ صلى الله عليه و آلهفي المحافل من قوله: «مَن عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بَضعة منّي، هي قلبي وروحيَ التي بين جنبَيّ، فمن آذاها فقد آذاني»355، وقوله صلى الله عليه و آله: «فاطمة بضعة منّي، يريبني ما رابها، ويؤيني ما آذاها»356، وقوله صلى الله عليه و آله: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني»357، وقوله صلى الله عليه و آله: «فاطمة بضعة منّي، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها»358، وقوله صلى الله عليه و آله: «فاطمة بضعة منّي، يسرّني ما يسرّها»359، وقوله صلى الله عليه و آله: «يا فاطمة، إنّ اللّه يغضب لغضبكِ، ويرضى لرضاكِ»360!!

نعم، سمع أبوبكرٍ كلّ هذا وأكثر، ولهذا لا عجب أنّه نَدِم على فعله كما هو مصرّح في هذا الخبر، ولكن بعدما وقع ما وقع ولان حينَ مَناص!

قال ابن عبد ربّه القرطبي361 في العقد الفريد:

«الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: عليّ والعبّاس والزبير وسعد بن عُبادة. فأمّا عليّ والعبّاس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتّى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطّاب ليخرجهم من بيت

فاطمة، وقال له: إِن أبَوا فقاتلْهم.

فأقبل بقَبسٍ من نار على أن يُضرم عليهم الدار، فَلِقيتْه فاطمة فقالت: يا بن الخطّاب! أجئتَ لتُحرق دارنا؟!

قال: نعم! أو تدخلوا فيما دخلَتْ فيه الأُمّة.

فخرج عليّ حتّى دخل على أبي بكر فبايعه، فقال له أبو بكر: أكرهتَ إمارتي؟

فقال: لا، ولكنّي آليت أن لا أرتدي بعد موت رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى أحفظ القرآن، فعليه حَبستُ نفسي»362.

وقال النويري في نهاية الإرب:

«إنّ عليّاً والزبير كانا حين بُويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها في أمرهم، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها فقال: يا بنت رسول اللّه، ما كان من الخَلق أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما أحد أحبّ إلينا بعده منك، وقد بلغني أنّ هؤاء النفر يدخلون عليكِ، ولئن بلغني لأفعلنّ ولأفعلنّ!

ثمّ خرج وجاؤوها، فقالت لهم: إنّ عمر قد جاءني وحلف إن عدتم ليفعلنّ، وأيم اللّه ليفينّ بها، فانظروا في أمركم، ولا تنظروا إليّ.

فانصرفوا ولم يرجعوا حتّى بايعوا لأبي بكر، رضي اللّه عنهم أجمعين»363.

وقال ابن قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة:

«وإنّ أبا بكر رضي اللّه عنه تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم اللّه وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده، لتخرجُنّ أو لأحرقنّها على مَن فيها.

فقيل له: يا أبا حفص! إنّ فيها فاطمة.

فقال: وإن!

فخرجوا فبايعوا، إلاّ عليّاً فإنّه زعم أنّه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتّى أجمع القرآن.

فوقفت فاطمة رضي اللّه عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقومٍ حضروا أسوأَ محضر منكم، تركتم رسول اللّه صلى الله عليه و آلهجنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّاً.

فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ

هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟

فقال أبو بكر لقنفذ _ وهو مولىً له _ : اذهب فادْعُ لي عليّاً.

فذهب إلى عليّ، فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول اللّه.

فقال عليّ: لَسريع ما كذبتم على رسول اللّه.

فرجع فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلاً، فقال عمر الثانية: لا تُمهلْ هذا المتخلّف عنك بالبيعة.

فقال أبو بكر رضي اللّه عنه لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول اللّه يدعوك لتبايع.

فجاءه قنفذ فأدّى ما أُمر به، فرفع عليّ صوته فقال: سبحان اللّه! لقد ادّعى ما ليس له!!

فرجع قنفذ، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلاً. ثمّ قام عمر، فمشى معه جماعة حتّى أتوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبتِ يا رسولَ اللّه، ماذا لَقِينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قَحافة!

فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر.

وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليّاً، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فَمَه؟ قالوا: إذاً واللّه الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك! فقال: إذاً تقتلون عبدَ اللّه وأخا رسوله، قال عمر: أمّا عبدُ اللّه فنعم، وأمّا أخو رسوله فلا.

وأبو بكر ساكت لا يتكلّم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أُكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه.

فلحق عليّ بقبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله يصيح ويبكي وينادي: يا بن أُمِّ، إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني»364.

ويحقّ لنا هنا أن نتساءل: ماذا دهى هذه الأُمّة فنَسِيَت كلّ وصايا نبيّها قبل وفاته بعترته وأهل بيته، وعلى رأسهم عليّ وفاطمة عليهماالسلام، ففعلوا ما فعلوا، وتجرّؤوا على وصيّه يُهدّدونه بالقتل كأسيرٍ لا حول له ولا قوّة، مستنكرين عليه إخوّته للنبيّ صلى الله عليه و آلهالذي

قال فيه في صريح العبارة: «معاشرَ الناس، عليّ أخي في الدنيا والآخرة، ووصيّي وأميني على سرّي وسرّ ربّ العالمين، ووزيري وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي، لا يتقدّمه أحد غيري، وخير ما أُخلف بعدي»365.

أو يتجرّؤون على بضعته الزهراء التي طالما كرّر على مسامعهم قوله فيها: «إنّ فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها»366، وقوله: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني»367.

وإلاّ فما هذه الصيحة المدويّة التي انطلقت في سماء المدينة غاضبة من صدر فاطمة منادية: «يا أبتاه!» وليس هناك من يغيث أو ينصر؟!

الأمر الثاني: إحراق الفُجاءة السّلَمي

جاء في حوادث التاريخ أنّ شخصاً باسم الفُجاءة السّلَمي دخل على أبي بكر طالباً منه أن يعينه على مقاتلة المرتدّين، ولكنّه قام بعد ذلك بالإغارة على المسلمين وترويعهم، ولمّا أسره أبو بكر حرقه بالنار.

قال الطبري في تاريخه:

«قدم على أبي بكر رجل من بني سليم يقال له الفُجاءة، وهو أياس بن عبد اللّه بن عبد ياليل ابن عميرة بن خفاف، فقال لأبي بكر: إنّي مسلم، وقد أردت جهاد من ارتدّ من الكفّار، فاحملني وأعنّي.

فحمله أبو بكر على ظهرٍ وأعطاه سلاحاً، فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتدّ، يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم، ومعه رجل من بني الشريد يقال له نَجبة بن أبي الميثاء.

فلمّا بلغ أبا بكر خبرُه، كتب إلى طَريفة بن حاجز: إنّ عدوّ اللّه الفُجاءة أتاني يزعم أنّه مسلم ويسألني أن أقوّيه على من ارتدّ عن الإسلام، فحملتُه وسلّحته، ثمّ انتهى إليَّ من يقين الخبر أنّ عدوّ اللّه قد استعرض الناس المسلم والمرتدّ، يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم، فسِرْ إليه بمن معك من المسلمين حتّى تقتله أو تأخذه فتأتيني به.

فسار إليه طَريفة بن حاجز، فلمّا التقى الناس كانت بينهم الرميا بالنبل، فقُتل نَجبة بن

أبي الميثاء بسهمٍ رُمي به، فلمّا رأى الفُجاءة من المسلمين الجدّ، قال لطريفة: واللّه ما أنت بأولى بالأمر منّي، أنت أمير لأبي بكر وأنا أميره.

فقال له طَريفة: إن كنت صادقاً فضع السلاح وانطلق معي إلى أبي بكر.

فخرج معه، فلمّا قدما عليه، أمر أبو بكر طَريفة بن حاجز فقال: أُخرجْ به إلى هذا البقيع فحرّقه فيه بالنار.

فخرج به طَريفة إلى المصلّى، فأوقد له ناراً فقذفة فيها.

فقال خفاف بن ندبة _ وهو خفاف بن عمير _ يذكر الفُجاءة فيما صنع:

لِمَ يأخذون سلاحَه لقتالهِ/ ولَذاكُمُ عند الإله أَثامُ

لا دِينُهم دِيني ولا أنا فاتنٌ/ حتّى يسيرَ إلى الطراة368 شِمامُ»369.

وقال في موضعٍ آخر: «إنّ الفُجاءة أياس بن عبد ياليل قَدِم على أبي بكر فقال: أعنّي بسلاحٍ ومُرْني بمن شئت من أهل الردّة، فأعطاه سلاحاً وأمَرَه أمْرَه.

فخالف أمره إلى المسلمين، فخرج حتّى ينزل بالجواء370، وبعث نَجبة بن أبي الميثاء من بني الشريد، وأمره بالمسلمين، فشنّها غارةً على كلّ مسلمٍ في سليم وعامر وهوازن.

وبلغ ذلك أبا بكر، فأرسل إلى طَريفة بن حاجز يأمره أن يجمع له وأن يسير إليه، وبعث إليه عبد اللّه بن قيس الجاسي عوناً، ففعل، ثمّ نهضا إليه وطلباه، فجعل يلوذ منهما حتّى لقياه على الجواء، فاقتتلوا، فقُتل نَجبة وهرب الفُجاءة، فلحقه طَريفة فأسره، ثمّ بعث به إلى371، فقدم به على أبي بكر فأمر فأوقد له ناراً في مصلّى المدينة على حطبٍ كثير، ثمّ رُمي به فيها مقموطاً»372.

وقال ابن الأثير:

«قصّة الفُجاءة: واسمه! ياس بن عبد اللّه بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف من بني سليم: قاله ابن إسحاق، وقد كان الصدّيق حرق الفُجاءة بالبقيع في المدينة، وكان سببه أنّه قدم عليه فزعم أنّه أسلم، وسأل منه أن يجهّز

معه جيشاً يقاتل به أهل الردّة، فجهّز معه جيشاً.

فلمّا سار جعل لا يمرّ بمسلمٍ ولا مرتدّ إلاّ قتله وأخذ ماله، فلمّا سمع الصدّيق بعث وراءه جيشاً فردّه، فلمّا أمكنه بعث به إلى البقيع، فجُمعت يداه إلى قفاه وأُلقي في النار، فحرقه وهو مقموط»373.

ولا ندري من أين استنبط أبو بكر حُكم حرق الفجاءة وإن كان الفجاءة مفسداً في الأرض؟ فإنّ كلّ مسلم يعلم أنّ حكم المفسد في الأرض هو كما جاء في قوله تعالى:«إِنَّمَا جَزَ ؤُاْ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَ_فٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الْأَرْضِ ذَ لِكَ لَهُمْ خِزْىٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْأَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».374

هذا ناهيك عن وجود روايات عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله تَنهى عن الإحراق، منها ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «لا يُعذِّب بالنار إلاّ ربُّ النار»375، وما رواه البخاري في صحيحه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «إنّ النار لا يُعذِّب بها إلاّ اللّه»376، وما رواه البيهقي في سننه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «لا يُعذِّب بالنار إلاّ ربُّها»377، وما رواه ابن ماجة في سننه والنسائي في سننه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «مَن بدّل دينه فاقتلوه»378، وما رواه السجستانيعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «لا يحلّ دم أمرئٍ مسلمٍ يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه، إلاّ بإحدى ثلاث: زنىً بعد إحصان فإنّه يُرجَم، ورجل يخرج محارباً للّه ورسوله فإنّه يُقتل أو يُصلب أو يُنفى من الأرض، أو يَقتل نفساً فيُقتل بها»379.

ومن العجب أنّ القاضي الإيجي380 دافع عن فعل أبي بكر هذا الذي ندم عليه أبو بكرٍ نفسُه!، حيث قال: «إنّ أبا بكر مجتهد، إذ ما

من مسألة في الغالب إلاّ وله فيها قول مشهور عند أهل العلم، وإحراق الفُجاءة لاجتهاده وعدم قبول توبته؛ لأنّه زنديق، ولا يُقبل توبة الزنديق في الأصحّ»381.

وتوجيه فعل أبي بكر بهذه الصورة لن يحلّ المشكلة؛ لأنّ اجتهاده هذا كان في مقابل النصّ، فلا يكون له عذر موجّه عند اللّه مع وجود النصّ الصريح في حرمة التحريق بالنار، فهذا التوجيه هو قدح بحقّ أبي بكر وحكمه، وكان أَولى بالقاضي وأمثاله الإعراض عن هكذا تبريرات مُغالِطة!

الأمر الثالث: ترك قبول الخلافة

إنّ أبا بكر تمنّى قذف أمر الخلافة إلى عنق أحد الرجلين: عمر بن الخطّاب أو أبي عبيدة، إذ كان لهما شأن كبير يوم السقيفة، حيث يذكر المؤرّخون أنّه لمّا تناهى إلى مسامع عمر وأبي بكر وأبي عبيدة اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، أسرعوا نحوها، وأوّل من تكلّم أبو بكر، ولمّا وصل الدور إلى عمر بن الخطّاب اقترح انتخاب أبي بكر للخلافة، ومن ثمّ أحكموا البيعة لأبي بكر بعد كلام وشجار لسنا بصدد ذكره.

قال الطبري في تاريخه:

«فبدأ أبو بكر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: إنّ اللّه بعث محمّداً رسولاً إلى خلقه وشهيداً على أُمّته؛ ليعبدوا اللّه ويوحّدوه، وهم يعبدون من دونه آلهةً شتّى، فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم، فخصّ اللّه المهاجرين الأوّلين من قومه بتصديقه والإيمان به والمواساة له والصبر معه، على شدّة أذى قومهم لهم وتكذيبهم إيّاهم، فهم أوّل من عَبدَ اللّه في الأرض وآمن باللّه وبالرسول، وهم أولياؤه وعشيرته، وأحقّ الناس بهذا الأمر من بعده، ولا ينازعهم ذلك إلاّ ظالم.

وأنتم _ يا معشرَ الأنصار _ مَن لا يُنكَر فضلهم في الدين ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام، رضيكم اللّه أنصاراً لدينه ورسوله، وجعل إليكم هجرته، وفيكم جلّة أزواجه

وأصحابه، فليس بعد المهاجرين الأوّلين عندنا بمنزلتكم، فنحن الأُمراء وأنتم الوزراء، لا تفتاتون382 بمشورة، ولا نقضي دونكم الأُمور.

فقام الحبّاب بن المنذر فقال: يا معشر الأنصار، إملكوا عليكم أمركم، فإنّ الناس في فيئكم وفي ظلّكم، ولن يجترئ مجترى ءٌ على خلافكم، ولن يصدر الناس إلاّ عن رأيكم.

فقال عمر: هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن، واللّه لا ترضى العرب أن يؤّروكم ونبيّها من غيركم.

فقام الحبّاب بن المنذر فقال: يا معشر الأنصار، إملكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر، فإن أبَوا عليكم ما سألتموه فاجلوهم عن هذه البلاد.

فقال عمر: إذاً يقتلك اللّه!

قال: بل إيّاك يقتل!

فقال أبو عبيدة: يا معشر الأنصار، إنّكم أوّل من نصر وآزر، فلا تكونوا أوّل من بدّل وغيّر.

فقام بشير بن سعد فقال: يا معشر الأنصار، إنّا واللّه لئن كنّا أولى فضيلةٍ في جهاد المشركين وسابقةٍ في هذا الدين، ما أردنا به إلاّ رضى ربّنا وطاعة نبيّنا والكدح لأنفسنا، فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضاً، فإنّ اللّه وليّ المنّة علينا بذلك، إلاّ أنّ محمّداً صلى الله عليه و آله من قريش، وقومه أحقُّ به وأولى.

فقال أبو بكر: هذا عمر وهذا أبو عبيدة، فأيّهما شئتم فبايعوا.

فقالا: لا واللّه لا نتولّى هذا الأمر عليك، فإنّك أفضل المهاجرين، وثاني اثنين إذ هما في الغار، وخليفة رسول اللّه على الصلاة، والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن ذا ينبغي له أن يتقدّمك أو يتولّى هذا الأمر عليك؟! ابسطْ يدك نبايعْك»383.

وهنا حريٌّ بنا أن نقول: إنّ تمنّي أبي بكر قذف هذا الأمر في عنق أحد الرجلين إنّما كان بعد أن انكشف له أنّه إنّما تقمّص أمراً ليس له، لا شرعاً ولا قانوناً، وهذا الأمر

لم يكن خافياً عن عمر أيضاً، وهذا ما اعترف به وكشفه بقوله: «كانت بيعة أبي بكر فلتة كفلتة الجاهلية، وقى اللّه ُ شرَّها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه!».

نعم، وكانا يعرفان أنّه لا ينبغي لنبيٍّ أن يرحل دون وصيٍّ يُوصي إليه، كيف وهو صلى الله عليه و آلهالمصرّح: «ما حقّ أمرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يوصي فيه يبيت ليلتين، إلاّ ووصيّته مكتوبة عنده»384.

وهل يُعقَل أنّ عمر لم يسمع هذا الحديث وسمعه ابنه عبد اللّه القائل: «ما مرّت علَيَّ ليلة. منذ سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقال ذلك، إلاّ وعندي وصيّتي»385.

وقد ورد في رأي عائشة وعبد اللّه بن عمر ومعاوية وحديث الناس، بأنّ راعي إبلٍ أو غنمٍ أو قيّم أرضٍ لأيّ أحدٍ، لا يسعهم ترك رعيّتهم هملاً، ورعيّة الناس أشدّ من رعيّة الإبل والغنم386.

فلماذا صفحت الأمّة يوم السقيفة عن هذا الحكم المتسالَم عليه بينها؟! ولماذا صُمّت عنه الأسماع وخرست الألسن، وذُهلت الأحلام عنه يوم ذاك، ثمّ حدّث به الناس ونبأته الأُمّة؟

حاشا النبيّ الأعظم أن يترك أُمّته دون وصيّ، فإنّه صلى الله عليه و آله وصّى واستخلف ونصّ على خليفته وبلّغ أُمّته في مناسباتٍ عديدةٍ أشهرها واقعة الغدير الكبرى، غير أنّه أخبر وصيّه من بعده: «إنّ الأُمّة ستغدر بك بعدي»387، وقال له أيضاً: «أما أنّك ستلقى بعدي جهداً، قال عليّ: في سلامةٍ من ديني؟ قال: في سلامةٍ من دينك»388، وقال لعليّ عليه السلام: «ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها إلاّ من بعدي»389، وقال له: «يا عليّ، إنّك ستُبتلى بعدي فلا تُقاتِلنّ»390.

وحريّ بنا أن نتساءل أيضاً: لماذا تمنّى أبو بكر قذف الأمر في عنق الرجلين: عمر بن الخطّاب وأبي عبيدة؟ فإن كان ما تقمّصه حقَّه فالحقّ لا يُندم عليه ولا يحقّ له أن يَهبَه لأحد أو يتمنّاه لأحد، وإن كان باطلاً فكلامه

ذاك يبطل ادّعاءَه الخلافة من أساسها، فلا تصلح لمن بعده سوى للإمام عليّ عليه السلام المنصوص عليه.

ويا ترى لماذا خصّصهما من جميع الصحابة وفيهم ذوو فضائل لا يبلغ الرجلان مراتبها، وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام المُعترَف بعلمه وسابقته وتقواه وجهاده وطاعته لنبيّه، وجميع المواقف المشهورة، ناهيك عن كونه نفسَ النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله بنصّ القرآن الكريم، والمطهَّرَ من كلّ رجسٍ بنصّ آية التطهير؟!

فلِمَ لم يودّ أبو بكر قذف الأمر إليه إن كان صادقاً في ودّه؟

كلّ هذه الأسئلة وأسئلةٌ وأُخرى غيرها نتركها للقارئ العزيز لكي يبحث عن الإجابة عنها بتفكّرٍ وتحقيقٍ وتمحيص؛ حتّى يكتشف عمق المأساة التي صحا لها ضمير أبي بكر، ولكن لاتَ حينَ مندم.

الأمر الرابع: قتل الأشعث بن قيس

الأشعث بن قيس الذي تمنّى أبو بكر قتله، هو الأشعث بن قيس الكِنْدي، وكان اسمه مَعْدي كَرْب، وكان أبداً أشعث الرأس، فغلب عليه وصفه بذلك، وكان له صحبة مع رسول اللّه ورواية391.

ذكره الذهبي فقال:

«ارتدّ الأشعث في ناسٍ من كِندة، فحُوصر وأُخذ بالأمان، فأخذ الأمان لسبعين ولم يأخذ لنفسه، فأُتي به الصدّيق، فقال: إنّا قاتلوك، لا أمان لك، فقال: تَمُنُّ علَيَّ وأُسلم؟ ففعل وزوّجه أُخته»392.

وقال الطبري في تاريخه:

«قال أبو بكر: ماذا تراني أصنع بك؟ فإنّك قد فعلتَ ما علمت.

قال: تَمُنّ علَيَّ فتفكّني من الحديد وتزوّجني أُختك، فإنّي قد راجعت وأسلمت.

فقال أبو بكر: قد فعلت. فزوّجه أُمّ فروة ابنة أبي قُحافة»393.

وقال ابن عساكر:

«فاخترط سيفه ودخل سوق الإبل، فجعل لا يرى جملاً ولا ناقةً إلاّ عرقبه394، فصاح الناس: كفر الأشعث!

فلمّا فرغ طرح سيفه وقال: وإنّي واللّه ما كفرت، ولكن زوَّجَني هذا الرجل أُخته، ولو كنّا في بلادنا كانت وليمة غير هذه، يا أهل المدينة كلوا، ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا

شرواها.

فكان ذلك اليوم قد شُبِّه بيوم الأضحى!»395.

وفي ذلك يقول وبرة بن قيس الخزرجي:

لَقَد أولَمَ الكِنديُّ يومَ ملاكِهِ/ وليمةَ حمّالٍ لِثُقلِ الجرائمِ

لقد سَلّ سيفا كان مذْ كان مُغْمَدا/ لدى الحرب منها في الطلا والجماجِم

فأغمَدَه في كلِّ بِكرٍ وسابحٍ/ وعِيرٍ وبغلٍ في الحشا والقوائمِ

فقلْ للفتى الكنديّ يومَ لقائِهِ/ ذهبتَ بأسنى مجدِ أولادِ آدمِ396

وذكر الذهبي: «كان على ميمنة عليّ يوم صفّين الأشعث»397.

وقال ابن عساكر في نقل حوادث صفّين:

«فصل معاويةَ في تسعين ألفاً، ثمّ سبق معاوية فنزل الفرات، وجاء عليّ وأصحابه، فمنعهم معاوية، فبعث عليّ الأشعثَ بن قيس في ألفين وعلى الماء لمعاوية أبو الأعور السُّلَمي في خمسة آلاف، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وغلب الأشعث على الماء»398.

ونقل الذهبي في ترجمة الأشعث بن قيس أنّه قيل له: «خرجتَ مع عليّ؟ فقال: ومَن لك إمامٌ مثل علىّ؟!».

ثمّ قال: «لمّا تُوفّي الأشعث بن قيس أتاهم الحسن بن عليّ فأمرهم أن يوضّؤه بالكافور وضوءاً، وكانت بنته تحت الحسن»399.

وذكر ابن سعد: «مات بالكوفة والحسن بن عليّ يومئذٍ بالكوفة حين صالح معاوية، وهو صلّى عليه»400.

وذكر ابن حجر: «أنّه مات بالكوفة سنة أربعين أو إحدى وأربعين، وهو ابن ثلاثٍ وستّين»401.

وكيف كان، فإنّ أبا بكر تمنّى في نزعه الأخير أنّه قتل الأشعث بن قيس؛ لأنّه خُيِّل إليه أنّه لا يرى الأشعث شرّاً إلاّ أعان عليه، أو طار إليه!

وقد ذكر التاريخ أنّ الأشعث كان في زمن الإمام عليّ عليه السلام من المدافعين عنه، وقد أبدى شجاعةً وإيثاراً للنفس في حرب صفّين في صفوف الإمام عليه السلام، ولمّا مات صلّى عليه الإمام الحسن عليه السلام.

وبالنظر إلى كلّ ذلك ألا يمكن أن نحتمل أنّ الأشعث مع كونه زوج أُخت أبي بكر، ولكنّه في الواقع من مخالفي منهج أبي بكر، وكان يميل إلى علي

بن أبي طالب عليه السلام أكثر؟

ولو صحّ هذا الاحتمال، فإنّ كلام أبي بكر في تمنّيه قتل الأشعث يعود في الواقع إلى أسباب سياسيّة وشخصيّة أكثر منها دينية!

الأمر الخامس: الإقامة بذي القَصّة

بعد رحلة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله عن هذه الدنيا، أصاب الكثيرَ من الأعراب الشكُّ والتردّد في الاعتقاد بالدين الإسلامي، ومن جانب آخر فإنّ عدّة من المسلمين كانوا قلقين بشأن الخلافة بعد النبيّ، فلم يمض على النبيّ وقتٌ طويل من رحيله _ بل وقُبَيلَ دفنه _ حتّى أظهرت قريش نواياها في السيطرة على الخلافة وعلى زعامة العالم العربي من جديد، وهذا الانشغال بأمر الخلافة وشيوع حالة الشكّ في الإسلام، سبّب في ارتداد عدد لا يستهان به من المسلمين عن السلطة الجديدة، ممّا دفع أبا بكر للتفكير جدّياً في مواجهة هذه الظاهرة.

قال خليفة بن خياط في تاريخه:

«وارتدّت العرب ومنعوا الزكاة، فقال أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي بكر: إقبلْ منهم، فقال: لو منعوني عقالاً ممّا أعطوا رسول اللّه لَقاتلتُهم.

فخرج أبو بكر إلى ذي القَصّة لعشر خلون من جمادى الأُولى بعد قدوم أُسامة بن زيد، فنزلها وهو على بريدين وأميال من المدينة من ناحية طريق العراق، واستخلف على المدينة سنان الضَّمري، وعلى حرس أنقاب المدينة عبد اللّه بن مسعود.

وأمّر أبو بكر خالد بن الوليد على الجيش، وثابت بن قيس بن شمّاس على الأنصار، وجماع أمر الناس إلى خالد، فسار وسار أبو بكر معه حتّى نزل بذي القَصّة من المدينة على بريدين، فضرب هناك عسكره، وعبّأ جيوشه، وعهد إلى خالد وأمره أن يصمد لطليحة وهو على ماءٍ يقال له قطن، وماء آخر يقال له غمر مرزوق، ثمّ رجع إلى المدينة»402.

قال البيهقي في سننه في باب قتال أهل الردّة وما أُصيب في أيديهم من متاع

المسلمين:

«لمّا وجه أبو بكر خالد بن الوليد إلى أهل الردّة، أوعب403 معه بالناس، وخرج معه أبو بكر رضي اللّه عنه حتّى نزل بذي القَصّة من المدينة على بريدين.

فعبّأ هنالك جيوشه، وعهد إليه عهده، وأمّر على الأنصار ثابت بن قيس بن الشمّاس، وأمرُه إلى خالد، وأمّر خالداً على جماعةٍ الناس من المهاجرين وقبائل العرب.

ثمّ أمَرَه أن يصمد لطليحة بن خويلد الأسدي، فإذا فرغ منه صمد إلى أرض بني تميم، حتّى يفرغ ممّا بها، وأسرّ ذلك إليه، وأظهر أنّه سيلقى خالداً بمن بقي معه من الناس في ناحية خيبر، وما يريد ذلك، إنّما أظهره مكيدةً، قد كان أوعب مع خالد بالناس.

فمضى خالد حتّى التقى هو وطليحة في يوم بزاخة404 على ماءٍ من مياه بني أسد يقال له قطن، وقد كان معه عُيينة بن بدر في سبعمئة من فَزارة.

فكان حين هزّته الحرب يأتي طليحة فيقول: لا أبا لك! هل جاءك جبرئيل بعد؟ فيقول: لا واللّه، فيقول له: ما ينظره؟ فقد واللّه ِ جَهِدْنا حتّى جاءه مرّة، فسأله فقال: نعم قد جاءني، فقال: إنّ لك رحىً كرحاه، وحدثاً لا تنساه، فقال: أظنّ قد علم اللّه أنّه سيكون لك حديث لا تنساه، هذا واللّه يا بني فزارة كذّاب، فانطلِقُوا لشأنكم»405.

الأمر السادس: إرسال عمر بن الخطّاب إلى العراق

بعد أن تمكّن أبو بكر من القضاء على مشكلة المرتدّين من الأعراب، وكذا القضاء على فتنة المتنبّئين أمثال مسيلمة الكذّاب والأسود العنسي وطليحة بن خويلد406 ولم يعد شيء يشغل باله في الداخل، صمّم على فتح بلدان أُخرى مثل العراق والشام.

ولا بأس هنا بالإشارة إلى تفصيل الدينوري في الأخبار الطوال، حيث يقول:

«كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وقد كان فرغ من أهل الردّة، أن يسير إلى الحيرة فيحارب فارس ويضمّ إليه

المثنّى ومن معه.

فسار خالد والمثنّى بأصحابهما، حتّى أناخا على الحيرة، وتحصّن أهلها في القصور الثلاثة، ثمّ صالحوه من القصور الثلاثة على مئة ألف درهم يؤّونها في كلّ عام إلى المسلمين. ثمّ ورد كتاب أبي بكر على خالد مع عبد الرحمن بن جميل الجمحي، يأمره بالشخوص إلى الشام ليمدّ أبا عبيدة بن الجرّاح بمن معه من المسلمين. فمضى وخلّف بالحيرة عمرو بن حزم الأنصاري مع المثنّى.

وحاصر خالد أهل عين التمر حتّى استنزلهم بغير أمان، فضرب أعناقهم، وسبى ذراريهم، ومن ذلك السبي أبو محمّد بن سيرين وحُمران بن أبان مولى عثمان بن عفّان، وقتل فيها خالدٌ خفيراً كان بها من العرب يُسمّى هلال بن عقبة، وصلبه، وكان من النمر بن قاسط. ومرّ بحيٍّ من بني تغلب والنمر، فأغار عليهم، فقتل وغنم حتّى انتهى إلى الشام»407.

والحاصل، أنّ العراق والشام فُتحا بيد خالد بن الوليد، فأبو بكر تمنّى عند موته أنّه أرسل عمر بن الخطّاب إلى العراق وخالد بن الوليد إلى الشام.

انظر كيف يصف أبو بكر عمر بن الخطّاب وخالد بن الوليد أنّهما يداه اليمين والشمال!

وحقّاً لنا أن نتساءل: هل يستحقّ خالد بن الوليد أن يكون يد خليفة النبيّ؟!408

الأمر السابع: السؤال عن الخلافة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله

إنّ أبا بكر تمنّى أنّه سأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله: لِمَن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أحد.

ومن هذا الكلام يظهر شكّ أبي بكر في أصل الخلافة كونها بالنصّ أو الانتخاب!

هذا من جانب ، ومن جانبٍ آخر ما فائدة سؤاله للنبيّ صلى الله عليه و آله وهو يعلم أنّه لن يعيد عليه أكثر ممّا أعاده مرّات عديدة في حياته من قوله : «مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه»409، أو قوله صلى الله عليه و آله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي»410 ، أو قوله صلى الله عليه و آله : «عليٌّ

منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»411 ، أو قوله لعليّ عليه السلام : «لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي»412 ، أو قوله صلى الله عليه و آله : «عليّ سيّد المسلمين وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين»413 ، أو قوله صلى الله عليه و آله : «عليّ الصدّيق الأكبر وفاروق هذه الأُمّة ، يفرّق بين الحقّ والباطل ، ويعسوب المؤمنين، وهو بابيَ الذي أُوتى منه، وهو خليفتي من بعدي»414، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور مَن أطاعني، والكلمة التي ألزمتها المتّقين، مَن أحبّه أحبّني، ومن أبغضه أبغضني»415، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ أخي، ووصيّي ووارثي وخليفتي من بعدي»416، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ أمير المؤمنين، وموضع سرّي وعلمي، وبابيَ الذي يُؤى إليه، وهو الوصيّ على أهل بيتي، وعلى الأخيار من أُمّتي، وهو أخي في الدنيا والآخرة»417، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ أخي ووزيري، وخير من أترك بعدي»418، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ، لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض»419، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتّى يردا عليَّ الحوض»420، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤنٍ بعدي»421، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ مولى كلّ مؤنٍ بعدي ومؤنة»422، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ أنزله اللّه منّي بمنزلتي منه»423، أو قوله صلى الله عليه و آله: «عليّ منّي بمنزلتي من ربّي»424، أو قوله صلى الله عليه و آله: «من كان اللّه ُ ورسوله وليّه، فعليّ وليُّه»425، أو قوله صلى الله عليه و آله: «من أطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني»426.

وعشرات أُخرى غيرها كرّرها النبيّ على مسامع أُمّته ومن بينهم أبو بكر نفسه ، وفي مواضعَ وفتراتٍ زمنيةٍ عديدة .

عجباً! مع كلّ هذه النقول التي وصلت إلى مسامع الأجيال ، كيف يغفل

عنها شخص يتسنّم منصباً حسّاساً وهو خلافة النبيّ، ثمّ يدّعي غفلته حتّى يودّ لو أنّه سأل النبيّ عن الأمر بعده لمن يؤول ! وعن حقيقة الخلافة الحقّة .

هذا مع أنّ الشواهد التاريخية الأُخرى لا تؤيّد دعوى جهل الخليفة بكلّ هذه الحقائق ، ولولا خوف الإطالة والخروج عن هدفنا، لقمنا بسرد تلك الشواهد وإطلاع القارئ العزيز على حقيقة عدم جهل أبي بكر بأقوال النبيّ وأحاديثه، خصوصاً ما يرتبط منها بموضوع الإمامة والخلافة من بعده .

الأمر الثامن: السؤال عن نصيب الأنصار في الخلافة

يظهر من هذا الكلام أيضاً أنّ أبا بكر كان شاكّاً في أصل الخلافة، هل تختصّ بالمهاجرين فحسب؟ أم يشاركهم فيها الأنصار؟ وعلى أيّ حال فهو في تسنّمه منصب الخلافة غير متيقّن بالرشد من أمره.

ولا بأس بالإشارة هنا إلى حوادث يوم السقيفة، وكيف أنّ الأنصار كانوا يدّعون أنّ الخلافة من حقّهم، وكيف بذلوا جهودا لنيل أمنيّتهم!

قال الطبري في تاريخه:

«إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لمّا قُبض، اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة فقالوا: نولّي هذا الأمر بعد محمّد عليه السلام سعدَ بن عُبادة، وأخرجوا سعداً إليهم وهو مريض، فلمّا اجتمعوا قال لابنه أو بعض بني عمّه: إنّي لا أقدر لشكواي أن أُسمع القومَ كلّهم كلامي، ولكن تلقَّ منّي قولي فأسمِعهموه، فكان يتكلّم ويحفظ الرجل قوله فيرفع صوته فيُسمع أصحابه.

فقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه: يا معشر الأنصار، لكم سابقة في الدين، وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلةٍ من العرب، إنّ محمّداً عليه السلام لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمان وخلع الأنداد والأوثان، فما آمن به من قومه إلاّ رجال قليل، وكان ما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول اللّه ولا أن يعرفوا دينه ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضيماً عموا به،

حتّى إذا أراد بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصّكم بالنعمة، فرزقكم اللّه الإيمان به وبرسوله، والمنع له ولأصحابه، والإعزاز له ولدينه، والجهاد لأعدائه، فكنتم أشدّ الناس على عدوّه منكم، وأثقله على عدوّه من غيركم، حتّى استقامت العرب لأمر اللّه طوعاً وكرهاً، وأعطى البعيد المَقادة صاغراً داخراً، حتّى أثخن اللّه عزّ وجلّ لرسوله بكم الأرض، ودانت بأسيافكم له العرب، وتوفّاه اللّه وهو عنكم راضٍ، وبكم قرير عينٍ، استبدّوا بهذا الأمر دون الناس!

فأجابوه بأجمعهم أن قد وُفّقت في الرأي وأصبت في القول، ولن نعدو ما رأيت، نولّيك هذا الأمر، فإنّك فينا مقنع، ولصالح المؤمنين رضيّ.

ثمّ إنّهم ترادّوا الكلام بينهم، فقالوا: فإن أبت مهاجرة قريش فقالوا: نحن المهاجرون وصحابة رسول اللّه الأوّلون ونحن عشيرته وأولياؤ، فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده؟ فقالت طائفة منهم: فإنّا نقول إذاً منّا أمير ومنكم أمير، ولن نرضى بدون هذا الأمر أبداً.

فقال سعد بن عُبَادة حين سمعها: هذا أوّل الوهن»427.

نعم، بعد أن أوصل أبو بكر وعمر نفسيهما إلى السقيفة وبذلوا جهوداً كبيرة ومارسوا سياسات الوعيد والتهديد، تغيّرت الأوضاع لغير صالح الأنصار، وأضحى الأنصار _ الذين سعوا إلى مباغتة المهاجرين _ في موقفٍ لا يُحسدون عليه، ناهيك عن تردّد أغلبهم وبيعتهم لأبي بكر! هذا بعد أن كانوا قد بايعوا يوم الغدير كلّهم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام بالولاية والإمامة، وعلى السمع والطاعة، ولكن ما أسرع ما تناسى المسلمون عهدهم الذي عاهدوه للّه ورسوله، فأخذوا يتسابقون لبيعة رجلٍ قد ندم على فعله في آخر أيّام حياته!

الأمر التاسع: السؤال عن مسألة فقهية في الميراث

ذكرنا أنّ أبا بكر تمنّى لو أنّه سأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن ميراث ابنة الأخ والعمّة، كما في أكثر الأسانيد، وذُكر في السند الثامن أنّه تمنّى السؤل عن ميراث العمّة

والخالة، كما وذكر السند الخامس عشر أنّه تمنّى السؤال عن ميراث الأخ والعمّ.

وكيف كان، فإنّ هذا الكلام يدلّ على قصور فهم أبي بكر في الدين، وأنّه كان نابياً في فقهه، لا يعرف أحكام المواريث التي طالما كثر ابتلاؤه بها فيما بعد، فكان يستعين بأمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام وغيره.

والشواهد في ذلك كثيرة، لا يسعنا ذكرها كلّها هنا، نكتفي منها بهذه:

الأوّل: «إنّ أعرابياً أتى أبا بكر فقال: قتلت صيداً وأنا مُحْرم، فما ترى علَيَّ من الجزاء؟ فقال أبو بكر لأُبي بن كعب وهو جالس عنده: ما ترى فيها؟ فقال الأعرابي: أتيتك وأنت خليفة رسول اللّه أسألك، فإذا أنت تسأل غيرك!!»428.

الثاني: «جاءت جدّة إلى أبي بكر الصدّيق تسأله ميراثها، فقال: ما لكِ في كتاب اللّه، وما علمتُ لكِ في سنّة نبيّ اللّه شيئاً! فارجعي حتّى أسألنّ الناس. فسأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة: رسول اللّه أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمّد بن مسلمة، فقال مثلما قال المغيرة، فأنفذه لها أبو بكر»429.

الثالث: «إنّ أبا بكر الصدّيق سُئل عن قوله تعالى: «وَ فَ_كِهَةً وَ أَبًّا »430، فقال: أيّ سماء تُظلّني، وأيّ أرضٍ تُقلنّي، إن أنا قلت في كتاب اللّه ما لا أعلم!»431.

هذا غيض من فيض، وهو كافٍ للتدليل على مقدار علم أبي بكر في الكتاب والسنّة وأحكام الشريعة والدين، ولكن يأتي من يتحايل على التاريخ ويغالط في الأخبار فيغالي في علم الرجل ويدّعي أنّه أعلم الخلفاء بعد النبيّ، وأنّه وعمر لم يسألا عليّاً سؤالاً قطّ، وأنّ عليّ بن أبي طالب أخذ العلم من أبي بكر، وأنّ أبا بكر هو من أكابر المجتهدين وأعلم الصحابة على الإطلاق، وأنّهم كانوا يرجعون إليه في أكثر من موضع!!432

ودعواهم في ذلك

أنّه واظب على صحبة رسول اللّه صلى الله عليه و آله من أوّل البعثة إلى الوفاة433، أليس من المغالاة ما عزوه إلى النبيّ الأقدس من قيله صلى الله عليه و آله: ما صبّ اللّه في صدري شيئاً إلاّ صبَبْتُه في صدر أبي بكر!434، وأليس من المغالاة ما نسبوه إليه صلى الله عليه و آله أنّه قال: رأيت كأنّي أُعطيت عسّاً مملوّاً لبناً، فشربت منه حتّى امتلأت، فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد واللحم، ففضلت منها فضلة فأعطيتها أبا بكر! قالوا: يا رسول اللّه، هذا علم أعطاكه اللّه، حتّى إذا امتلأتَ ففضلت فضلة فأعطيتها أبا بكر، قال صلى الله عليه و آله: قد أصبتم!!

وما جاء به ابن سعد عن ابن عمر من أنّه سُئل عمّن كان يفتي في زمن رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟ فقال: أبو بكر وعمر، ولا أعلم غيرهما435.

متناسين أقوال النبي صلى الله عليه و آله الكثيرة في إثبات علمية الإمام عليّ عليه السلام، وأنّه أعلم الأُمّة من بعده، كما كشفه في قوله لابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام: «أما ترضين أنّي زوّجتك أوّل المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً؟!»436، وقوله صلى الله عليه و آله لها: «زوّجتك خير أُمّتي، أعلمهم علماً»437، وقوله صلى الله عليه و آله: «إنّ عليّاً لأوّلُ أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً»438، وقوله صلى الله عليه و آله: «أعلم أُمّتي من بعدي عليّ»439، وقوله صلى الله عليه و آله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»440، وقوله صلى الله عليه و آله: «أقضى أُمّتي عليّ»441.

وغيرها من أقوال النبيّ صلى الله عليه و آله الكثيرة المبثوثة في كتب الفريقين، ومن أراد الاستزادة فليراجع. ناهيك عن اعتراف الصحابة والتابعين، الذين أجمعوا على أنّ أعلم المسلمين عليّ بن أبي طالب، نظراء عائشة وعمر ومعاوية وابن عبّاس وابن مسعود وعدي بن حاتم وسعيد بن المسيب وهشام بن عتبة وعطاء وعبد اللّه بن حجل و... .

وناهيك عن قوله عليه السلام بذلك بكلّ وثوق واعتزاز حينما يقول: «واللّه إنّي لأخوه ووليّه وابن عمّه ووارث علمه، فمن أحقّ به منّي؟!»442.

فكيف أثبتوا أعلميّةَ

أبي بكر على الإمام عليّ عليه السلام؟ أمن قوله في الأبّ، أم رأيه في الكلالة والجدّ والجدّتين والخلافة؟

إنّه الغلوّ لا غير، وإلاّ لو أنصفوا أنفسهم لما عَدَوا أبا بكر نفسه حينما ودّ أنّه سأل وسأل.

إلى هنا نختتم التحقيق في خبر عبد الرحمن بن عوف الصحيح، آملين من تحقيقنا في الأسانيد الخمسة عشر لهذا الخبر وكذا ما ذكرنا من الشواهد التاريخة، أن نكون قد وفّينا الموضوع حقّه.

خاتمة البحث

اشارة

بعد أن أتممنا التحقيق في أسانيد ومتون خبر عبدالرحمن بن عوف، سوف نقوم بذكر ثلاثة أحاديث صحيحة تشير إلى جوانب أُخرى من حادثة كشف بيت فاطمة عليهاالسلام، ونؤكّد أنّ جميع رواة هذه الأحاديث هم من الثقات.

والتدقيق في هذا الكلام الذي وصل إلينا من كتب أهل السنّة أنفسهم، يوضّح لنا حقائق كثيرة، بشرط التجرّد عن العصبية العمياء، وبشرط الاستماع إلى صوت الحقّ والحقيقة وحسب.

وهدفنا في هذه الخاتمة ذكر بعض الحوادث التي وقعت بعد اجتماع السقيفة في المدينة المنورة، فهلمّ معنا إلى ذلك.

صحيحة أسلم العدوي

قال ابن أبي شيبة في المصنّف: «حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم عن أبيه أنّه قال:

حين بُويع لأبي بكر بعد رسول اللّه، كان عليّ والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول اللّه، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلمّا بلغ ذلك عمر بن الخطّاب خرج حتّى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول اللّه، واللّه ما من أحدٍ أَحبُّ إلينا من أبيك، وما من أحدٍ أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم اللّه، ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤاء النفر عندكِ، إن أمرتُهم أن يُحرَّق عليهم البيت!

قال: فلمّا خرج عمر جاؤها، فقالت: تعلمون أنّ عمر قد جاءني، وقد حلف باللّه لئن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت، وأيم اللّه ليمضينّ لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إليَّ. فانصرفوا عنها، فلم يرجعوا إليها حتّى بايعوا لأبي بكر»443.

والآن نتعرّض لشرح رجال هذا الخبر، فنقول:

ابن أبي شيبة

قال الخطيب البغدادي: «عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن عثمان، أبو بكر العبسي، المعروف بابن أبي شيبة، من أهل الكوفة... كان متقناً حافظاً مكثراً، صنّف المسند والأحكام والتفسير، وقدم بغداد وحدّث بها»444.

وذكره العجلي قائلاً: «عبد

اللّه بن محمّد بن إبراهيم، وهو ابن أبي شيبة، كوفي ثقة، وكان حافظاً للحديث»445.

وقال الذهبي: «عبد اللّه بن محمّد القاضي أبو شيبة، إبراهيم بن عثمان بن خواستي، الإمام العلم، سيّد الحفّاظ، وصاحب الكتب الكبار: المسند والمصنّف والتفسير»446.

ثمّ نقل أنّ أحمد بن حنبل قال عنه: «صدوق»، ونقل عن عمرو بن علي الفلاّس أنّه قال: «ما رأيت أحداً أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة»447.

وذكره ابن حجر قائلاً: «عبد اللّه بن محمّد بن شيبة، إبراهيم بن عثمان، الواسطي الأصل، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ»448.

تُوفّي في رمضان سنة خمس وستّين ومئتين.

محمّد بن بشر العبدي

ذكره العجلي قائلاً: «محمّد بن بشر العبدي، كوفي ثقة، يُكنّى أبا عبد اللّه»449.

ونقل الرازي عن عثمان بن سعيد قوله: «سألت يحيى بن مَعين عن محمّد بن بشر، فقال: ثقة»450.

وذكره ابن حِبّان في كتابه الثقات451.

ونقل سليمان بن خلف الباجي في كتابه الجرح والتعديل أنّ النسائي وثّقه452.

وقال الذهبي: «محمّد بن بشر، الحافظ الثقة، أبو عبد اللّه العبدي الكوفي»453.

ثمّ نقل أنّ يحيى بن معين وثّقه454.

ووثّقه ابن حجر أيضاً455.

ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته456.

تُوفّي سنة ثلاث ومئتين457.

عبيد اللّه بن عمر بن حفص

قال فيه الذهبي: «عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب، الإمام المجوّد الحافظ، أبو عثمان القرشي العَدَوي ثمّ العُمري المدني»458.

ثمّ ذكر أنّ يحيى بن معين قال: «عبيد اللّه من الثقات»459.

وقال في موضعٍ آخر: «كان صالحاً عابداً، حجّة كثير العلم»460.

وذكر الرازي أنّ عبد الرحمن قال: «سألت أبي عن عبيد اللّه بن عمر العمري، فقال: ثقة»461.

كما أنّه نقل أنّ عبد الرحمن سأل أبو زُرعة عن عبيد اللّه بن عمر فقال: «ثقة»462.

وذكر المزّي

أنّ النسائي قال: «إنّ عبيد اللّه بن عمر ثقة ثَبْت»463.

وذكر ابن حجر أنّ عبيد اللّه كان أحد الفقهاء السبعة، وكان ثقة كثير الحديث حجّة464.

ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته465.

تُوفّي سنة خمس وأربعين ومئة466.

زيد بن أسلم العَدَوي

قال الرازي: «زيد بن أسلم، أبو أُسامة، مولى عمر بن الخطّاب، روى عن ابن عمر وأنس وأبيه»467.

ثمّ ذكر أنّ أبا زرعة وثّقه468.

وقال الذهبي: «زيد بن أسلم، الإمام الحجّة، أبو عبد اللّه العدوي العمري المدني، الفقيه»469.

ونقل ابن حجر أنّ أحمد بن حنبل وأبا زرعة الجرجاني وأبا حاتِم الرازي ومحمّد بن سعد والنسائي وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وثّقوه. وقال: «قال يعقوب بن شيبة470: ثقة من أهل الفقه والعلم، وكان عالماً بتفسير القرآن»471.

وذكره في موضعٍ آخر قائلاً: «زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد اللّه، أبو أُسامة، المدني، ثقة عالم، وكان يُرسِل»472.

ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته473.

تُوفّي سنة ستّ وثلاثين ومئة474.

أسلم العَدَوي

قال الذهبي: «أسلم أبو زيد العدوي، روى عن مولاه عمر بن الخطّاب وأبي بكر الصدّيق ومعاذ وأبي عبيدة، وغيرهم من كبار علماء التابعين، وهو حبشي اشتراه عمر سنة إحدى عشرة لمّا حجّ، وقيل هو سَبْي عين التمر، روى عنه ابنه زيد بن أسلم ونافع ومسلم بن جُندب»475.

وقال المزّي: «قال العجلي: مديني ثقة، من كبار التابعين، وقال أبو زرعة: ثقة»476.

وقال ابن حجر: «أسلم العدوي، مولى عمر، ثقة»477.

ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته478.

تُوفّي سنة ثمانين بالمدينة وهو ابن أربع عشرة ومئة سنة479.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا الخبر هو من الأخبار الصحاح الذي

لا مناقشة في وثاقة رواته.

بقي شيء هو: أنّ هناك خبراً آخر رواه أبو بكر بن أبي شيبة بنفس هذا الإسناد، ولكن فيه تصريح بإصرار عمر على حرق بيت فاطمة عليهاالسلام.

ونحن _ تتميماً منّا للفائدة _ نقوم بنقل هذا الخبر:

قال ابن أبي عاصم في كتابه المذكّر والتذكير والذكر: «حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن بشر العبدي، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:

بلغ عمرَ بن الخطّاب أنّ ناساً يجتمعون في بيت فاطمة، فأتاها فقال: يا بنت رسول اللّه، ما كان أحد من الناس أَحبَّ إلينا من أبيكِ، ولا بعد أبيك أحبّ إلينا منكِ، فقد بلغني أنّ هؤاء النفر يجتمعون عندكِ، وأيم اللّه، لئن بلغني ذلك لأحرقنّ عليهم البيت!

فلمّا جاؤا فاطمة قالت: إنّ ابن الخطّاب قال كذا وكذا، فإنّه فاعل ذلك. فتفرّقوا حين بُويع لأبي بكر رضي اللّه عنه»480.

وهنا نقطة جديرة بالتأمّل، وهي أنّ اثنين من علماء السنّة حينما يصلون إلى ذكر هذا الخبر فيَرانِ فيه قدحاً بعمر، يقومان بحذف صدره والاكتفاء بنقل ذيله، وإليك كلام هذين العالمين:

الأوّل: ذكر الضحّاك في كتابه الآحاد والمثاني ذيل الخبر قائلاً: «حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا محمّد بن بشر عن عبيد اللّه بن عمر، عن زيد بن أسلم عن أبيه، أنّ عمر قال لفاطمة رضي اللّه تعالى عنهما:

اللّهمّ ما كان أحداً أحبّ إليَّ من أبيك ولا أحداً أحبّ إليَّ بعد أبيك منك»481.

الثاني: ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه ذيل الخبر أيضا قائلاً: «أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي482، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن بشّار الصيرفي483 في سنة سبع وثمانين وثلاثمئة، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الآدمي484،

حدّثنا الفضل بن سهل الأعرج485، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:

قال عمر بن الخطّاب لفاطمة: يا بنت رسول اللّه، ما كان أحد من الناس أحبّ إلينا من أبيك، وما أحد بعد أبيك أحبّ إلينا منك»486.

فتحصّل أنّ الضحّاك والخطيب البغدادي أسقطا صدر الخبر المتضمّن قصد عمر بن الخطّاب إحراق بيت فاطمة عليهاالسلام ولم يذكرا سوى ذيل الخبر، محاولَينِ بذلك تجنّب تشويه سمعة عمر. ولكن فاتَهما أنّه لا يمكن إخفاء الحقيقة إلى الأبد.

يا ترى لماذا أقدم عمر على مثل هذا العمل؟ وحقّاً هل ستتمّ البيعة لأبي بكر بإجماع المسلمين مع كلّ هذا التهديد والوعيد؟ وهل ستكتسب بيعة أبي بكر الشرعية بعد ذلك؟!

صحيحة ابن كُلَيب

قال الطبري: «حدّثنا ابن حميد قال: حدّثنا مغيرة عن زياد بن كليب قال:

أتى عمرُ بن الخطّاب منزلَ عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتَخرجُنّ إلى البيعة! فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه»487.

والآن نتعرّض لشرح رجال هذا الخبر، فنقول:

محمّد بن جرير الطبري

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال قائلاً: «محمّد بن جرير بن يزيد الطبري، الإمام، أبو جعفر، صاحب التصانيف الباهرة، ثقة صادق»488.

وذكره الخطيب البغدادي قائلاً: «كان أحد أئمّة العلماء، يُحكَم بقوله ويُرجع إلى رأيه؛ لمعرفته وفضله... كان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظاً لكتاب اللّه، عارفاً بالقراءات، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها»489.

تُوفّي سنة عشر وثلاثمئة.

محمّد بن حميد بن حيّان الرازي

قال الخطيب البغدادي: «محمّد بن حميد بن حيّان، أبو عبد اللّه الرازي، قدم بغداد وحدّث بها»490.

ثمّ نقل أنّ جعفر بن أبي عثمان الطيالسي

قال: ابن حميد ثقة»491.

قال الذهبي: «محمّد بن حميد بن حيّان، أبو عبد اللّه الرازي، الحافظ عن يعقوب القمّي وابن المبارك وجرير والفضل السيناني وخلق، وهو مِن بحور العلم...»492.

ونقل قول أبي حاتم فيه: «سمعت يحيى بن معين: قدم علينا محمّد بن حميد ببغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمّي، ففرّقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد بن حنبل، فسمعناه ولم نرَ إلاّ خيراً، فأيّ شيء تنقمون عليه؟ قلت: يكون في كتابه شيء، فيقول: ليس هو كذا، ويأخذ القلم فيغيّره، فقال: بئس هذه الخَصلة»493.

مات سنة ثمان وأربعين ومئتين.

جرير بن عبد الحميد الرازي

ذكره المزّي قائلاً: «جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبّي، أبو عبد اللّه الرازي، القاضي، وُلد بأية494 _ قرية من قرى أصفهان _ ونشأ بالكوفة، ونزل قرية على باب الري يقال لها: رين... قال محمّد بن سعد: كان ثقة كثير العلم، يُرحَل إليه»495.

وذكره البخاري في تاريخه قائلاً: «جرير بن عبد الحميد، أبو عبد اللّه الضبّي الرازي، أصله كوفي»496.

تُوفّي سنة سبع وثمانين ومئة.

مُغيرة بن مقسم الضبّي

قال الذهبي: «مغيرة بن مقسم، الإمام العلاّمة الثقة، أبو هشام الضبّي، مولاهم الكوفي الأعمّي الفقيه، يُلحَق بصغار التابعين... وقال أحمد بن أبي مريم عن يحيى بن معين: ثقة مأمون. قال العجلي: مغيرة ثقة فقيه... وكان عثمانياً يحمل بعض الحمل على عليّ... وقال النسائي: ثقة»497.

وذكر الرازي: «إنّ مغيرة بن مقسم كان صاحب سنّة، ذكياً حافظاً»498.

زياد بن كليب التميمي

قال ابن حجر: «زياد بن كليب التميمي الحنظلي، أبو مشعر الكوفي... قال العجلي: كان ثقة في الحديث، قديم الموت... وقال النسائي: ثقة، وقال ابن حبّان: كان من الحفّاظ المتقنين»499.

وقال الذهبي: «إنّه كان حافظاً متقناً»500.

تُوفّي سنة تسع عشرة ومئة.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ جميع رواة هذا الخبر

من الثقات، وعليه فالخبر من الأخبار الصحاح.

صحيحة أبي الأسود

قال الجوهري في السقيفة وفدك: «أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّة قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن وهب، عن ابن لَهِيعة، عن أبي الأسود:

غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة، وغضب عليّ والزبير فدخلا بيت فاطمة معهما السلاح، فجاء عمر في عصابة، منهم أسيد بن خضير وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الأشهل، فصاحت فاطمة عليهاالسلاموناشدتهم اللّه، فأخذوا سيفَي عليّ والزبير فضربوا بهما الجدار حتّى كسروهما..»501.

والآن نتعرّض لشرح رجال هذا الخبر، فنقول:

أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري

قال ابن أبي الحديد عند ذكر الأخبار التي ذكرها من كتابه السقيفة وفدك: «أبو بكر الجوهري هذا عالم محدّث كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدّثون، ورووا عنه مصنّفاته»502.

تُوفّي سنة ثلاث وعشرين ومئة.

عمر بن شبّة، أبو زيد

قال الرازي: «عمر بن شبّة بن عبيدة النميري، أبو زيد النحوي البصري، نزيل سامراء... هو صدوق، صاحب عربية وأدب، أخبرنا عبد الرحمن503 قال: سُئل أبي عنه، فقال: نميري صدوق»504.

وقال الخطيب البغدادي: «حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل عن أبي الحسن الدارقطني قال: عمر بن شبّة، أبو زيد النميري، ثقة»505.

تُوفّي سنة اثنتين وستّين ومئتين.

إبراهيم بن المنذر

ذكره البخاري في تاريخه قائلاً: «إبراهيم بن المنذر الحزامي، أبو إسحاق المدني»506.

وقال الذهبي: «إبراهيم بن المنذر، الإمام الحافظ الثقة، أبو إسحاق القرشي الأسدي الحزامي المدني، سمع من: سفيان بن عُيينة والوليد بن مسلم وعبد اللّه بن وهب»507.

وقال الرازي: «إبراهيم بن المنذر الحزامي... سُئل أبي عنه فقال: صدوق»508.

ووثّقه الخطيب البغدادي، وذكر أنّه ورد بغداد وحدّث بها509.

ولقد أخرج عنه: البخاري وابن ماجة القزويني والترمذي، واحتجّوا بروايته510.

توفّي سنة ستّ وثلاثين ومئتين.

عبد اللّه بن وهب

قال المزّي:

«عبد اللّه بن وهب بن مسلم القرشي الفهري، أبو محمّد المصري الفقيه»511.

وذكر أنّ يحيى بن معين وثّقه512.

وقال ابن عدي: «وعبد اللّه بن وهب من أجلّة الناس ومن ثقاتهم»513.

وقال الذهبي: «عبد اللّه بن وهب بن مسلم، الإمام شيخ الإسلام، أبو محمّد الفهري، مولاهم المصري الحافظ».

ونقل عن أحمد بن صالح الحافظ قوله: «حدّث ابن وهب بمئة ألف حديث، ما رأيت أحداً أكثر حديثاً منه»514.

ولقد أخرج عنه: مسلم وابن ماجة القزويني والنسائي وأبو داود السجستاني، واحتجّوا بروايته515.

تُوفّي سنة سبع وتسعين ومئة.

عبد اللّه بن لَهِيعة

قال الذهبي: «عبد اللّه بن لَهِيعة بن عقبة، القاضي الإمام الحجّة العلاّمة، محدّث ديار مصر مع الليث، أبو عبد الرحمن الحضرمي الأعدولي»516.

ونقل الذهبي كلام أحمد بن حنبل فيه: «مَن كان مثل ابن لَهِيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه واتّقانه؟!»517.

ولقد أخرج عنه: مسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي، واحتجّوا بروايته518.

أبو الأسود

قال الرازي: «ظالم بن عمرو بن سفيان، أبو الأسود الديلي (الدُّئِلي، روى عن عمر وعليّ وأبي ذرّ».

وقال: «سُئل يحيى بن معين عنه، فقال: هو أوّل من تكلّم في النحو، بصري ثقة»519.

وذكر الذهبي أنّ أحمد العجلي قال فيه: «ثقة، كان أوّلَ من تكلّم في النحو».

ثمّ قال: «قاتل يوم الجمل مع عليّ بن أبي طالب، وكان من وجوه الشيعة، ومن أكملهم عقلاً ورأياً، وقد أمره عليّ رضي اللّه عنه بوضع شيءٍ في النحو لمّا سمع اللحن، قال: فأراه أبو الأسود ما وضع، فقال عليّ: ما أحسنَ هذا النحو الذي نحوت، فمِن ثَمّ سُمّي النحو نحواً»520.

توفّي أبو الأسود سنة خمسٍ وثمانين.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ جميع رواة هذا الخبر من الثقات، وعليه فهذا الخبر من الأخبار الصحاح.

* * *

وتحصّل من جميع ما سردناه لك في

هذا الكتاب صحّة خبر عبد الرحمن بن عوف مع ثلاثة أخبارٍ أُخرى، هي: (صحيحة أسلم العدوي، وصحيحة ابن كُلَيب، وصحيحة أبي الأسود).

وكلّها حاكية عن أن هذه الأمّة لم تَرْعَ حرمة آل النبي بعد وفاته، فنحن نقرأ في كلّ هذه الأخبار أنّ أبا بكر يتمنّى آخر لحظات عمره أنّه لم يكشف بيت فاطمة عليهاالسلام، وفي أُخرى غيرها أنّ عمر قال لفاطمة عليهاالسلام: «وأيمُ اللّه ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤاء النفرُ عندكِ، إن أمرتهم أن يُحرَّق عليهم البيت!».

أليس هذا البيت هو البيت الذي كان يمرّ رسول اللّه ببابه ستّة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر فيقول: «الصلاة الصلاة: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» »؟!521

وأليست صاحبة البيت هي تلك التي قال فيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «فاطمةُ بَضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني»؟!522

هل هكذا تحفظ حرمة الأنبياء بعد وفاتهم؟ فلمُ يبلَ كفن نبيّهم بعدُ حتّى هجموا على ذلك البيت الذي لطالما سلّم هو على أهله ببابه، هجموا عليه بلا استئذانٍ من صاحبه، ولطالما كان الوحي يستأذن قبل نزوله فيه!

هل هكذا تحفظ حرمة آل النبي من بعده، فما أن أغمض عينيه عن هذه الدنيا حتى هجموا على دار وحيدته وقرة عينه الزهراء؟!

هل كان ذلك تفسيرهم لقوله تعالى: «قُل لاَّ أَسْ_ٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»؟!523

يا فاطمة الزهراء، يا أُمّ أهل بيت النبوّة، يا من لم يُسلِّها أحد من أُمّة أبيها بوفاته بغير الهجوم على بيتها محاولين حرقَه عليها وعلى بعلها وولديها الذين أذهب اللّه الرجس عنهم وطهّرهم تطهيراً.

سيّدتي، هذا القلم قد بكى فوق وريقاتي هذه ليحكي قصّة مظلوميتك، يحتاج نظرك إليه.

وهذا الحبّ الذي يضطرم في قلبي كان حافزي على كتابة هذه السطور وتسويد هذه

الوريقات، ليس لي همّ غير أن أحظى برضاكِ وقبولك هديتي المُزجاة، راجياً الشفاعة، ومَن غيرُكِ أهلاً لها يوم يقوم الأشهاد، وينادي منادي السماء أن غضّوا أبصاركم لتمرّ فاطمة بنت محمّد، في تلك اللحظة أرفع الطَّرْف عسى أن تقع عيناكِ على خادمك المسكين.

أنتِ ابنة أكرم الكائنات، هل يُعقَل أن تغفلي عنّي في تلك اللحظات التي يفرّ فيها المرء من أُمّه وأبيه وأخيه ومن صاحبته وبنيه، وأن تنسيني أكابد وحدتي وغربتي أحمل خطاياي على كتفي؟! حاشاكِ ثمّ حاشاكِ.

ما هكذا ظنّي أن تنسيني يوم الحشر، أبداً!

وليعلم الناس جميعاً أنّنا عقدنا قلوبنا بعقد محبّتك ومحبّة أبيكِ وبعلِكِ وأولادك، وأنّنا ماضون على ذلك حتّى تفنى نفوسنا في ذلك العشق.

وأخيراً، فللّه الحمد والشكر أن هيّأ لي الفرص لإتمام هذا الكتاب، ووفّقني وسهّل علَيّ ما صعب من مراحله ، وأُثني عليه جزيل عطائه وجميل فعاله، أنّه وليّ حميد .

سائلاً أن يثيبنا على ما بذلنا من الجهد ، وأن يجعله كتاباً ينتفع به المؤمنون ، وبالخصوص أُولئك الباحثين عن الحقيقة والذين يجدون صعوبة في استنباط ما يؤدّي إليها؛ بسبب تحريف المحرّفين وتشكيك المشكّكين، واللّه وليّ المؤمنين.

وختاماً، أرجو منه تبارك وتعالى لي ولإخواني القرّاء قبول هذا العمل المتواضع خالصاً لوجهه الكريم ، فننال به رضاه ، وأن يجعل سعينا كلّه ذخيرة للفوز في المعاد، والقرب من نبيّه محمّد وآله الأطهار الميامين ، صلوات اللّه عليهم أجمعين ، والحمد للّه ربّ العالمين .

مهدي خدّاميان الآراني

محرّم الحرام / 1430 ه _ قمّ المقدّسة

قائمة المصادر

1 - الآحاد والمثاني، ابن أبي عاصم الضحّاك (ت 287 ه )، تحقيق: باسم فيصل أحمد الجوابرة، الرياض: دار الدراية للطباعة والنشر، الطبعة الأُولى، 1411 ه.

2 - إحقاق الحقّ

وإزهاق الباطل ، القاضي نور اللّه بن السيّد شريف الحسيني التستري (ش 1019 ه ) ، مع تعليقات السيّد شهاب الدين المرعشي ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الأُولى ، 1411 ه .

3 - الأخبار الطوال ، أبو حنيفة أحمد بن داوود الدينوريّ (ت 282 ه) ، تحقيق : عبد المنعم عامر ، قمّ : منشورات الرضي ، الطبعة الأُولى، 1409 ه .

4 - أدب الإملاء والاستملاء ، أبو سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني (ت 562 ه ) ، بيروت: دار الكتب العلمية ، الطبعة الأُولى ، 1401 ه .

5 - الأربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين صحابيّا ، منتجب الدين الرازي (ت 585 ه )، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ، قمّ ، الطبعة الأُولى ، 1408 ه .

6 - الأربعين البلدانية، الإمام علي بن الحسن بن هبة اللّه ابن عساكر الدمشقي (ت 571 ه )، تحقيق: محمّد مطيع الحافظ، بيروت: دار الفكر المعاصر.

7 - الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد ، أبو عبد اللّه محمّدبن محمّدبن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الأُولى ، 1413 ه .

8 - الاستذكار لمذهب علماء الأمصار ، الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ القرطبي (ت 368 ه ) ، القاهرة ، 1971 م .

9 - الاستيعاب فى معرفة الأصحاب ، يوسف بن عبد اللّه القُرطُبي المالكي (ت 363 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلميّة ،

الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

10 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير الجَزَري (ت 630 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض ، وعادل أحمد ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

11 - الإصابة في تمييز الصحابة ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود ، وعلي محمّد معوّض ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

12 - الأعلام ، خير الدين الزركلي ( ت 1990 م ) ، بيروت : دار العلم للملايين ، 1990 م .

13 - اقتضاء العلم العمل، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) ، تحقيق : محمّد ناصر الدين الألباني، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الرابعة، 1397 ه .

14 - الإكمال ، علي بن هبة اللّه العِجلي الجُرباذقاني (ابن ماكولا) (ت 475 ه) ، بيروت : دار الكتب العلمية ، 1411 ه .

15 - الأمالي، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : دار الثقافة ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

16 - الأمالي ، محمّد بن علي بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

17 - أمالي الحافظ ، الحافظ أبو نُعَيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني (ت 430 ه )

.

18 - إمتاع الأسماع فيما للنبيّ من الحفدة والمتاع ، الشيخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت 845 ه ) .

19 - أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ (ت 279 ه ) ، إعداد : محمّد باقر المحموديّ ، بيروت : دار المعارف ، الطبعة الثالثة.

20 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، محمّد باقى بن محمّد تقي المجلسي ( ت 1110 ه أو 1111 ه ) ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1386 ه .

21 - الإمامة والسياسة ، أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، قم: مكتبة الشريف الرضي ، الطبعة الاُولى، 1413 ه .

22 - الأنساب ، عبد الكريم بن محمّد السمعاني (ت 562 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه عمر البارودي ، بيروت : دار الجنان .

23 - الإيضاح ، أبو محمّد فضل بن شاذان الأزدي النيسابوري (ت 260 ه ) ، تحقيق : مير سيّد جلال الدين الحسيني الأرموي ، طهران : جامعة طهران ، الطبعة الاُولى، 1351 ه .

24 - البحر المحيط ، محمّد بن يوسف الغرناطي (ت 745 ه) ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلمية ، 1413 ه .

25 - البداية والنهاية ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : مكتبة المعارف ، بيروت : مكتبة المعارف .

26 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، أبو جعفر محمّد بن محمّد بن علي الطبري (ت 525 ه ) ، النجف الأشرف :

المطبعة الحيدريّة ، الطبعة الثانية ، 1383 ه .

27 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه )، تحقيق: مسعد عبد الحميد السعدني، القاهرة: دار الطلائع.

28 - تاج العروس من جواهر القاموس ، محمّد بن محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي ( ت 1205 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، 1414 ه ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

29 - تاريخ ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمّد الحضرمي (ابن خلدون) (ت 808 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1408 ه .

30 - تاريخ الإسلام ، شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .

31 - تاريخ الطبري (تاريخ الأُمم والملوك) ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي (ق 5 ه ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار المعارف .

32 - التاريخ الكبير ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، بيروت : دار الفكر .

33 - تاريخ المدينة المنوّرة ، أبو زيد عمر بن شبّة النميري البصري (ت 262 ه ) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت : دار التراث ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

34 - تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطاء ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى .

35

- تاريخ خليفة بن خيّاط ، خليفة بن خيّاط العصفرى (ت 240 ه ) ، تحقيق : سهيل زكّار ، بيروت : دار الفكر ، 1414 ه .

36 - تاريخ مدينة دمشق ، علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي ( ت 571 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، 1415 ه .

37 - تأويل الآيات الظاهرة فى فضائل العترة الطاهرة (كنز جامع الفوائد) ، علي الغروي الحسيني الإسترآبادي (ت 940 ه ) ، تحقيق : مدرسة الإمام المهدي (عج) ، قمّ : مدرسة الإمام المهدي (عج) ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه .

38 - تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشّاف ، محمّد بن عبد اللّه بن يوسف الزيلعي ( ت 762 ه ) .

39 - تدريب الراوي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1379 ه .

40 - تذكرة الحفّاظ ، محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .

41 - تذكرة الخواصّ (تذكرة خواصّ الأُمّة في خصائص الأئمّة عليهم السلام) ، يوسف بن فُرغلي بن عبد اللّه المعروف بسبط ابن الجوزي (ت 654 ه) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، طهران : مكتبة نينوى الحديثة.

42 - تغليق التعليق ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسى ، الأُردن : مطبعة المكتب الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

43 - تفسير ابن كثير (تفسير القرآن

العظيم) ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : عبد العظيم غيم ، ومحمّد أحمد عاشور ، ومحمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة : دار الشعب .

44 - تفسير الجلالين، جلال الدين محمّد بن أحمد المحلّي وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: مروان سوار، بيروت: دار المعرفة للطباعة والتوزيع.

45 - تفسير البغوي (معالم التنزيل) ، أبو محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي (ت 516 ه ) ، بيروت : دار المعرفة .

46 - تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) ، أبو إسحاق الثعلبي، (ت 427 ه)، تحقيق: أبو محمّد بن عاشور، بيروت : دار إحياء التراث العربي، الطبعة الاُولى، 1422 ه .

47 - تفسير السمرقندي، أبو ليث السمرقندي (ت 383 ه )، تحقيق : محمود مطرچي ، بيروت: دار الفكر .

48 - تفسير السمعاني، أبو مظفر منصور بن محمّد السمعاني (ت 489 ه )، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عبّاس بن غنيم، الرياض: دار الوطن، الطبعة الاُولى، 1418 ه .

49 - تفسير الطبريّ (جامع البيان في تفسير القرآن) ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ (310 ه )، بيروت : دار الفكر .

50 - تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول (تفسير ابن أبي حاتم) ، عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327 ه ) ، تحقيق : أحمد عبد اللّه عمّار زهراني ، المدينة : مكتبة الدار ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

51 - تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد الرحمن المرعشلي ، بيروت : دار

إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية، 1405 ه .

52 - التفسير الكبير و مفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) ، أبو عبد اللّه محمّد بن عمر المعروف بفخر الدين الرازي (ت 604 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

53 - تقريب التهذيب ، أحمد بن علي العسقلاني ابن حجر ت 852 ه ) ، تحقيق : محمّد عوّامة ، دمشق : دار الرشيد ، 1412 ه .

54 - التمهيد لما في الموطّأ من المعاني والأسانيد ، يوسف بن عبد اللّه القرطبي (ابن عبد البرّ) (ت 463 ه ) ، تحقيق : مصطفى العلوي ومحمّد عبد الكبير البكري ، جدّة : مكتبة السوادي ، 1387 ه .

55 - التواضع والخمول ، عبد اللّه بن محمّد القرشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد القادر أحمد عطا ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى، 1409 ه .

56 - التوحيد ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1398 ه .

57 - تهذيب التهذيب ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ت 852 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

58 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، يونس بن عبد الرحمن المزّي ( ت 742 ه ) ، تحقيق : الدكتور بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ،

الطبعة الرابعة ، 1406 ه .

59 - الثقّات ، محمّد بن حِبّان بن أحمد التميمي البستي (ت 354 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

60 - الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .

61 - الجرح والتعديل ، عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ( ت327 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاُولى ، 1371 ه .

62 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، أبو نُعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني (ت 430 ه ) ، بيروت : دارالكتاب العربي ، الطبعة الثانية ، 1387 ه .

63 - خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النَّسائي (ت 303 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، الطبعة الاُولى، 1403 ه.

64 - الخصال ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

65 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

66 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، أحمد بن عبد اللّه المحبّ الطبري (ت 693 ه ) ، تحقيق : أكرم البوشي ، جدّة : مكتبة الصحابة ، الطبعة الاُولى ،

1415 ه .

67 - ذكر أخبار أصفهان الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني ، مدينة ليدن : مطبعة بريل ، 1934 م .

68 - رجال ابن داود ، الحسين بن علي بن داود الحلّي ( ت 740 ه ) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، قمّ : بالاُوفسيت عن طبعة منشورات مطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، منشورات الرضي ، 1392 ه .

69 - رجال الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي الأصفهاني ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

70 - رجال النجاشي ( فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ) ، أبو العبّاس أحمد بن علي النجاشي ( ت 450 ه ) ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الخامسة ، 1416 ه .

71 - الرحلة في طلب الحديث، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) ، تحقيق : نور الدين عتر، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 395 ه .

72 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (تفسير الآلوسي) ، محمود بن عبد اللّه الآلوسي (ت 1270 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .

73 - الرياض النضرة فى مناقب العشرة ، أحمد بن عبد اللّه المحبّ الطبري (ت 694 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية .

74 - زاد المسير فى علم التفسير ، عبد الرحمن بن علي القرشي البغدادي المعروف بابن الجوزي (ت 597 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد

اللّه ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى، 1407 ه .

75 - السقيفة وفدك ، أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري البغدادي (ت 323 ه ) ، تحقيق : الشيخ الدكتور محمّد هادي الأميني ، بيروت : شركة الكتبي للطباعة والنشر ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .

76 - سنن ابن ماجة ، أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني ( ت 275 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤد عبد الباقي ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

77 - سنن أبي داود ، أبو داود سليمان بن أشعث السِّجِستاني الأزدي ( ت 275 ه ) ، تحقيق : سعيد محمّد اللحّام ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

78 - سنن الترمذي ( الجامع الصحيح ) ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي ( ت 279 ه ) ، تحقيق : عبد الرحمن محمّد عثمان ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 1403 ه .

79 - سنن الدارقطني ، أبو الحسن علي بن عمر البغدادي المعروف بالدارقطني ( ت 285 ه ) ، تحقيق : أبو الطيب محمّد آبادي ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الرابعة ، 1406 ه .

80 - سنن الدارمي ، أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي (ت 255 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار العلم .

81 - السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي (ت 458 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد القادر عطا ،

بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

82 - السنن الكبرى ، أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي ( ت 303 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1348 ه .

83 - سنن النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شُعَيب بن علي بن بحر النسائي (ت 303 ه )، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الاُولى، 1348 ه .

84 - سير أعلام النبلاء ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : شُعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة العاشرة ، 1414 ه .

85 - سيرة ابن إسحاق، محمّد بن إسحاق بن يسار (ت 151 ه )، تحقيق: محمّد حميد اللّه، المغرب: معهد الدراسات والأبحاث للتعريف، الطبعة الاُولى، 1369 ه .

86 - سيرة ابن هشام (السيرة النبويّة) ، أبو محمّد عبد الملك بن هشام بن أيّوب الحميري (ت 218 ه )، تحقيق : مصطفى سقا ، وإبراهيم الأنباري ، قمّ : مكتبة المصطفى ، الطبعة الاُولى ، 1355 ه .

87 - السيرة النبويّة ، إسماعيل بن عمر البصروي الدمشقي (ابن كثير) (ت 747 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .

88 - سيرة عمر بن الخطّاب، الحافظ أبو الفرج الجوزي الحنبلي ( ت597 ه ).

89 - شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد المصري ( ت 363 ه ) ، تحقيق : محمّد رضا الحسيني الجلالي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية ،

1414 ه .

90 - شرح معاني الآثار، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلمة الأزدي الطحاوي (ت 321 ه )، تحقيق: محمّد زهري النجّار، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الثالثة، 1416 ه .

91 - شرح نهج البلاغة ، عزّ الدين عبد الحميد بن هبة اللّه محمّد بن أبي الحديد المعتزلي الحديد (ت 656 ه ) ، تحقيق : محمّد أبوالفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1387 ه .

92 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، أبو القاسم عبيداللّه بن عبد اللّه النيسابوري المعروف بالحاكم الحسكاني (ق 5) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، طهران : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الاُولى، 1411 ه .

93 - الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ، أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري ( ت 398 ه ) ، تحقيق : أحمد عبد الغفّور العطّار ، بيروت : دار العلم للملايين ، الطبعة الرابعة ، 1407 ه .

94 - صحيح ابن حبّان ، عليّ بن بلبان الفارسي المعروف بابن بلبان (ت 739 ه ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

95 - صحيح ابن خزيمة ، أبو بكر محمّد بن إسحاق السلمي النيسابوري المعروف بابن خُزَيمة (ت 311 ه ) ، تحقيق : محمّد مصطفى الأعظمي ، بيروت : المكتبة الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، 1412 ه .

96 - صحيح البخاري ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الرابعة، 1410 ه

.

97 - صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري ( ت 261 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، طبعة مصحّحة ومقابلة على عدّة مخطوطات ونسخ معتمدة .

98 - الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة ، أحمد بن حجر الهيثمي الكوفي (ت 974 ه ) ، إعداد : عبد الوهّاب بن عبد اللطيف ، مصر : مكتبة القاهرة ، الطبعة الثانية ، 1385 ه .

99 - الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد كاتب الواقدي ( ت 230 ه ) ، بيروت : دار صادر .

100 - طبقات المفسّرين، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 ه ) ، تحقيق: لجنة من العلماء، بيروت: دار الكتب العلمية.

101 - عبقات الأنوار فى إمامة الأئمّة الأطهار ، مير حامد حسين الهندي (ت 1306 ه ) ، قمّ : مدرسة الإمام المهدي (عج) ، 1405 ه .

102 - العقد الفريد ، أبو عمر أحمد بن محمّد بن ربّه الأندلسي (ت 328 ه ) ، تحقيق : أحمد الزين ، وإبراهيم الأبياري ، بيروت : دار الأندلس، الطبعة الاُولى، 1408 ه .

103 - علل الشرائع ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى، 1408 ه .

104 - العلل الواردة في الأحاديث النبويّة، أبو الحسن علي بن عمر البغدادي المعروف بالدارقطني ( ت 285 ه ) ، تحقيق : محفوظ الرحمن، الرياض: دار طيبة، الطبعة الاُولى، 1405 ه .

105 - العلل ومعرفة الرجال ، أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل

الشيباني (ت 241 ه ) ، تحقيق : وصيّ اللّه عبّاس ، بيروت : المكتب الإسلامي ، الطبعة الاُولى، 1408 ه .

106 - عمدة القاري شرح البخاري ، أبو محمّد بدر الدين أحمد العيني الحنفي (ت 855 ه ) ، مصر : دار الطباعة المنيرية .

107 - عيون أخبار الرضا عليه السلام ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : الشيخ حسين الأعلمي ، 1404 ه ، بيروت : مؤّسة الأعلمي للمطبوعات .

108 - عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسِّيَر (السيرة النبويّة لابن سيّد الناس) ، محمّد عبد اللّه بن يحيى بن سيّد الناس (ت 734 ه ) ، بيروت : مؤسّسة عزّ الدين ، 1406 ه .

109 - الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني (ت 1393 ه ) ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الثالثة ، 1387 ه .

110 - الغَيبة ، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : عبّاد اللّه الطهراني ، وعلي أحمد ناصح ، قمّ : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .

111 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ، أحمد بن علي العسقلاني، ابن حجر (ت 852 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1379 ه .

112 - فتح القدير الجامع بين فنَّي الرواية والدراية في علم التفسير ، محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني (ت 1250 ه ) ، عالم

الكتب .

113 - فتوح البلدان ، أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه أنيس الطباع ، بيروت : مؤسّسة المعارف ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه .

114 - الفتوح، أبو محمّد أحمد بن أعثم الكوفيّ (ت 314 ه )، تحقيق : علي شيري، بيروت : دار الأضواء ، الطبعة الاُولى، 1411 ه .

115 - فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذرّيّتهم ، إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد بن عبد اللّه الجويني الشافعي (ت 730 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، بيروت : مؤسّسة المحمودي ، الطبعة الاُولى، 1398 ه .

116 - فضائل الأشهر الثلاثة ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : غلام رضا عرفانيان ، قمّ : مطبعة الآداب ، الطبعة الاُولى ، 1396 ه .

117 - فضائل الصحابة ، أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل (ت 241 ه ) ، تحقيق : وصيّ اللّه بن محمّد عبّاس ، جدّة : دار العلم ، الطبعة الاُولى، 1403 ه .

118 - فضائل سيّدة النساء، عمر بن شاهين (ت 385 ه )، تحقيق: أبو إسحاق الجويني الأثري، القاهرة: مكتبة التربية الإسلامية، الطبعة الاُولى، 1411 ه .

119 - الفهرست ، محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قمّ : مؤسّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

120 - فيض القدير شرح الجامع الصغير، محمّد عبد الرؤوف المناوي، تحقيق: أحمد عبد السلام، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1415

ه .

121 - الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة ، الإمام شمس الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي الدمشقي (ت 748 ه ) ، تحقيق : محمّد عوامة وأحمد محمّد نمر الخطيب ، جدّة : دار القبلة للثقافة الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

122 - الكامل في الضعفاء، عبد اللّه بن عدي (ت 365 ه )، تحقيق: يحيى مختار غزّاوي، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة ، 1409 ه .

123 - كتاب الأربعين العشارية، الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت 806 ه )، تحقيق: بدر عبد اللّه البدر، بيروت: دار ابن حزم، الطبعة الاُولى، 1413 ه .

124 - كتاب الأموال، أبو عبيد القاسم بن سلام الأزدي البغدادي (ت 224 ه )، تحقيق: محمّد خليل هراس، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1406 ه .

125 - كتاب الأموال، حميد بن زنجويه مخلد بن قتيبة بن عبد اللّه الأزدي النسائي المعروف بابن زنجويه (ت 248 ه ).

126 - كتاب الدعاء، الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه )، تحقيق: مصطفى عبد القادر، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1413 ه .

127 - كتاب الوفاة، أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي (ت303 ه )، تحقيق: محمّد السعيد زغلول، القاهرة: مكتبة التراث الإسلامي.

128 - كتاب من لا يحضره الفقيه ، محمّد بن علي بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية .

129 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، علي بن عيسى

الإربلّي ( ت 693 ه ) ، بيروت : دار الأضواء ، الطبعة الثانية ، 1405 ه .

130 - كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام، أبو عبد اللّه محمّدبن يوسف بن محمّد الگنجي الشافعي ( ت 658 ه ) ، تحقيق: محمّد هادي الأميني ، طهران : دار إحياء تراث أهل البيت ، الطبعة الثانية، 1404 ه .

131 - الكفاية في علم الرواية أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) ، تحقيق : أحمد عمر هاشم، بيروت: دار الكتاب العربي، الطبعة الاُولى، 1405 ه .

132 - كمال الدين وتمام النعمة ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

133 - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي ( ت 975 ه ) ، ضبط وتفسير : الشيخ بكري حيّاني ، تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقّا ، بيروت : مؤّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1397 ه .

134 - كنوز الحقائق ، محمّد بن عبدالرؤوف المناوي المصري ( ت 1031 ه ) .

135 - لباب النقول في أسباب النزول ، أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 ه ) ، تحقيق : أحمد عبد الشافي ، بيروت : دار الكتب العلمية .

136 - لسان العرب ، أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور ( ت 711 ه ) ، قمّ : نشر أدب

الحوزة ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

137 - لسان الميزان ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الثالثة ، 1406 ه .

138 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ( ت 807 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

139 - المحتضر، حسن بن سليمان الحلّي، (ق 8 ه )، تحقيق: السيّد علي أشرف، انتشارات المكتبة الحيدرية، الطبعة الاُولى، 1424 ه .

140 - المذكّر والتذكير والذكر، ابن أبي عاصم الشيباني ( ت287 ه )، تحقيق: خالد بن قاسم الردادي، الرياض: دار المنار، الطبعة الاُولى، 1413 ه .

141 - مروج الذهب ومعادن الجوهر ، أبو الحسن عليّ بن الحسين المسعودي (ت 346 ه ) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبد الحميد ، القاهرة : مطبعة السعادة ، الطبعة الرابعة، 1384 ه .

142 - مسانيد أبي يحيى الكوفي، جمع الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني (ت 430 ه )، تحقيق: أبي يوسف محمّد بن حسن المصري، القاهرة: مطابع ابن تيمية، الطبعة الاُولى، 1413 ه .

143 - المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري (ت 405 ه )، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .

144 - مسند أبي داود الطيالسي (مسند الطيالسي) ، سليمان بن داود البصري (أبو داود الطيالسي) (ت 204 ه ) ، بيروت : دار المعرفة .

145 - مسند أبي يعلى الموصلي ، أبو يعلى أحمد بن

عليّ بن المثنّى التميمي الموصلي (ت 307 ه ) ، تحقيق : إرشاد الحقّ الأثري ، جدّة : دار القبلة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

146 - مسند أحمد ، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

147 - مسند إسحاق بن راهويه، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي(ت 238 ه )، تحقيق : عبد الغفور عبد الحقّ حسين البلوشي ، المدينة المنوّرة : مكتبة الإيمان ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

148 - مسند الشاميّين ، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخميّ الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى، 1409 ه .

149 - مسند الشهاب ، أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي (ت 454 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

150 - المصنّف ، أبو بكر عبد الرزّاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه ) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، بيروت : المجلس العلمي .

151 - معاني الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى، 1400 ه .

152 - المعجم الأوسط ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني ( ت 360 ه ) ، تحقيق : قسم التحقيق

بدار الحرمين ، 1415 ه ، القاهرة : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع .

153 - معجم البلدان ، أبو عبد اللّه شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي ( ت 626 ه ) بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاُولى ، 1399 ه .

154 - المعجم الصغير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : محمّد عثمان ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1401 ه .

155 - المعجم الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .

156 - معجم المؤّفين ( تراجم مصنّفي الكتب العربية ) ، عمر كحّالة ( معاصر ) ، بيروت : مكتبة المثنّى .

157 - معرفة السنن والآثار ، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه ) ، مصر : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .

158 - مقاتل الطالبيّين ، أبو الفرج عليّ بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (ت 356 ه ) ، تحقيق : السيّد أحمد صقر ، قمّ : منشورات الشريف الرضيّ ، الطبعة الاُولى، 1405 ه .

159 - مقتل الحسين عليه السلام ، الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزميّ الحنفي (ت 568 ه ) ، تحقيق : محمّد السماويّ ، قمّ : مكتبة المفيد .

160 - مناقب آل أبي طالب ، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني السَّرَوي ( ت 588 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

161 - مناقب الإمام أميرالمؤمنين ، محمّد بن

سليمان الكوفي القاضي (ت 300 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، قمّ : مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

162 - المواقف في علم الكلام، عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي ( ت 759 ه )، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، بيروت: دار الجيل، الطبعة الاُولى، 1417 ه .

163 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، بيروت : دار الفكر .

164 - نصب الراية ، عبد اللّه بن يوسف الحنفي الزيلعي (ت 762 ه) ، القاهرة : دار الحديث ، 1415 ه .

165 - نظم درر السمطين ، محمّد بن يوسف الزرندي (ت 750 ه) ، أصفهان : مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، 1420 ه.

166 - نهاية الإرب في فنون الأدب ، أحمد بن عبد الوهّاب النويري (ت 733 ه ) ، مصر : وزارة الثقافة.

167 - النهاية في غريب الحديث والأثر ، أبو السعادات مبارك بن مبارك الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606 ه ) ، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1367 ه .

168 - الوافي بالوفيات ، خليل بن أيبك الصَّفَدي ( ت 749 ه ): دار النشر فرانز شتاينز بقسبادن، الطبعة الثانية ، 1381 ه / 1961 م.

169 - وَفَيات الأعيان ، أحمد بن محمّد البرمكي (ابن خَلِّكان) (ت 681 ه ) ، تحقيق : إحسان عبّاس ، بيروت : دار صادر .

170 - ينابيع المودّة لذوي القربى ، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294 ه ) ،

تحقيق : علي جمال أشرف الحسيني ، قمّ: دارالاُسوة ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه .

الإتصال بالمؤف

بإمكانكم الإتصال بالمؤف عن طريق موقع الانترنت:

وعن طريق البريد الالكترونى: 

وشكراً جزيلاً

1 . الشورى : 23 . 2 . مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 133 . 3 . النور : 36 . 4 . الأحزاب : 33 . 5 . الزمر : 18 . 6 . فتراسلنا على صندوق البريد: « إيران _ 311/87415 » . 7 . الحجّ: 2. 8 . مسند أحمد ج 3 ص 17، المعجم الأوسط ج 4 ص 33، المعجم الصغير ج 1 ص 135، المعجم الكبير ج 3 ص 66 و ج 5 ص 145، 166، 170، 182، 186، كنز العمّال ج 1 ص 186، تفسير الثعلبي ج 9 ص 186، تفسير البغوي ج 4 ص 217، تفسير ابن كثير ج 4 ص 122، تفسير الآلوسي ج 22 ص 195. وغيرها بنصوص متقاربة في الألفاظ والمعاني. 9 . المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 417، قال الحاكم بعد نقله هذا الحديث: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه. وراجع: المعجم الكبير ج 22 ص 403، الجامع الصغير ج 1 ص 37، كنز العمّال ج 12 ص 108 الرقم 34218 . 10 . صحيح مسلم ج 7 ص 141، وراجع: أماليأبي نعيم الأصفهاني ص 47، تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 156، الإصابة ج 8 ص 265. 11 . صحيح البخاري ج 4 ص 210، فضائل الصحابة للنسائي ص 78، فتح الباري ج 7 ص 63، عمدة القاري ج 16 ص 223، المصنّف ج 7 ص 526، السنن الكبرى ج 5 ص 97،

المعجم الكبير ج 22 ص 404، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 121، نظم درر السمطين ص 176، فضائل سيّدة النساء ص 33، الجامع الصغير ج 2 ص 208، كنز العمّال ج 12 ص 108، 112. 12 . صحيح البخاري ج 7 - ص 141، صحيح مسلم ج 7 ص 142، مسند أحمد ج 6 ص 282، فضائل الصحابة للنسائي ص 77، عمدة القاري ج 22 ص 266، مسانيد أبي يحيى الكوفي ص 79، مسند الطيالسي ص 196، مسند ابن راهويه ج 5 ص 6، الآحاد والمثاني ج 5 ص 367، السنن الكبرى ج 4 ص 251 و ج 5 ص 96، خصائص أمير المؤمنين ص 188، كتاب الوفاة للنسائي ص 19، مسند أبي يعلى ج 12 ص 111، المعجم الكبير ج 22 ص 416، 418، كتاب الدعاء للطبراني ص 543، الطبقات الكبرى ج 2 ص 247 و ج 8 ص 26، أُسد الغابة ج 5 ص 522، سير أعلام النبلاء ج 2 ص 120، 130، الإصابة لابن حجر ج 8 ص 265، إمتاع الأسماع ج 14 ص 419. 13 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 185. 14 . سنن الترمذي ج 5 ص 367، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 157، عمدة القاري ج 3 ص 272، المصنّف ج 11 ص 430، الآحاد والمثاني ج 5 ص 363، مسند أبي يعلى ج 5 ص 380، صحيح ابن حِبّان ج 15 ص 464، المعجم الكبير ج 22 ص 402 و ج 23 ص 7، الاستيعاب ج 4 ص 1822، و 1896، الجامع الصغير ج 1 ص 574، كنز العمّال ج 12 ص 143، الدرّ المنثور

ج 2 ص 23، تاريخ مدينة دمشق ج 70 ص 109، تهذيب الكمال ج 35 ص 250، سير أعلام النبلاء ج 2 ص 126، البداية والنهاية ج 2 ص71، إمتاع الأسماع ج 4 ص 195، سيرة ابن إسحاق ج 5 ص 228. 15 . مسند أحمد ج 1 ص 293. وراجع: مجمع الزوائد ج 9 ص 223، عمدة القاري ج 15 ص 309، الآحاد والمثانى¨ ج 5 ص 364، مسند أبي يعلى ج 5 ص 110، المعجم الكبير ج 22 ص 407، الاستيعاب ج 4 ص 1822، تفسير ابن كثير ج 4 ص 420، تاريخ مدينة دمشق ج 70 ص 109، تهذيب الكمال ج 35 ص 249، تهذيب التهذيب ج 12 ص 391. 16 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 160، 185. 17 . الريطة : الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لِفقَين ، والجمع ريط ورياط الصحاح ج 3 ص 1128 «ريط» . 18 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 161. وراجع : مجمع الزوائد ج 9 ص 212، المعجم الأوسط ج 3 ص 35، المعجم الكبير ج 1 ص 108 و ج 22 ص 400، ميزان الاعتدال ج 2 ص 538، لسان الميزان ج 3 ص 395، إمتاع الأسماع ج 4 ص 195. 19 . سنن الترمذي ج 5 ص 31. وراجع: مسند أحمد ج 3 ص 285، شواهد التنزيل ج 2 ص 16، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 3 ص 492، إمتاع الأسماع ج 5 ص 387، ينابيع المودّة ج 2 ص 119. 20 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 158. 21 . المستدرك على الصحيحين ج

3 ص 151. وراجع: كنز العمّال ج 12 ص 110، ينابيع المودّة ج 2 ص 335. 22 . الكامل ج 2 ص 351. وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 156. 23 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 154. وراجع: السنن الكبرى ج 7 ص 101. 24 . الشورى : 23 . 25 . صحيح مسلم ج 7 ص 123، مسند أحمد ج 4 ص 367. وراجع: سنن الدارمي ج 2 ص 432، فضائل الصحابة ص 22، السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 148، السنن الكبرى للنسائي ج 5 ص 51، صحيح ابن خُزيمة ج 4 ص 63، المعجم الكبير ج 5 ص 182، الجامع الصغير ج 1 ص 244، كنز العمّال ج 1 ص 178 و ج 13 ص 641. 26 . ذكر أخبار أصفهان ج 2 ص 12، ورواه ابن عدي بمتن آخر: «كنّا عند النبيّ صلى الله عليه و آله فمرّ به فتية من بني هاشم فتغيّر لونه، فقلنا : يا رسول اللّه، لا نزال نرى في وجهك الذي نكره! قال: إنّ بَنيَّ هؤاء اختار اللّه لهم الآخرة على الدنيا، وسيلقون بعدي تطريداً وتشريداً»: الكامل ج 7 ص 276. 27 . الجامع الصغير ج 1 ص 158، كنز العمّال ج 12 ص 93، ينابيع المودّة ج 2 ص 89. 28 . حُشّان : أُطم حصن من آطام المدينة على طريق قبور الشهداء (لسان العرب ج 13 ص 119 «حشن» ) . 29 . المعجم الكبير ج 11 ص 61، مجمع الزوائد ج 9 ص 118، ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 4 ص 107 عن أنس بن مالك أنّه قال: «كنّا مع

رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعليّ بن أبي طالب معنا، فمررنا بحديقة، فقال عليّ: يا رسول اللّه، ألا ترى ما أحسن هذه الحديقة! فقال: إنّ حديقتك في الجنّة أحسن منها، حتّى مررنا بسبع حدائق، يقول على ما قال، ويجيبه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بما أجابه. ثمّ إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقف فوقفنا، فوضع رأسه على رأس عليّ وبكى، فقال عليّ: ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال: ضغائن في صدور قومٍ لا يبدونها لك حتّى يفقدوني، فقال: يا رسول اللّه، أفلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم؟ قال: بل تصبر، قال: فإن صبرت! قال: تلاقي جهداً، قال: أفي سلامة من ديني؟ قال: نعم، قال: فإذاً لا أُبالي». 30 . شرح نهج البلاغة ج 4 ص 108. 31 . شرح نهج البلاغة ج 10 ص 286. 32 . سير أعلام النبلاء ج 10 ص 92. 33 . العلل لابن حنبل ج 1 ص 254. 34 . الكامل لابن عدي ج 5 ص 315. 35 . سير أعلام النبلاء ح 10 ص 93. 36 . هو علوان بن داود الكوفي. 37 . تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 419. 38 . تذكرة الحفّاظ ج 4 ص 1328. راجع: تاريخ الإسلام ج 20 ص 216، الوافي بالوفيات ج 20 ص 216. 39 . سير أعلام النبلاء ج 19 ص 621. 40 . روى عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 134 و ج 2 ص 172، 233، 288 و ج 3 ص 26 و ج 3 ص 38، 150، 372، 504 و ج 4 ص 12، 16، 20، 48، 64، 82، 86، 88، 113، 114، 129، 173، 181، 188،

196، 197، 206. 41 . سير أعلام النبلاء ج 20 ص 101. 42 . روى عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 137 و ج 3 ص 375 و ج 4 ص 109 و ج 4 ص 114، 131 و ج 7 ص 449 و ج 9 ص 94 و ج 9 ص 289، 377 و ج 11 ص 222 و ج 12 ص 37 و ج 13 ص 151 و ج 15 ص 93، 110، 220، 222 و ج 16 ص 43 و ج 17 ص 399 و ج 19 ص 360. 43 . سير أعلام النبلاء ج 18 ص 150، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ج 30 ص 446 وروى عنه غانم بن الخالد: تغليق التعليق ج 3 ص 84، تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 137 و ج 3 ص 375 و ج 4 ص 109، 114، 131 و ج 7 ص 449 و ج 9 ص 289 و ج 11 ص 222 و ج 12 ص 37 و ج 15 ص 110، 220، 222 و ج 16 ص 43 و ج 17 ص 399، ذيل تاريخ بغداد ج 1 ص 17، تهذيب الكمال ج 6 ص 389 و ج 13 ص 314. 44 . تاريخ مدينة دمشق ابن عساكر ج 51 ص 223. 45 . تذكرة الحفّاظ ج 3 ص 973. 46 . سير أعلام النبلاء ج 16 ص 402. 47 . روى عنه عبد الرزّاق بن عمر بن شمة ، انظر: تاريخ الإسلام ج 30 ص 446، الأربعين البلدانية ص 91، تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص

137 و ج 2 ص 215 و ج 4 ص 131 و ج 5 ص 435 و ج 7 ص 268 و ج 13 ص 151 و ج 15 ص 220 و ج 17 ص 299 و ج 19 ص 383 و ج 20 ص 133 و ج 22 ص 317 و ج 25 ص 249 و ج 26 ص 144، تذكرة الحفّاظ ج 4 ص 1348، سير أعلام النبلاء ج 18 ص 149، تاريخ الإسلام ج 30 ص 446. 48 . سير أعلام النبلاء ج 14 ص 520 . 49 . روى عنه أبو بكر المقري: الأربعين البلدانية ص 91، تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 137 و ج 5 ص 436 و ج 9 ص 377 و ج 13 ص 151، 220 و ج 21 ص 279 و ج 22 ص 471 و ج 29 ص 109 و ج 30 ص 419 و ج 34 ص 433 و ج 37 ص 378 و ج 47 ص 492، 509 و ج 49 ص 379، تهذيب الكمال ج 6 ص 389 و ج 15 ص 412. 50 . الجرح والتعديل ج 7 ص 254. والمراد من ابن زغبة هو الإمام المحدّث العمدة أبو موسى عيسى بن حمّاد، زغبة التجيبي المصري الذي وثّقه النسائي والدارقطني. راجع: سير أعلام النبلاء ج 11 ص 507، الجرح والتعديل ج 6 ص 274، تهذيب الكمال ج 22 ص 595. 51 . سير أعلام النبلاء ج 11 ص 500. 52 . تقريب التهذيب ج 2 ص 75. 53 . الأنساب ج 1 ص 448. 54 . انظر : صحيح مسلم ج

1 ص 47، 61، 66، 93، 106، 157، 164، 167، 180، 181، 182 و ج 2 ص 4، 14، 18، 19، 71، 89، 107، 109 و ج 3 ص 3، 14، 56، 58، 66، 78، 78، 109، 119، 125، 129، 159 و ج 4 ص 51، 73، 93، 106، 135، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 7، 13، 47، 115، 124، 133، 158، 179، 181، 187، 193، 201، 203، 222، 223، 238، 251، 251، 273، 287، 291، 315، 325، 339. 55 . روى عنه محمّد بن زبّان: التمهيد ج 8 ص 12، 98 و ج 11 ص 163 و ج 23 ص 374، 794، إكمال الكمال ج 4 ص 92، 120، تاريخ مدينة دمشق ج 5 ص 435 و ج 9 ص 377 و ج 17 ص 12 و ج 27 ص 363 و ج 29 ص 109 و ج 30 ص 419 و ج 34 ص 433 و ج 35 ص 82 و ج 47 ص 509 و ج 49 ص 374 و ج 50 ص 342، تهذيب الكمال ج 6 ص 69 و ج 19 ص 115 و ج 25 ص 619، و ج 32 ص 343 و ج 35 ص 268، سير أعلام النبلاء ج 111 ص 499 و ج 14 ص 519، تاريخ الإسلام ج 23 ص 547، تاج العروس ج 18 ص 256. 56 . ميزان الاعتدال ج 3 ص 423. 57 . سير أعلام النبلاء ج 8 ص 155. 58 . الحافظ الناقد، عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد خراش المروزي ثمّ البغدادي. راجع: تذكرة الحفّاظ ج 2 ص

684. 59 . تاريخ بغداد ج 13 ص 140. 60 . قال أبو مسهر الغسّاني شيخ أهل مصر: قدم علينا الليث، فكان يجالس سعيد بن عبد العزيز... قال ابن بكير: سمعت الليث يقول: سمعت بمكّة سنة ثلاث عشرة ومئة من الزهري وأنا ابن عشرين سنة: سير أعلام النبلاء ج 8 ص 144. 61 . سير أعلام النبلاء ج 8 ص 137 . وليس بخافٍ عليك أنّ معظم رواة الأحكام والأخبار ومعظم الفقهاء والمفسّرين هم من الفرس. 62 . انظر: صحيح البخاري ج 1 ص 42، 183 و ج 2 ص 94، 96 و ج 4 ص 85 و ج 8 ص 181، صحيح مسلم ج 1 ص 25، 38، 54، 117، 181، 194 و ج 2 ص 29، 43، 75، 83، 151، 159 و ج 3 ص 57، 93، 100، 147، 148 و ج 4 ص 13، 19، 35، 75، سنن ابن ماجة ج 1 ص 7، 13، 40، 47، 75، 115، 124، 133، 136، 158، 179، 181، 187، 193، 201، 203، 220، 222، 223، 238، 243، 251، 273، 291، 315، 325، 339، 358، 362، سنن أبي داود ج 1 ص 73، 85، 171، 173، 324، 340، 372، 388، 395، 533، 557، 603، 605، 609، سنن الترمذي ج 1 ص 113، 136، 178، 217، 229، 238، 239، 281، 308 و ج 2 ص 12، 31، 33، 41، 77، 79، 85، 136، 149، سنن النسائي ج 1 ص 82، 213، 214، 245، 279 و ج 2 ص 48، 181، 223، 242 و ج 3 ص 25، 104 و ج 4 ص 95، 99، 154، 196. 63

. روى عنه محمّد بن رمح المصري ، انظر: صحيح مسلم ج 1 ص 47، 61، 66، 106، 157، سنن ابن ماجة ج 1 ص 7، 13، 47، 115، 124، 133، 158، 179، السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 316 و ج 5 ص 310 و ج 6 45، 116، 132، 134، فتح الباري ج 3 ص 142، عمدة القاري ج 1 ص 21 و ج 2 ص 259، كتاب الأربعين للنسوي ص 76، صحيح ابن حبّان ج 2 ص 270 و ج 8 ص 409 و ج 10 ص 435 و ج 12 ص 200، المعجم الكبير ج 11 ص 12، مسند شهاب ج 2 ص 142، معرفة السنن والآثار ج 7 ص 383، الاستذكار ج 8 ص 469، التمهيد ج 8 ص 12، 98 و ج 10 ص 220، تغليق التعليق ج 3 ص 97، كنز العمّال ج 3 ص 794، تفسير الثعلبي ج 9 ص 48، تفسير القرطبي ج 3 ص 67، الجرح والتعديل ج 7 ص 254، الكامل لابن عدي ج 1 ص 328، تاريخ بغداد ج 1 ى 359 و ج 8 ص 165 و ج 13 ص 11، إكمال الكمال ج 4 ص 92، تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 215 و ج 5 ص 435 و ج 9 ص 94، 289، 377 و ج 17 ص 399 و ج 20 ص 133، أُسد الغابة ج 5 ص 617، تهذيب الكمال ج 6 ص 69 و ج 7 ص 214، لسان الميزان ج 2 ص 106، الأنساب ج 1 ص 448. 64 . فخرج من أهل مصر سبعمئة رجل

فنزلوا المسجد... وحاصر أُولئك عثمان، وأجلب عليه محمّد بن أبي بكر ببني تيم: تاريخ مدينة دمشق ج 39 ص 416، تاريخ المدينة لابن شبّة ج 4 ص 1158، الإمامة والسياسة ج 1 ص 39. 65 . تاريخ بغداد ج 13 ص 8، وانظر: تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 42 و ج 50 ص 366، تهذيب الكمال ج 24 ص 271، سير أعلام النبلاء ج 8 ص 148، وفيات الأعيان ج 4 ص 130، تاريخ الإسلام ج 11 ص 308 و ج 12 ص 72. 66 . المعجم الكبير ج 1 ص 55، وراجع: المعجم الأوسط ج 8 ص 319. ورواه ابن عدي بإسناده عن الليث بلفظٍ آخر: «يا عثمان، إن كساك اللّه قميصاً فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه»، راجع: الكامل لابن عدي ج 4 ص 208. 67 . انظر : نصب الراية ج 1 ص 436، عمدة القاري ج 6 ص 295. 68 . الثقات ج 8 ص 526. 69 . ميزان الاعتدال ج 3 ص 108. وراجع: لسان الميزان ج 4 ص 188. 70 . انظر : علل الدارقطني ج 1 ص 181. 71 . روى عنه الليث بن سعد: تاريخ مدينة دمشق ج 59 ص 155، ميزان الاعتدال ج 3 ص 110، لسان الميزان ج 4 ص 189، 190، فتوح البلدان ج 1 ص 123، البداية والنهاية ج 8 ص 141. 72 . أبو حاتم الرازي الإمام الحافظ الكبير، محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أحد الأعلام، كان من بحور العلم، طوّف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنّف وجرح وعدّل وصحّح وعلّل: تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 567، سير أعلام

النبلاء ج 13 ص 247. أقول: هو والد صاحب كتاب الجرح والتعديل. 73 . يحيى بن معين بن عون الغطفاني، مولاهم، أبو زكريا البغدادي، ثقة حافظ مشهور، إمام الجرح والتعديل: تقريب التهذيب ج 2 ص 316، تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 429. 74 . ميزان الاعتدال ج 3 ص 46. 75 . ميزان الاعتدال ج 2 ص 253. 76 . ميزان الاعتدال ج 4 ص 7 . 77 . تدريب الراوي ج 1 ص 108. 78 . انظر: الثقات ج 7 ص 233، ص 583 و ج 8 ص 19، 81، 110. 79 . انظر : الثقات ج 7 ص 46، 551، 599، و ج 8 ص 10، 31. 80 . انظر : الثقات ج 4 ص 234، 282، 309، 317، 340، 360 و ج 5 ص 306. 81 . ميزان الاعتدال ج 3 ص 108. 82 . التواضع والخمول لابن أبي الدنيا ص 130.

83 . تاريخ مدينة دمشق ج 59 ص 155. وراجع: لسان الميزان ج 4 ص 190. 84 . تاريخ الطبري ج 3 ص 399. 85 . ذكرنا أنّه جاء في قسم من الخبر قولُ أبي بكر: «وددتُ أنّي لم أكشف بيت فاطمة»، بينما نقل أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال ج 1 ص 339 ما هذا نصّه: «قال أبو بكر: وددت أنّي لم أكن أفعل كذا وكذا، لخلّةٍ ذكرها»، وأضاف قائلاً: «لا أُريد ذِكرَها»! فإذا كان أبو عبيد القاسم بن سلام وأمثاله يتحامَون ذِكر أصل كشف بيت فاطمة عليهاالسلام، فهل يُترقَّب ممّن ذكره منهم أن يعني بتفاصيل هذا الهجوم ونتائجه المروّعة على الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام بوصفها الوجه البارز في

مخاطبة القوم؟! 86 . تاريخ مدينة دمشق ج 41 ص 106. وراجع: تهذيب الكمال ج 20 ص 286، سير أعلام النبلاء ج 5 ص 28. 87 . المائدة : 55 . 88 . «إنّها نزلت في أبي بكر الصديق» قاله عكرمة: زاد المسير ج 2 ص 292، وراجع: تفسير البحر المحيط ج 3 ص 525، تفسير القرطبي ج 6 ص 221. 89 . تصدّق الإمام عليّ بخاتمه وهو راكع، فنزلت : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ...»: تفسير ابن أبي حاتِم ج 4 ص 1162؛ إنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب حين تصدّق بخاتمه وهو راكع. راجع: تفسير السمرقندي ج 1 ص 424، زاد المسير ج 2 ص 292، تفسير السمعاني ج 2 ص 47، شواهد التنزيل ج 1 ص 212، تفسير الرازي ج 12 ص 20، تفسير ابن كثير ج 2 ص 74، تفسير الآلوسي ج 6 ص 186، تفسير الجلالين ص 337. وراجع: أيضاً الدرّ المنثور ج 2 ص 293، مجمع الزوائد ج 7 ص 17، المعجم الأوسط ج 6 ص 218، تخريج الأحاديث والآثار ج 1 ص 410، لباب النقول ص 93، كنز العمّال ج 13 ص 165. 90 . انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 108، لسان الميزان ج 4 ص 188. 91 . التاريخ الكبير ج 4 ص 288. 92 . التمهيد ج 16 ص 279. 93 . الجرح والتعديل ج 4 ص 411. 94 . تذكرة الحفّاظ ج 1 ص 148. 95 . سير أعلام النبلاء ج 5 ص 454. 96 . تاريخ مدينة دمشق ج 22 ص 368. وراجع: التمهيد لابن عبد البرّ ج 16 ص 280، تهذيب الكمال ج

13 ص 82، سير أعلام النبلاء ج 5 ص 455. وذِكر هذه القضية لم يكن يخلو من فائدة ؛ لأنّ أفكار ابن كيسان جاءت في الوقت الذي ابتدأ فيه الزهري بكتابة السنن والاتّجاه نحو جعل أقوال الصحابة جزءاً منها ، ممّا جعله مقرّباً من الحكومة الأُموية آنذاك ، فكأنّ الزهري كان يسبح عكس الاتّجاه السائد. انظر ترجمة الزهري في: تهذيب الكمال ج 25 ص 554، تذكرة الحفّاظ ج 1 ص 108، سير أعلام النبلاء ج 7 ص 197، تقريب التهذيب ج 2 ص 133.

97 . انظر: صحيح البخاري ج 1 ص 7، 48، 93، 115، 135، 142، 157، 205 و ج 2 ص 23، 132، 148، 211 و ج 4 ص 2، 16، 177 و ج 5 ص 62، 177، 191 و ج 6 ص 97، 130 و ج 7 ص 93، 156 و ج 8 ص 92، 153، 186، صحيح مسلم ج 1 ص، 59 و ج 4 ص 9، 14، 50 و ج 6 ص 68 و ج 7 ص 110، 112، 117 و ج 8 ص 91، 118، سنن ابن ماجة ج 1 ص 39، 279، سنن أبي داود ج 1 ص 269، 446، 511 و ج 2 ص 225، 229، 394، سنن الترمذي ج 2 ص 159، 235 و ج 3 ص 368، 389 و ج 4 ص 308، 335 و ج 5 ص 373، سنن النسائي ج 1 ص 225 و ج 5 ص 119، 163، 184 و ج 6 ص 84 و ج 7 ص 142 و ج 8 ص 228. 98 . التاريخ الكبير ج 2 ص

345. 99 . أبو زُرعة الجرجاني: أحمد بن حميد الحافظ الصيدلاني: تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 424. 100 . الجرح والتعديل ج 3 ص 225. 101 . تاريخ الإسلام ج 6 ص 337 . 102 . تقريب التهذيب ج 1 ص 245. 103 . انظر : تقريب التهذيب ج 3 ص 40؛ روى عن أبيه عبد الرحمن بن عوف: سنن النسائي ج 4 ص 183، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 309 و ج 4 ص 343، أمالي المحاملي ص 368، صحيح ابن حبّان ج 5 ص 493، المعجم الأوسط ج 1 ص 268 و ج 8 ص 179، المعجم الكبير ج 1 ص 134، الأربعين البلدانية ص 107، كنز العمّال ج 12 ص 531 و ج 13 ص 227، فيض القدير ج 1 ص 122، تفسير الثعلبي ج 2 ص 71، شواهد التنزيل ج 1 ص 334. 104 . انظر : صحيح البخاري ج 1 ص 14، 25، 97، 106، 106، 107، 171 و ج 2 ص 164، 191، 227، 235، 236، 250، 251 و ج 3 ص 134، 137، 148، 166 و ج 4 ص 69، 149، 193 و ج 5 ص 115، 174، صحيح مسلم ج 1 ص 27 و ج 2 ص 76، 92، 176 و ج 3 ص 91، 95، 139، 149 و ج 4 ص 106، 107، سنن ابن ماجة ج 1 ص 403 و ج 2 ص 795، 913، 1052، 1421، سنن أبي داود ج 2 ص 90، 199، 282، 303 و ج 2 ص 460، سنن الترمذي ج 1 ص 274 و ج 2 ص 122 و

ج 3 ص 51، 222 و ج 3 ص 288 و ج 4 ص 57، 193، 237، 300 و ج 5 ص 215، سنن النسائي ج 3 ص 201، 206، 213، 328، 260 و ج 4 ص 112، 56، 168، 183، 204 و ج 5 ص 9، 161، 234 و ج 6 ص 22، 47، 258. 105 . الثقات ج 2 ص 342. 106 . التاريخ الكبير ج 5 ص 229. 107 . سير أعلام النبلاء ج 1 ص 68. 108 . مسند أحمد ج 1 ص 103. وراجع: سنن الترمذي ج 5 ص 311، فضائل الصحابة للنسائي ج 5، صحيح ابن حبّان ج 15 ص 463. 109 . البقرة : 25 . 110 . التوبة: 111. 111 . روى البخاري في صحيحه ج 7 ص 177: «إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال له جبرئيل: بشّرْ أُمّتك أنّه من مات لا يشرك باللّه دخل الجنّة، قلت: يا جبرئيل، وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر»! ورواه مسلم في صحيحه ج 3 ص 76.

هكذا روى، كما روى أحمد بن حنبل في مسنده ج 4 ص 402 أنّه قال صلى الله عليه و آله: «أبشروا وبشّروا مَن وراءكم: إنّه مَن شهد أن لا إله إلاّ اللّه صادقاً بها دخل الجنّة».

فهؤاء العشرة المبشّرة إن كانوا مؤنين حقّاً آخذين بحجزة الكتاب والسنّة فهم من آحاد أهل الجنّة لا مُحالة كبقية مَن أسلم وجهه للّه وهو محسن. وهنالك أناس من الصحابة غير هؤاء العشرة خُصّوا بالبشارة بالجنّة وبُشّروا بلسان النبيّ الأقدس صلى الله عليه و آله، منهم عمّار بن ياسر، فقد ذكر السيوطي

في الجامع الصغير ج 1 ص 651 أنّه قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «دم عمّار ولحمه حرام على النار تأكله أو تمسّه»، وروى ابن عساكر في تاريخه ج 10 ص 451 بالإسناد عن أنس بن مالك أنّه قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «اشتاقت الجنّة إلى ثلاثة: عليّ وعمار وبلال».

وروى أحمد بن حنبل في مسنده ج 3 ص 3 أنّه قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»، ورواه ابن ماجة في سننه ج 1 ص 44، والترمذي في سننه ج 1 ص 44.

فما هذا التصعيد حول رواية العشرة المبشّرة وجعلُها عنوانَ كلّ كرامة لهم واختصاصها بالعناية وإلحاقها بأسماء العشرة عند ذكرهم، وقصر البشارة بالجنّة على ذلك الرهط فحسب، والصفح عمّا ثبت في غيرهم من الذين آمنوا وكانوا يتّقون؟! 112 . ذكر الطبري في تاريخه ج 3 ص 411 أنّه خرج سَودان بن حُمران من دار عثمان وهو يقول: «أين طلحة بن عبيد اللّه؟ لقد قتلنا ابن عفّان!» كما أنّ مروان بن الحكم في يوم الجمل رمي طلحة بسهم من خلفه وقتله لأنّه كان يعتبره هو قاتلَ عثمان، فقال له: واللّه لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا، راجع: الطبقات الكبرى ج 3 ص 22، تاريخ مدينة دمشق ج 25 ص 113، تهذيب الكمال ج 13 ص 422. 113 . انظر : صحيح البخاري ج 3 ص 3 و ج 3 ص 9، 19، 39، 60 و ج 4 ص 183 و ج 5 ص 11، 137، 184 و ج 6 ص 118 و ج 7 ص 92، صحيح مسلم ج 4 ص 145 و ج 5 ص 148، سنن ابن ماجة ج 1 ص 7، 319،

382، 532 و ج 2 ص 863، 891، 1324، سنن أبي داود ج 2 ص 59، 264 و ج 1 ص 381، 382، سنن الترمذي ج 1 ص 247 و ج 3 ص 72، 113، سنن النسائي ج 4 ص 158، 183 و ج 6 ص 120 و ج 8 ص 93. 114 . كيدمة : موضع بالمدينة ، وهو سهم عبد الرحمن بن عوف من بني النضر معجم البلدان ج 4 ص 497 باب الكاف والياء . وفي سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام : «باع أرضاً له» . 115 . الطبقات الكبرى ج 3 ص 132، تاريخ مدينة دمشق ج 35 ص 283. 116 . الاستيعاب ج 2 ص 848، الوافي بالوفيات ج 18 ص 126. 117 . انظر : الطبقات الكبرى ج 3 ص 56، تاريخ المدينة ج 3 ص 955. 118 . سير أعلام النبلاء ج 1 ص 68. 119 . انظر : الكامل في التاريخ ج 3 ص 71. 120 . انظر : نصب الراية ج 1 ص 436، عمدة القاري ج 6 ص 295. 121 . هو علوان بن داود الكوفي. 122 . تاريخ الطبري ج 2 ص 619. 123 . ميزان الاعتدال ج 3 ص 499. 124 . تاريخ بغداد ج 2 ص 161. 125 . تاريخ بغداد ج 2 ص 163. راجع: سير أعلام النبلاء ج 14 ص 278، و تذكرة الخواصّ ج 2 ص 710. 126 . هو أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود سليمان الأشعث السجستاني الأزدي، الفقيه المحدّث، توفّي سنة 316، وكان من بحور العلم، بحيث إنّ بعضهم فضّله على أبيه أبي داود السجستاني

صاحب السنن: راجع: سير أعلام النبلاء ج 13 ص 223. 127 . تاريخ مدينة دمشق ج 52 ص 198. 128 . القذع : الخنا والفحش ... يقال : قذعتُه وأقذعته : إذا رميته بالفحش وشتمته الصحاح ج 3 ص 1261 «قذع» . 129 . الإمام الحافظ المعمَّر أحمد بن عليّ بن عمرو السليماني البخاري، محدّث ما وراء النهر، تُوفّي سنة إحدى عشرة وثلاثمئة: سير أعلام النبلاء ج 17 ص 200. 130 . ميزان الاعتدال ج 3 ص 499. 131 . المصدر السابق . 132 . المصدر السابق. 133 . الثقات ج 9 ص 290. 134 . تقريب التهذيب ج2 ص 349. 135 . أحمد بن عمرو بن عبد اللّه بن عمرو بن السرح الأُموي بالولاء، من حفّاظ الحديث: الأعلام للزركلي ج 1 ص 189. 136 . الجرح والتعديل ج 9 ص 243. 137 . الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة ج 2 ص 403. 138 . سير أعلام النبلاء ج 12 ص 348. 139 . سنن النسائي ج 1 ص 131، 212 و ج 2 ص 151 و ج 3 ص 53 و ج 4 ص 7، 14، 66، 69، 172 و ج 5 ص 43، 45، 210، 233، 252 و ج 6 ص 4، 36، 37، 104، 106، 115، 135، 159، 194، 239 و ج 7 ص 25، 26، 158، 189، 212، 260، 305 و ج 8 ص 76 و ج 8 ص 138، 238، 250، 262، 268، 280، 283. 140 . روى عنه الطبري: تاريخ الطبري ج 2 ص 2، 28، 47، 52، 72، 115، 129، 232، 279 و ج

3 ص 272 و ج 4 ص 119 و ج 7 ص 183، جامع البيان ج 1 ص 26، 27، 28، 30، 33، 34، 40، 45، 46، 49، 54، 73، 75، 90، 112، 114، 120، 124، 130، 173، 175، 177، تفسير الثعلبي ج 8 ص 190 و ج 10 ص 266، تفسير البغوي ج 4 ص 55، تفسير ابن كثير ج 1 ص 7، 10، 66، 82، 103. 141 . انظر : الثقات ج 9 ص 44. 142 . الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة ج 2 ص 369. 143 . صحيح البخاري ج 1 ص 75، 82، 87، 91، 101، 102، 122، 141 و ج 2 ص 11، 25، 37، 49، 64، 71 و ج 3 ص 12، 13، 23، 48، 58، 70، 72، 75، 78، 79 و ج 4 ص 12، 14، 22، 31، 60 و ج 5 ص 36، 44، 79، 82، 130، صحيح مسلم ج 8 ص 125، 206، سنن ابن ماجة ج 1 ص 136، 689 و ج 2 ص 1100، سنن الترمذي ج 2 ص 266. 144 . تهذيب الكمال ج 31 ص 403؛ روى عنه يونس بن عبد الأعلى: صحيح ابن خُزيمة ج 1 ص 84 و ج 2 ص 187، 221، 344 و ج 3 ص 18، 87، شرح معاني الآثار ج 4 ص 332، تغليق التعليق ج 2 ص 45، عمدة القاري ج 1 ص 250؛ روى عن الليث بن سعد: صحيح البخاري ج 1 ص 43، 34، 45، 59 و ج 2 ص 11، 25 و ج 3 ص 9، 12، صحيح

مسلم ج 6 ص 22، سنن ابن ماجة ج 1 ص 136، سنن الترمذي ج 2 ص 266، المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 10، 26، 55، 70، 153، 162، 179، 212، 222، 243، السنن الكبرى للبيهقي ج 1 ص 3، 19، 48، 60، 70. 145 . تقريب التهذيب ج 1 ص 722. 146 . قال الخطيب البغدادي في علم الرواية ص 107: «ومنهم من قال: يكفيه أن يقول: هو مقبول الشهادة...». 147 . التاريخ الكبير ج 6 ص 171. 148 . تاريخ مدينة دمشق ج 45 ص 121. 149 . سنن أبي داود ج 2 ص 102. 150 . هو علوان بن داود الكوفي. 151 . تاريخ الطبري ج 2 ص 620 . 152 . إنّ الطبري رحل إلى الري وسمع من شيوخها، ثمّ رحل إلى بغداد وكتب عن شيوخها، ثمّ انتقل إلى الكوفة والبصرة، ثمّ عاد إلى بغداد، ومنها رحل إلى مصر سنة 253 ه ، فلم تطل إقامته فيها، وعاد إلى الشام، ثمّ دخل مصر سنة 256 ه ، وأخذ في هاتين الرحلتين من شيوخ مصر، ثمّ توجّه إلى طبرستان، ثمّ رجع إلى بغداد وانقطع للدرس والتأليف إلى أن مات، راجع: سير أعلام النبلاء ج 14 ص 278، تذكرة الخواصّ ج 2 ص 710، تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 710، تاريخ بغداد ج 2 ص 161، طبقات المفسّرين ص 82. 153 . المعجم الكبير ج 1 ص 62. 154 . العالم الحافظ الرحّال الثقة، أبو بكر محمّد بن عليّ بن عليّ بن عبد الرحمن بن محمّد بن عمر بن حفص الهمداني الذكواني الأصفهاني المُعدِّل: سير أعلام النبلاء ج 17 ص 435. 155

. سير أعلام النبلاء ج 16 ص 127. 156 . لسان الميزان ج 3 ص 73. 157 . جزء ترجمة الطبراني، ابن مَندَة الأصفهاني ص 2. 158 . تقريب التهذيب ج 1 ص 305. 159 . تهذيب التهذيب ج 3 ص 256. 160 . سنن ابن ماجة ج 1 ص 240. 161 . روى عنه الطبراني: المعجم الأوسط ج 4 ص 51، 52، 53، 45، المعجم الكبير ج 1 ص 53، 61، 62، 64، 70، 95، 110، 113، 122، 149، 155، 198، 203، 253، 298، 306، 336، 367 و ج 2 ص 65، 67، 75، 148، 170، 180، 185، 189، 270، 278، 290 و ج 3 ص 36، 52، 71، 78، 103، 104، تفسير ابن كثير ج 4 ص 208، تاريخ بغداد ج 7 ص 69 و ج 8 ص 408، تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 128 و ج 4 ص 323 و ج 9 ص 97 و ج 10 ص 428 و ج 18 ص 345 و ج 19 ص 338، 425 و ج 20 ص 269 و ج 22 ص 466 و ج 26 ص 206 و ج 30 ص 422. 162 . الجرح والتعديل ج 4 ص 56. 163 . أبو حاتم الرازي، الإمام الحافظ الكبير، محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أحد الأعلام، كان من بحور العلم، طوّف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنّف وجرح وعدّل، وصحّح وعلّل: تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 567، سير أعلام النبلاء ج 13 ص 247. أقول: هو والد صاحب كتاب الجرح والتعديل. 164 . تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 427. 165 . سير

أعلام النبلاء ج 10 ص 548. 166 . قال الذهبي في وصف عقيدة الجَوزَجاني من التشيّع وعليّ عليه السلام : «الجَوزَجاني سكن دمشق، يحدّث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل، فيتقوّى بكتابه، ويقرؤ على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على عليّ»: ميزان الاعتدال ج 1 ص 76، وراجع تاريخ مدينة دمشق ج 7 ص 281، وانظر : الكامل لابن عدي ج 1 310، تهذيب التهذيب ج 1 ص 159. 167 . الكامل ج 3 ص 411 _ 412. 168 . صحيح البخاري ج 1 ص 25، 28، 109، 207 و ج 2 ص 26، 71، 135، 258 و ج 3 ص 25، 63، 107، 227 و ج 4 ص 45، 54، 98، 230 و ج 5 ص 99، 129، 141 و ج 6 ص 33، 100، 180 و ج 7 ص 19، 31، 34، 89، 155، 207، 221 و ج 8 ص 24، 73، 75، 78، 128، صحيح مسلم ج 6 ص 85 و ج 7 ص 119، سنن النسائي ج 6 ص 129. 169 . وروى عنه روح بن الفرج: المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 348، السنن الكبرى ج 1 ص 248، شرح معاني الآثار ج 1 ص 21، المعجم الكبير ج 1 ص 62، 306 و ج 2 ص 67 و ج 3 ص 246 و ج 7 ص 56 و ج 10 ص 297 و ج 12 ص 182، 236 و ج 17 ص 284 و ج 20 ص 125، 236، سنن الدارقطني ج 1 ص 69، الاستذكار ج 8 ص 70 و ج 8 ص 298،

التمهيد ج 7 ص 110 و ج 18 ص 125، تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 422 و ج 35 ص 36 و ج 60 ص 155. 170 . تهذيب التهذيب ج 3 ص 40. 171 . انظر : تقريب التهذيب ج 1 ص 245. 172 . صحيح البخاري ج 1 ص 14، 25، 97، 106، 106، 107، 171 و ج 2 ص 164، 191، 227، 235، 236، 250، 251 و ج 3 ص 134، 137، 148، 166 و ج 4 ص 69، 149، 193 و ج 5 ص 115، 174، صحيح مسلم ج 1 ص 27 و ج 2 ص 76، 92، 176 و ج 3 ص 91، 95، 139، 149 و ج 4 ص 106، 107، سنن ابن ماجة ج 1 ص 403 و ج 2 ص 795، 913، 1052، 1421، سنن أبي داود ج 2 ص 90، 199، 282، 303 و ج 2 ص 460، سنن الترمذي ج 1 ص 274 و ج 2 ص 122 و ج 3 ص 51، 222 و ج 3 ص 288 و ج 4 ص 57، 193، 237، 300 و ج 5 ص 215، سنن النسائي ج 3 ص 201، 206، 213، 328، 260 و ج 4 ص 112، 56، 168، 183، 204 و ج 5 ص 9، 161، 234 و ج 6 ص 22، 47، 258. 173 . تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 422. 174 . راجع: تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 77، 78، 111، 112، 119، 127، 210، 282، 290 و ج 3 ص 148، 168 و ج 5 ص 111، 405

و ج 7 ص 268 و ج 9 ص 142 و ج 10 ص 281، 397، 461 و ج 11 ص 67، 205، 451. 175 . الإمام الحافظ، أبو بكر محمّد بن أبي المظفّر منصور بن عبد الجبّار التميمي السمعاني: تذكرة الحفّاظ ج 4 ص 1366. 176 . سير أعلام النبلاء ج 19 ص 303 _ 306. 177 . روى عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 25، 48، 60، 61، 65، 78، 102، 106، 109، 110، 111، 138، 171، 212، 218، 227، 231. 178 . سير أعلام النبلاء ج 17 ص 596. 179 . روى عنه الحسن بن أحمد الحدّاد: تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 98، 106، 282، 357 و ج 3 ص 168 و ج 5 ص 405، 460 و ج 6 ص 11، 369 و ج 7 ص 268 و ج 8 ص 375 و ج 9 ص 117، 134، 142 و ج 10 ص 281، 397. 180 . في الأصل «النهراني» بدل «البَهراني»، وهذا تصحيف، ونحن أثبتناه من كتب الرجال والتراجم، راجع: تاريخ مدينة دمشق ج 5 ص 109، و ج 22 ص 12. والبَهراني بفتح الباء وسكون الهاء نسبةً إلى بَهراء؛ قبيلة من قضاعة نزلت أكثرها بلدة حمص مدينة بالشام. 181 . تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 420. 182 . سير أعلام النبلاء ج 20 ص 248. 183 . تاريخ مدينة دمشق ج 5 ص 28، 94 و ج 29 ص 340 و ج 36 ص 403 و ج 41 ص 325. 184 . روى عنه ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 145

و ج 2 ص 243، 413 و ج 4 ص 49، 87، 7، 181، 215، 317، 335، 432 و ج 6 ص 55، 72، 113 و ج 7 ص 23، 265، 372 و ج 9 ص 152 و ج 10 ص 130، 313 و ج 12 ص 12 و ج 13 ص 308 و ج 15 ص 313. 185 . تاريخ مدينة دمشق ج 41 ص 459. 186 . سير أعلام النبلاء ج 20 ص 251. 187 . روى عنه ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 136 و ج 30 ص 96، 136، 137، 240، 250، 252، 297، 312، 340 و ج 44 ص 27، 138، 250، 260. 188 . سير أعلام النبلاء ج 19 ص 13. 189 . روى عنه نصر بن أحمد السوسي: تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 340 و ج 44 ص 27 و ج 54 ص 281، تاريخ الإسلام ج 37 ص 340. 190 . رشا بن نظيف بن ماشا اللّه الدمشقي، أبو الحسن: مقري من العلماء: الأعلام ج 3 ص 21. 191 . عبد العزيز بن أحمد بن سليمان المحدّث أبو محمّد، التميمي الكتّاني الصوفي، سمع الكثير، ونسخ ما لا ينحصر، وله رحلة ومعرفة جيّدة: تاريخ الإسلام ج 31 ص 202. 192 . سير أعلام النبلاء ج 17 ص 367 _ 368. 193 . روى عنه عليّ بن محمّد المِصّيصي: تاريخ مدينة دمشق ج 39 ص 109، 221 و ج 43 ص 198 و ج 61 ص 387، أُسد الغابة ج 1 ص 171، 175، 196 و ج 2 ص 198، 293 و ج 3 ص 43،

210، 211، 258 و ج 4 ص 21، 28، 45، 63 و ج 5 ص 54، 159، تذكرة الحفّاظ ج 3 ص 859، ميزان الاعتدال ج 2 ص 555. 194 . سير أعلام النبلاء ج 15 ص 12 . 195 . المصدر السابق ص 413 . 196 . روى عنه ابن أبي نصر التميمي: تفسير البغوي ج 3 ص 355، تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 101 و ج 5 ص 63 و ج 15 ص 199 و ج 24 ص 89 و ج 25 ص 90، 295 و ج 30 ص 74، 130، 156، 232، 252، 406، 408 و ج 34 ص 52 و ج 36 ص 338 و ج 39 ص 47، 221، سير أعلام النبلاء ج 12 ص 586، عيون الأثر ج 1 ص 159. 197 . حديث خيثمة ص 71. 198 . تاريخ مدينة دمشق ج 5 ص 109، و ج 22 ص 12. 199 . روى عنه خيثمة بن سليمان: تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 420. 200 . هو الإمام الحافظ أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي صاحب كتاب الجرح والتعديل، راجع: تاريخ مدينة دمشق ج 35 ص 357، ميزان الاعتدال ج 2 ص 587. 201 . الجرح والتعديل ج 9 ص 5. 202 . الثقات ج 6 ص 28. 203 . تهذيب الكمال ج 3 ص 189. 204 . تقريب التهذيب ج 1 ص 99. 205 . سير أعلام النبلاء ج 6 ص 129. وقوله: «لم يكن أنبت»، يريد: لم ينبت شعر عانته ، وظهوره من علامات البلوغ هامش المصدر . 206 . صحيح مسلم ج

2 ص 27 و ج 3 ص 61 و ج 3 ص 105 و ج 4 ص 109، سنن ابن ماجة ج 1 ص 296، سنن الترمذي ج 3 ص 309، سنن النسائي ج 1 ص 83 و ج 3 ص 61، 122 و ج 4 ص 80. 207 . أي: علوان بن داود الكوفي. 208 . تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 422. 209 . الجرح والتعديل ج 5 ص 386. 210 . تاريخ بغداد ج 10 ص 436. 211 . تقريب التهذيب ج 1 ص 605. 212 . ميزان الاعتدال ج 2 ص 629. 213 . صحيح البخاري ج 1 ص 219 و ج 3 ص 99 و ج 4 ص 177، 198، 203، صحيح مسلم ج 2 ص 187 و ج 4 ص 30 و ج 6 ص 160 و ج 8 ص 18، 81، سنن ابن ماجة ج 1 ص 159، 293 و ج 2 ص 1301، سنن أبي داود ج 1 ص 176، 338، سنن الترمذي ج 1 ص 166، سنن النسائي ج 2 ص 130، 168، 192، 192، 221. 214 . ذُكر في الأصل «أحمد بن يعقوب» ولكنّه تصحيف، والصحيح ما أثبتناه؛ وذلك بقرينة ما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 15 ص 455 في ترجمة «محمّد بن يعقوب الأصمّ» أنّه روى عنه أحمد بن الحسن الحَرَشيّ الحِيرِي. 215 . تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 417 . 216 . سير أعلام النبلاء ج 20 ص 227. 217 . روى عنه ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 28، 39، 42، 50، 88، 106، 122، 157، 182،

195، 222، 238، 240، 296، 309، 319، 320، 327، 342، 345، 354 و ج 2 ص 122، 133، 184، 185، 190، 191، 192، 197، 202، 242، 304، 321 و ج 3 ص 49، 52، 124، 132، 163، 170، 187، 190، 200، 201، 204. 218 . تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 319، وراجع: ج 30 ص 417 و ج 33 ص 117. 219 . ذيل تاريخ بغداد ج 5 ص 149. 220 . سير أعلام النبلاء ج 19 ص 41. 221 . تاريخ الإسلام ج 33 ص 262. 222 . روى عنه أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل الفَرَاوي: تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 417 و ج 33 ص 117 و ج 35 ص 224 و ج 63 ص 274. 223 . سير أعلام النبلاء ج 17 ص 356 . 224 . تاريخ مدينة دمشق ج 47 ص 116. 225 . روى عنه أحمد بن محمّد بن أبي حرب الجرجاني: تاريخ مدينة دمشق ج 12 ص 366 و ج 19 ص 325 و ج 30 ص 417 و ج 35 ص 225 و ج 53 ص 254. 226 . تاريخ مدينة دمشق ج 56 ص 287. 227 . سير أعلام النبلاء ج 15 ص 452 _ 456. 228 . تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 417 . 229 . انظر : سير أعلام النبلاء ج 15 ص 455. 230 . تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 319، و ج 10 ص 56، و ج 31 ص 276، و ج 39 ص 273. 231 . تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 162 و

ج 20 ص 392 و ج 32 ص 86 و ج 32 ص 302 و ج 33 ص 116 و ج 42 ص 548 و ج 50 ص 59 و ج 66 ص 259. 232 . انظر : اقتضاء العلم العمل ص 16، 74، الرحلة في طلب الحديث ص 77، 173، الكفاية في علم الرواية ص 29، 44، 77، 108، 149، 208، 210، 269، 279، 285، 310، 319، 348، أدب الإملاء والاستملاء ص 149، كتاب الأربعين الأعشارية ص 208، تاريخ بغداد ج 1 ص 138، 176، 203، 223، 270 و ج 2 ص 55، 389 و ج 4 ص 426 و ج 5 ص 345، تاريخ مدينة دمشق ج 25 ص 314 و ج 31 ص 138، 288 و ج 36 ص 448 و ج 51 ص 272، تهذيب الكمال ج 24 ص 358 و ج 28 ص 535، عيون الأثر ج 1 ص 21. 233 . تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 417. 234 . روى عنه أحمد بن الحسن الحِيرِي: تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 279 و ج 3 ص 5، 44، 319 و ج 5 ص 312 و ج 6 ص 186، 281 و ج 7 ص 223، 353، 399، 408، 412، 442 و ج 10 ص 380 و ج 11 ص 42 و ج 13 ص 378، و ج 16 ص 302 و ج 17 ص 74، 102، 203 و ج 19 ص 81 و ج 19 ص 403 و ج 20 ص 42، 392، تاريخ بغداد ج 1 ص 203، 223، 237، 270 و ج 2 ص 55، 389

و ج 4 426 و ج 5 345 و ج 6 ص 170 و ج 8 ص 195، 456 و ج 9 ص 69، 164، 178، 270، 353، 374، ذيل تاريخ بغداد ج 4 ص 207، تهذيب الكمال ج 24 ص 358، تهذيب الكمال ج 28 ص 535، عيون الأثر ج 1 ص 21. 235 . تاريخ بغداد ج 7 ص 446. 236 . سير أعلام النبلاء ج 13 ص 192. 237 . روى عنه محمّد بن يعقوب الأصمّ: السنن الكبرى ج 1 ص 97 و ج 2 ص 465، 488، 502 و ج 3 ص 399 و ج 4 ص 211 و ج 5 ص 231، 327 و ج 10 ص 7، معرفة السنن والآثار ج 4 ص 264، الكفاية في علم الرواية ص 75، 319، 323، شواهد التنزيل ج 2 ص 92، تاريخ بغداد ج 7 ص 446 و ج 12 ص 196، تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 319 و ج 10 ص 56 و ج 31 ص 276، أُسد الغابة ج 5 ص 589، البداية والنهاية ج 3 ص 235 و ج 6 ص 244 و ج 7 ص 359، السيرة النبويّة لابن هشام ج 2 ص 260. 238 . التاريخ الكبير ج 3 ص 178. 239 . الجرح والتعديل ج 3 ص 347. 240 . انظر : تاريخ بغداد ج 8 ص 298، تهذيب الكمال ج 28 ص 290، ميزان الاعتدال ج 1 ص 637. 241 . روى عن الليث بن سعد: عمدة القاري ج 5 ص 295 و ج 7 ص 157، بغية الباحث ص 110، 267، 316، 317،

التمهيد ج 3 ص 140، نصب الراية ج 1 ص 436. 242 . قال الذهبي: «محمّد بن رمح بن مهاجر الحافظ الثبت العلاّمة، أبو عبد اللّه التجيبي، مولاهم المصري، ولد بعد الخمسين ومئة... وكان معروفاً بالإتْقان الزائد والحفظ، ولم يرحل. قال النسائي: ما أخطأ ابن رمح في حديثٍ واحد. وقال أبو سعيد بن يونس: ثقة ثبت، كان أعلم الناس بأخبار بلدنا»: سير أعلام النبلاء ج 11 ص 500. 243 . قال الذهبي: «يحيى بن عبد اللّه بن بكير، الإمام المحدّث الحافظ الصدوق، أبو زكريا، القرشي المخزومي، مولاهم المصري... كان غزير العلم، عارفاً بالحديث وأيّام الناس، بصيراً بالفتوّة، صادقاً ديّناً»: سير أعلام النبلاء ج 10 ص 612. 244 . الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة ج 1 ص 562. 245 . قال الرازي: «عثمان بن صالح المقري، أبو يحيى السهمي... سمعت أبي يقول: كان عثمان بن صالح شيخاً صالحاً سليم الناحية»: الجرح والتعديل ج 6 ص 154. 246 . نُسخ كتاب ليث هي: نسخة محمّد بن رمح، ونسخة يحيى بن عبد اللّه بن بكير، ونسخة عبد اللّه بن صالح المصري، ونسخة عثمان بن صالح، ونسخة سعيد بن عبّاد البصري، ونسخة خالد بن القاسم. 247 . هو علوان بن داود الكوفي. 248 . العقد الفريد ج 2 ص 78. 249 . سير أعلام النبلاء ج 15 ص 283. 250 . انظر: العقد الفريد ج 3 ص 47. 251 . تاريخ مدينة دمشق ج 56 ص 183. 252 . بقي بن مَخْلَد بن زيد، الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن، الأُندلسي القرطبي الحافظ: سير أعلام النبلاء ج 13 ص 285. 253 . تذكرة الحفّاظ

ج 2 ص 646 _ 647. 254 . تاريخ مدينة دمشق ج 56 ص 183. 255 . تاريخ بغداد ج 3 ص 93. 256 . تذكرة الحفّاظ ج 3 ص 1039، وانظر: سير أعلام النبلاء ج 17 ص 171. 257 . مراده من الشيخين: مسلم والبخاري. 258 . المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 3. 259 . سير أعلام النبلاء ج 17 ص 165. 260 . الإمام الحافظ محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي. 261 . سير أعلام النبلاء ج 15 ص 358. 262 . تاريخ الإسلام ج 25 ص 189. 263 . روى عنه الحاكم النيشابوري: المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 18، 71، 96، 130، 206، 273 و ج 2 ص 2، 169، 175، 194، 228، 239، 245، 264 و ج 3 ص 47، 57، 273، 45، 57، 273، 454، 456، 459، 466، 481، 507، السنن الكبرى ج 1 ص 24 و ج 2 ص 198، 200، 245، 420، 474 و ج 3 ص 37، 132، 171. 264 . الإمام الحافظ المجوّد، شيخ الإسلام عليّ بن عمر بن أحمد البغدادي، من أهل محلّة دار القطن ببغداد، وكان من بحور العلم، صاحب كتاب العلل الواردة في الأحاديث النبويّة، راجع: سير أعلام النبلاء ج 16 ص 450. 265 . تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 623. 266 . انظر: سنن ابن ماجة ج 1 ص 118 و ج 2 ص 1031، سنن النسائي ج 8 ص 282. 267 . انظر: سير أعلام النبلاء ج 13 ص 349. 268 . هو علوان بن داود الكوفي الذي قال عنه الذهبي: «ويقال: علوان بن صالح»، راجع: ميزان الاعتدال

ج 3 ص 108. 269 . تاريخ الطبري ج 2 ص 619. 270 . الجرح والتعديل ج 7 ص 189. 271 . انظر: ميزان الاعتدال ج 3 ص 481. 272 . انظر: التاريخ الكبير ج 5 ص 121. 273 . الكاشف في معرفة من له الرواية في معرفة الكتب الستّة ج 1 ص 562. 274 . مجمع الزوائد ج 1 ص 201. 275 . تقريب التهذيب ج 1 ص 502. 276 . تقريب التهذيب ج 1 ص 502؛ روى عن الليث بن سعد: صحيح البخاري ج 3 ص 7، سنن الترمذي ج 1 ص 309 و ج 2 ص 41، 266 و ج 5 ص 6، المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 58، 77، 104، 117، 192، 236، 243، 470، 525 و ج 2 ص 90، 108، 143، 163، 216، 241، 338، 389، 427، 478، 503، السنن الكبرى ج 1 ص 156، 313، 435، 440 و ج 2 ص 115 و ج 2 ص 282، 452 و ج 3 ص 74 و ج 3 ص 123، مجمع الزوائد ج 1 ص 62، 200، 201. 277 . السقيفة وفدك ص 75. 278 . شرح نهج البلاغة ج 16 ص 210. 279 . هو الإمام الحافظ أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، صاحب كتاب الجرح والتعديل، راجع: تاريخ مدينة دمشق ج 35 ص 357، ميزان الاعتدال ج 2 ص 587. 280 . الجرح والتعديل ج 7 ص 116. 281 . تاريخ بغداد ج 11 ص 210. 282 . سير أعلام النبلاء ج 12 ص 372. 283 . تاريخ بغداد ج 11 ص 210؛ روى عنه

الجوهري: السقيفة وفدك ص 45، 46، 52، 53، 54، 55، 64، 69، 72، 73، 75، 77، 93، 107، 108، 109، 110، 111. 284 . الثقات ج 9 ص 104. 285 . التاريخ الكبير ج 1 ص 175. 286 . الجرح والتعديل ج 8 ص 14. 287 . تاريخ الإسلام ج 25 ص 376. 288 . تاريخ الإسلام ج 15 ص 276؛ روى عنه عمر بن شبّة كما في مقاتل الطالبيين ص 144. 289 . كتاب الأموال ج 1 ص 339. 290 . التاريخ الكبير ج 7 ص 172. 291 . الجرح والتعديل ج 7 ص 111. 292 . تاريخ بغداد ج 12 ص 402. 293 . تهذيب الكمال ج 23 ص 356. 294 . روى عن سعيد بن عُفَير: كتاب الأموال لأبي عبيد ج 1 ص 25، 32، 91، 65، 78، 80، 124، 212، 339، 373، 413، 500 و ج 2 ص 143، 258، 458، 485 و ج 3 ص 127، 361. 295 . هو علوان بن داود الكوفي الذي قال عنه الذهبي: «ويقال: علوان بن صالح»، راجع: ميزان الاعتدال ج 3 ص 108. 296 . فتوح البلدان ج 1 ص 123. 297 . سير أعلام النبلاء ج 13 ص 163. 298 . مروج الذهب ج 1 ص 3. 299 . علوان بن داود. 300 . كتاب الأموال لابن زَنجَوَيه ج 1 ص 387، وذكره مرّة أُخرى بنفس الإسناد ص 454. 301 . الجرح والتعديل ج 3 ص 223. 302 . تاريخ بغداد ج 8 ص 156. 303 . سير أعلام النبلاء ج 12 ص 21. 304 . انظر: المصدر السابق. 305 . سنن أبي

داود ج 1 ص 31. 306 . روى عن عثمان بن صالح: الأموال لابن زَنجَويه ج 1 ص 30، 387، 545، 474 و ج 2 ص 50، 103، 105، 109، 113، 115، 251، 251، 273 و ج 3 ص 171، 183، 263. 307 . الجرح والتعديل ج 6 ص 154. 308 . انظر: تهذيب الكمال ج 19 ص 392. 309 . انظر: صحيح البخاري ج 5 ص 157 و ج 8 ص 115، سنن ابن ماجة ج 1 ص 445، 623، سنن أبي داود ج 2 ص 457. 310 . روى عن الليث بن سعد: سنن ابن ماجة ج 1 ص 623، السنن الكبرى للبيهقي ج 7 ص 208، المعجم الكبير ج 1 ص 368 و ج 3 ص 153 و ج 11 ص 269 و ج 12 ص 279، مسند الشاميّين ج 3 ص 245، سنن الدارقطني ج 3 ص 118. 311 . هو علوان بن داود الكوفي الذي قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 108: «ويقال: علوان بن صالح». 312 . الخصال ص 171. 313 . انظر: تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 417، 419، 420، المعجم الكبير ج 1 ص 62، العقد الفريد ج 2 ص 78 كتاب الأموال لابن زنجويه ج 1 ص 339. راجع: السند الأوّل والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والعاشر. 314 . رجال النجاشي ص 389 الرقم 1049 . 315 . فهرست الطوسي ص 237 الرقم 710 . 316 . رجال الطوسي ص 439 الرقم 6275 . 317 _ سير أعلام النبلاء ج 16 ص 303 . ولا يخفى عليك أنّ الإمام المهدي عليه السلام كان

أخبر بولادة الشيخ الصدوق وفقاهته وبركته ، فإنّه لمّا قدم عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه قدس سره إلى العراق، اجتمع مع أحد سفراء الإمام المهديّ عجل اللّه فرجه الحسين بن روح قدس سره _ ولم يكن آنذاك له ولد _ وبعد رجوعه كتب إلى الحسين بن روح قدس سره رقعة وطلب منه أن يوصلها إلى صاحب الزمان عليه السلام ، وكان يسأل فيها أن يدعو له المولى بأن يرزقه اللّه تعالى ولداً ، وبعد أيّام جاءه الجواب بأنّ اللّه سيرزقه من جارية ديلميّة ولداً فقيهاً مباركاً خيّراً ينفع اللّه به .

وفي ذلك وردت روايات عديدة، نذكر ما رواه الشيخ الطوسي قائلاً : «أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه وأبي عبد اللّه الحسين بن علي _ أخيه _ ، قالا : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الأسود قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه بعد موت محمّد بن عثمان العَمْري قدس سره أن أسأل أبا القاسم الروحي قدّس اللّه روحه أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو اللّه أن يرزقه ولداً ذَكَراً . قال : فسألته، فأنهى ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعليّ بن الحسين قدس سره ، فإنّه سيولد له ولد مبارك ينفع اللّه به، وبعده أولاد .

قال أبو جعفر محمّد بن علي الأسود : وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن أُرزق ولداً ذكراً، فلم يجبني إليه ، وقال لي : ليس إلى هذا سبيل . فوُلد لعليّ بن الحسين رضى الله عنه تلك السنة محمّد بن علي، وبعده أولاد ، ولم يولد لي .

قال أبو جعفر بن بابَوَيه

: وكان أبو جعفر محمّد بن علي الأسود كثيراً ما يقول لي _ إذا رآني أختلفُ إلى مجلس شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه وأرغب في كتب العلم وحفظه _ : ليس بعَجَب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت وُلدتَ بدعاء الإمام عليه السلام : الغيبة للطوسي: 320 . 318 . انظر: التوحيد ص 179، الخصال ص 450، 483، 582، علل الشرائع ج 1 ص 50، 51، 52، 53، 72، 95، 129، 120، 147، 161، 201، 232، 238، 245، عيون أخبار الرضا ج 1 ص 78، 82، 150 و ج 2 ص 230، 231، فضائل الأشهر الثلاثة ص 31، كمال الدين ص 201، 284، 315، 331، 350،394، 407، 436، 367، 358، 390، معاني الأخبار ص 28، 63، 111، 112، 138، 202، 339، 349، 369، كتاب من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 492. 319 . رجال الطوسي ص 418 الرقم 6043. 320 . رجال ابن داود ص 89 الرقم 329، رجال النجاشي ص 350 الرقم 944. 321 . رجال النجاشي ص 350 الرقم 945. 322 . الفهرست للطوسي ص 212 / الرقم 604. 323 . رجال الطوسي ص 440 / الرقم 6282. 324 . انظر: سير أعلام النبلاء ج 15 ص 381، ميزان الاعتدال ج 3 ص 503، تاريخ الإسلام ج 25 ص 178. 325 . تاريخ بغداد ج 9 ص 451. 326 . سير أعلام النبلاء ج 12 ص 611. 327 . الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة ج 1 ص 546. 328 . راجع: معجم البلدان ج 1 ص 58. 329 . الجرح والتعديل ج 4 ص 147،

وروى عن عبد اللّه بن صالح في: السنن الكبرى ج 9 ص 341. 330 . تهذيب الكمال ج 12 ص 69. 331 . قال المزّي: «كتب عنه أبي بالري وروى عنه»: الجرح والتعديل ج 4 ص 147. 332 . قال ابن بابويه في الأمالي ص 752 : «المجلس الرابع والتسعون ، أملاه في المشهد المقدّس عند خروجه إلى ديار ما وراء النهر» ؛ وقال في الفقيه ج 1 ص 2 : «أمّا بعد، فإنّه لمّا ساقني القضاء إلى بلاد الغربة، وحصّلني القدر منها بأرض بلخ من قصبة إيلاق، وَردَها شريف الدين أبو عبد اللّه المعروف بنعمة ...» . 333 . نعم في السند الثالث عشر روى عبد اللّه بن صالح بلا واسطة عن علوان. 334 . في السند الثالث روى يحيى بن عبد اللّه بن بكير بلا واسطة عن علوان. 335 . نحن؛ لأهمّية طبقات هذا الخبر، نلخّصه بهذه الصورة، والرقم الذي يُذكر في أوّل السطور هو رقم السند:

1 _ ابن عس__اكر بالإسناد عن محمّد بن رمح، عن الليث، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

8 _ القرطبي بالإسناد عن محمّد بن رمح، عن الليث، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

7 _ ابن عساكر بالإسناد عن خالد بن القاسم، عن الليث، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

10 _ الطبري بالإسناد عن عبد اللّه بن صالح، عن الليث، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، [عن ابن عوف ] .

15 _ ابن بابويه بالإسناد عن عبداللّه بن صالح، عن الليث، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

11 _ الجوهري بالإسناد عن

سعيد بن عبّاد، عن الليث، [عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف ] .

5 _ ابن عساكر بالإسناد عن الوليد بن الزبير، عن الليث، عن علوان، عن المدني، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

6 _ ابن عساكر بالإسناد عن الوليد بن الزبير، عن الليث، عن علوان، عن ماجشون، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

14 _ ابن زَنجَوَيه عن عثمان بن صالح، عن الليث، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، [عن ابن عوف ] .

2 _ الطبري بالإسناد عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

3 _ الطبري بالإسناد عن يحيى بن بكير، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

9 _ الحاكم بالإسناد عن سعيد بن عُفَير، عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

12 _ أبو عبيد بالإسناد عن سعيد بن عُفَير، عن علوان، عن حميد، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

13 _ الطبراني بالإسناد عن سعيد بن عُفَير، عن علوان، عن حميد، عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف.

14 _ البلاذري بالإسناد عن عبداللّه بن صالح، عن علوان، عن حميد، [عن ابن كيسان، عن حميد، عن ابن عوف ] . 336 . أي اغتاظ من ذلك، وهو من أحسن الكنايات المستعملة عند العرب؛ لأنّ المغتاظ يَرِم أنفُه ويحمرّ راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ج 1 ص 76 «أنف». 337 . نضائد الديباج: أي الوسائد، واحدها نَضيدة؛ وهي الوسادة وما حُشي من المتاع لسان العرب لابن منظور ج 3 ص 424 «نضد». 338 . قال المبرّد: الآذري منسوب

إلى آذربيجان، وكذلك تقول العرب لسان العرب ج 14 ص 286 «ذرا». 339 . السَّعدان: نبت، وهو أفضل مراعي الإبل... ولهذا النبت شوك يقال له حَسَك السَّعدان، وهو يشبه حلمة الثدي الصحاح ج 2 ص 488 «سعد». 340 . فضرب الفجر والبحر مثلاً لغمرات الدنيا النهاية ج 3 ص 413 «فجر». 341 . أي سهلاً سريعاً النهاية 2 ص 358 «سرح». 342 . النجيح: الصواب من الرأي تاج العروس ج 4 ص 226 «نجح». 343 . ما بين المعقوفتين ليس في الأصل، ونحن أثبتناه ممّا ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة تحقيق: علي شيري ج 1 ص 36 _ 37 لتستقيم العبارة. 344 . لم يُذكر الأمر الثاني والثالث. 345 . لم يُذكر الأمر الثاني والثالث. 346 . ذكر في كتاب الأموال ج 1 ص 339 بعد ذلك: «لخلّةٍ ذكرها»، قال أبو عبيد: «لا أُريد ذِكرَها»! 347 . ذكر ابن زَنجَوَيه في كتاب الأموال ج 1 ص 387 هذه العبارة للخبر، ولكنّه ذكر الخبر مرّة أُخرى في ص 545، وفيه «فوددتُ أنّي لم أكن فعلتُ كذا وكذا، لشيءٍ ذكَرَه». 348 . وهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن ذرية بن مسعود، صاحب مروج الذهب وغيره من التواريخ، تُوفّي في سنة خمس وأربعين وثلاثمئة: سير أعلام النبلاء ج 15 ص 569. 349 . مروج الذهب ج 1 ص 291. 350 . هكذا في الأصل. 351 . ذكرنا أنّ ابن زَنجَوَيه ذكر هذا الخبر مرّتين في كتابه، فذكر هذه العبارة في كتاب الأموال ج 1 ص 387، ولكنّه لم يذكر هذا القسم من الخبر في ص 454 من كتابه نفسه! 352 . ذكره النجاشي في رجاله برقم

840 ص 306 قائلاً: «كان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلّمين، وله جلالة في هذه الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نصفه»، وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته برقم 564 ص 361، وصرّح بأنّه كان فقيهاً جليل القدر. 353 . الإيضاح (بتحقيق السيّد جلال الدين بن القاسم الحسيني نشر: جامعة طهران / سنة 1984) ص 159 _ 160. 354 . تقريب التهذيب ج 2 ص 25؛ وذكره الزركلي قائلاً: «قبيصة بن جابر بن وهب الأسدي الكوفي، تابعي من رجال الحديث الفصحاء الفقهاء، يُعدّ من فقهاء أهل الكوفة بعد الصحابة، وهو أخو معاوية من الرضاعة»: الأعلام ج 5 ص 188. 355 . الفصول المهمّة ص 150، نزهة المجالس ج 2 ص 228، نور الأبصار ص 45. 356 . مسند أحمد ج 4 ص 328، الخصائص للنسائي ص 35، الإصابة ج 4 ص 378. 357 . الخصائص ص 35. 358 . مسند أحمد ج 4 ص 323، الصواعق المحرقة ص 112. 359 . الأغاني ج 8 ص 156. 360 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 154، مقتل الخوارزمي ج 1 ص 52، تذكرة السبط ص 175، كنز العمّال ج 7 ص 111، ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري ص 39. 361 . مرّت ترجمته في الفصل الأوّل عند مناقشة السند الثامن. 362 . العقد الفريد ج 2 ص 73. 363 . نهاية الإرب في فنون الأدب ج 5 ص 185، ومؤّفه هو شهاب الدين أحمد بن عبد الوهّاب النويري، جمع في هذا الكتاب خلاصة التراث العربي في شقّيه الأدب والتاريخ، وأنجزه قبل عام 721 ه_ . 364 . الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 19. 365 .

بحار الأنوار ج 18 ص 400 / ح 101 _ عن: اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام للسيّد ابن طاووس: 160. 366 . صحيح مسلم ج 7 ص 141. وراجع: أماليأبي نعيم الأصفهاني ص 47، تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 156، الإصابة ج 8 ص 265. 367 . صحيح البخاري ج 4 ص 210، فضائل الصحابة للنسائي ص 78، فتح الباري ج 7 ص 63، عمدة القاري ج 16 ص 223، المصنّف ج 7 ص 526، السنن الكبرى ج 5 ص 97، المعجم الكبير ج 22 ص 404، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 121، نظم درر السمطين ص 176، فضائل سيّدة النساء ص 33، الجامع الصغير ج 2 ص 208، كنز العمّال ج 12 ص 108، 112. 368 . الطراة: جبل بنجد معروف معجم البلدان ج 4 ص 25. 369 . تاريخ الطبري ج 2 ص 439، وراجع: تاريخ خليفة بن خيّاط ص 67، تاريخ مدينة دمشق ج 16 ص 255. 370 . لعلّه أراد بالجواء موضعاً بعينه، وإلاّ فالجواء _ بالكسر والتخفيف ثمّ المدّ في أصل اللغة _ : الواسع من الأودية انظر: معجم البلدان ج 2 ص 174. 371 . هكذا في الأصل، والظاهر «إلى أبي بكر». 372 . تاريخ الطبري ج 2 ص 492. 373 . البداية والنهاية ج 6 ص 352. 374 . المائدة: 33. 375 . مسند أحمد ج 3 ص 496، وراجع: سنن أبي داود ج 1 ص 603، السنن الكبرى للبيهقي ج 9 ص 77، مجمع الزوائد ج 6 ص 251، فتح الباري ج 6 ص 105، المعجم الكبير ج 3 ص 161. 376 . صحيح البخاري

ج 4 ص 8 ، وراجع: سنن الترمذي ج 3 ص 67، السنن الكبرى للبيهقي ج 9 ص 72، السنن الكبرى للنسائي ج 5 ص 183، صحيح ابن حبّان ج 16 ص 535. 377 . سنن البيهقي ج 9 ص 72. 378 . سنن ابن ماجة ج 2 ص 848، سنن النسائي ج 7 ص 104، وراجع: صحيح ابن حبّان ج 10 ص 7، 327، المعجم الكبير ج 10 ص 271. 379 . سنن أبي داود ج 2 ص 327، كنز العمّال ج 1 ص 87. 380 . عبد الرحمن بن أحمد الإيجي الشيرازي الشافعي، المتوفّى سنة سبعِمئةٍ وستٍّ وخمسين، وُلد بإيج من نواحي شيراز: معجم المؤّفين ج 5 ص 119. 381 . المواقف في علم الكلام ج 3 ص 611. 382 . في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: «أمثلي يُفتات عليه في أمر بناته؟ أي يُفعل في شأنهنّ شيء بغير أمره النهاية ج 3 ص 406. أي لا نقضي بأمرٍ دون مشورتكم. 383 . تاريخ الطبري ج 3 ص 218 ، وراجع: الكامل في التاريخ ج 2 ص 12، 13 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21؛ «فكثر اللّغط وارتفعت الأصوات ، حتّى فرقتُ من الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثمّ بايعته الأنصار ...»: صحيح البخاري ج 6 ص 2505 ، مسند أحمد ج 1 ص 123 ، صحيح ابن حبّان ج 2 ص 148، 155 ، تاريخ الطبري ج 3 ص 205 ، السيرة النبويّة لابن هشام ج 4 ص 308 ، تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 281، 284 ، الكامل

في التاريخ ج 2 ص 11 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 23 ، أنساب الأشراف ج 2 ص 265 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 4 ص 487 . 384 . مسند أحمد ج 2 ص 10، صحيح البخاري ج 3 ص 186، صحيح مسلم ج 5 ص 70، سنن أبي ماجة ج 2 ص 901، سنن أبي داود ج 1 ص 654. 385 . صحيح مسلم ج 5 ص 70، سنن النسائي ج 6 ص 239، السنن الكبرى للبيهقي ج 6 ص 272. 386 . انظر: طبقات ابن سعد ج 3 ص 249، سنن البيهقي ج 8 ص 149، سيرة عمر لابن الجوزي ص 190، الرياض النضرة ج 2 ص 74، حلية الأولياء ج 1 ص 44، تاريخ الطبري ج ص 170، الإمامة والسياسة ج 1 ص 151. 387 . انظر: الإرشاد ج 1 ص 285، الخصال للصدوق ص 462، مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 17، كنز العمّال ج 11 ص 297، تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 447. 388 . نظم درر السمطين ص 118، كنز العمّال ج 11 ص 617، المصنّف لابن أبي شيبة ج 7 ص 503. 389 . الغدير ج 7 ص 173، أخرجه ابن عساكر والمحبّ الطبري في الرياض ج 2 ص 210 نقلاً عن أحمد في المناقب والحافظ الكنجي في الكفاية ص 142 والخوارزمي في المقتل ج 1 ص 36. 390 . كنوز الدقائق للمناوي ص 188، ينابيع المودّة ص 182، مجمع الزوائد للهيثمي ج 7 ص 225، كنز العمّال ج 13 ص 71، تاريخ مدينة دمشق: ج 39 ص 286. 391 . روى

البخاري حديثاً عن الأشعث بن قيس عن رسول اللّه في قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَ_نِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَ_ئكَ لاَ خَلَ_قَ لَهُمْ»، فراجع: صحيح البخاري ج 5 ص 166.

392 . سير أعلام النبلاء ج 2 ص 39، وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 133، فتوح البلدان ج 1 ص 123. 393 . تاريخ الطبري ج 2 ص 548. 394 . عرقب الدابّة: قطع عرقوبها الصحاح ج 10 ص 180 «عرقب». 395 . تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 134. 396 . الإصابة ج 6 ص 469. 397 . سير أعلام النبلاء ج 2 ص 40. 398 . تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 136. 399 . سير أعلام النبلاء ج 2 ص 40. 400 . الطبقات الكبرى ج 6 ص 22. 401 . تقريب التهذيب ج 1 ص 106. 402 . تاريخ خليفة بن خياط ص 65. 403 . أوعب القوم: إذا حشدوا وجاؤوا موعبين؛ إذا جمعوا ما استطاعوا من جمع الصحاح ج 1 ص 233 «وعب». 404 . بُزاخة بالضمّ والخاء معجمة. قال الأصمعي: بزاخة: ماء لِطَيء بأرض نجد. وقال أبو عمرو الشيباني: ماء لبني أسد كانت فيه وقعة عظيمة في أيّام أبي بكر الصدّيق مع طليحة بن خويلد الأسدي، وكان قد تنبّأ بعد النبيّ معجم البلدان ج 1 ص 408. 405 . السنن الكبرى ج 8 ص 334. 406 . إمتاع الأسماع ج 5 ص 314، كتاب الفتوح ج 1 ص 32. 407 . الأخبار الطوال ص 111؛ قال الصنعاني: «وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد: فارمِه بالمسير إلى الشام بجنده، ففعل»: المصنّف ج 5 ص 455؛ وقال ابن

خلدون: «وبعث أبو بكر خالد بن الوليد بالعراق يسير إلى الشام أميراً على المسلمين، فسار ونزل معهم دمشق وفتحوها»: تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 225. 408 . قال الطبري في تاريخه ج 2 ص 503: «إنّ أبا بكر كان من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم داراً من دور الناس فسمعتم فيها أذاناً للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتّى تسألوهم ما الذي نقموا، وإن لم تسمعوا أذاناً فشنّوا الغارة فاقتلوا وحرّقوا. وكان ممّن شهد لمالك بن نويرة بالإسلام أبو قتادة الحارث بن رِبْعي، وقد كان عاهد اللّه أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حرباً أبداً بعدها، وكان يحدّث أنّهم لمّا غشوا القوم راعوهم تحت الليل، فأخذ القوم السلاح. قال: فقلنا: إنّا المسلمون، فقالوا: ونحن المسلمون، قلنا: فما بال السلاح معكم؟ قالوا لنا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون؟ فضعوا السلاح. قال: فوضعوها، ثمّ صلّينا وصلّوا، وكان خالد يعتذر في قتله: إنّه قال وهو يراجعه: ما أخال صاحبكم إلاّ وقد كان يقول كذا وكذا، قال: أو ما تعدّه لك صاحباً. ثمّ قدّمه فضرب عنقه وعنق أصحابه!

فلمّا بلغ قتلُهم عمرَ بن الخطّاب تكلّم فيه عند أبي بكر فأكثر، وقال: عدوّ اللّه عدا على امرئٍ مسلم فقتله ثمّ نزا على امرأته! وأقبل خالد بن الوليد قافلاً حتّى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد، معتجراً بعمامة له، قد غرز في عمامته أسهماً، فلمّا أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها، ثمّ قال: أرِئاء؟ قتلتَ امرءاً مسلماً ثمّ نزوتَ على امرأته! واللّه لأرجمنّك بأحجارك. ولا يكلّمه خالد بن وليد، ولا يظنّ إلاّ أنّ رأي أبي بكر على مثل رأي عمر

فيه، حتّى دخل على أبي بكر، فلمّا أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه، فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك.

قال: فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر، وعمر جالس في المسجد، فقال خالد: هلمّ إليَّ يا بن أُمّ شملة؟ قال: فعرف عمر أنّ أبا بكر قد رضي عنه، فلم يكلّمه ودخل بيته». 409 . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه. ورواه الترمذي في السنن في مناقب عليّ بن أبي طالب ج 5 ص 591. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه أحمد في مسنده (ج 5 ص 494 / ح 1793). 410 . حديث الثقلين هو أشهر من أن يُطلَب له مصدر، وقد بلغ حدّ التواتر، و أخرجه أكثر علماء أهل السنّة في كتبهم من الصحاح والسنن، منها: صحيح الترمذي ج 5 ص 622 ح 3788، أُسد الغابة ج 2 ص 12، الدرّ المنثور ج 6 ص 7، ذخائر العقبى ص 16، الصواعق المحرقة ص 147، فرائد السمطين ج 2 ص 142، مسند أحمد ج 3 ص 14، صحيح مسلم ج 4 ص 1874 ح 37، ينابيع المودّة ص 30، كنز العمّال ج 1 ص 185 ح 942، عبقات الأنوار ج 1 ص 4، وأُخرى كثيرة غيرها، وإن جاء الحديث بألفاظٍ مختلفة مثل: «إنّي مخلّف فيكم» و «إنّي تارك فيكم خليفتَين» و «إنّي قد تركت فيكم» و «إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين». 411 . تاريخ بغداد ج 7 ص 453، الرياض النضرة ج 3 ص 118، تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 166 ترجمة عليّ بن أبي طالب، الكامل في الجرح والتعديل ج 1 ص 301، كنز العمّال

ج 11 ص 607، فرائد السمطين ج 1 ص 360. 412 . انظر: المصادر السابقة، فهو جزء من الحديث السابق. 413 . حلية الأولياء ج 1 ص 13، تاريخ بغداد ج 13 ص 123. 414 . تذكرة الحفّاظ ج 3 ص 44، الغدير ج 7 ص 176. وانظر: بحار الأنوار ج 24 ص 37 ح 13، جامع الفوائد ص 383 النسخة الرضوية، المحتضر ص 125. 415 . مناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان الكوفي ص 411، أمالي الطوسي ص 343، الأربعون حديثاً لابن بابويه ص 57، حلية الأولياء ج 1 ص 66، كشف الغمّة ج 1 ص 356، تاريخ بغداد ج 14 ص 918، وللحديث بهذا اللفظ وغيره مصادر عديدة أخرجها الشهيد السيّد نور اللّه التستري في أحقاق الحقّ ج 4 ص 165 _ 169 وج 15 ص 80 _ 87 بطرق وأسانيد عديدة، فراجع. 416 . أمالي الصدوق ص 187، مناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان الكوفي ص 371، بحار الأنوار ج 28 ص 107، الغدير ج 3 ص 350، بشارة المصطفى للطبري ص 49، الرياض النضرة ج 2 ص 178. 417 . المعجم الكبير ج 12 ص 15، تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 90 ح 123، مجمع الزوائد ج 9 ص 111، كفاية الطالب ص 168، ينابيع المودّة ج 1 ص 55، فرائد السمطين ج 1 ص 150. 418 . المناقب للخوارزمي ص 112، الغدير ج 2 ص 313، الرياض النضرة للمحبّ الطبري ج 8 ص 136، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 2 ص 286، إحقاق الحقّ ج 4 ص 54. 419 . تاريخ بغداد ج 14 ص 321،

المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 119، مجمع الزوائد ج 7 ص 235، سنن الترمذي ج 2 ص 298، تاريخ بغداد ج 14 ص 321. 420 . الصواعق المحرقة ص 24، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 124، مجمع الزوائد ج 9 ص 124، المعجم الصغير ج 1 ص 255، كنز العمّال ج 11 ص 603. 421 . شرح الأخبار للقاضي النعمان ج 1 ص 93، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 2 ص 59. 422 . الصواعق المحرقة ص 107. 423 . تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 226، العمدة ص 107. 424 . الرياض النضرة ج 2 ص 163، السيرة الحلبية ج 3 ص 391. 425 . مسند أحمد ج 5 ص 350، فضائل الصحابة للنسائي ص 14، مجمع الزوائد ج 9 ص 108. 426 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 121، كنز العمّال ج 11 ص 614. 427 . تاريخ الطبري ج 2 ص 455 ، وراجع: الكامل في التاريخ ج 2 ص 12، 13 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21، السقيفة وفدك ص 58 ، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 6 . 428 . عمدة القاري ج 10 ص 163، كنز العمّال ج 5 ص 244، تفسير ابن كثير ج 2 ص 102، الدرّ المنثور ج 2 ص 329. 429 . سنن ابن ماجة ج 2 ص 910، سنن أبي داود ج 2 ص 5، السنن الكبرى للبيهقي ج 6 ص 234، السنن الكبرى للنسائي ج 4 ص 75، مسند أبي يعلى ج 1 ص 111، صحيح ابن حبّان ج 13 ص 391، المعجم الكبير ج

19 ص 229، مسند الشاميين ج 3 ص 221، الاستذكار ج 5 ص 346، التمهيد ج 11 ص 92. 430 . عبس: 31. 431 . المصنّف لابن شيبة ج 7 ص 180، تخريج الأحاديث والآثار ج 4 ص 158، تفسير الثعلبي ج 10 ص 134، تفسير البغوي ج 4 ص 449، تفسير ابن كثير ج 1 ص 6، فتح القدير ج 5 ص 387. 432 . انظر: الصواعق المحرقة ص 19. 433 . فهذا ابن تيمية يقول في منهاج السنّة ج 3 ص 128: إنّ عليّاً أخذ العلم عن أبي بكر، بدليل أنّ أبا بكر واظب على صحبة رسول اللّه من أوّل البعثة إلى الوفاة، فهو أعلم الأُمّة!! 434 . ذكره غير واحدٍ من المؤلّفين في عدّ فضائل أبي بكر، مرسلين إيّاه إرسال المسلّمات، وإنّما عدّه الفيروزآبادي في سِفر السعادة من أشهر المشهورات من الموضوعات والمفتريات المعلوم بطلانها بدليل العقل، وكذلك العجلوني في كشف الخفاء ج 2 ص 419 وفي أسنى المطالب ص 194. 435 . راجع: أُسد الغابة ج 3 ص 216، الصواعق المحرقة ص 10، 20، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 35. 436 . المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 129، كنز العمّال ج 11 ص 605 ح 32925، المعجم الكبير ج 3 ص 80 ح 2724، تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 401، ذخائر العقبى ص 78. 437 . الفصول المهمّة لابن الصبّاغ ج 2 ص 1168، جمع الجوامع للسيّوطي ج 6 ص 398. 438 . الغدير ج 7 ص 182، الاستيعاب لابن عبد البرّ ج 3 ص 36، السيرة الحلبية ج 1 ص 432، كنز العمّال ج 6 ص 153، مسند أحمد

ج 5 ص 26. 439 . بحار الأنوار ج 40 ص 149، الأمالي للصدوق ص 63، الغدير ج 3 ص 96، فرائد السمطين ج 1 ص 100 / ح 69. 440 . هذا حديث متواتر عن النبي صلى الله عليه و آله نقله العامّة والخاصّة، انظر الغدير ج 6 ص 61 حيث ذكر الأميني إخراجه من 143 من أئمّة القوم وحفّاظ حديثهم في الصحاح والمسانيد بطرقهم عن النبي صلى الله عليه و آله، فراجع. 441 . رواه الترمذي وقال: هذا حديث صحيح، راجع: إحقاق الحقّ ج 4 ص 321 _ 323. 442 . شرح الأخبار للقاضي النعمان ج 1 ص 124، أمالي الطوسي ص 502، تفسير البرهان ج 1 ص 319 ح 49، بحار الأنوار ج 32 ص 295 / ح 253. 443 . المصنّف لابن أبي شيبة ج 8 ص 572. 444 . تاريخ بغداد ج 10 ص 67. 445 . معرفة الثقات ج 2 ص 57. 446 . سير أعلام النبلاء ج 11 ص 124. 447 . المصدر السابق. 448 . تقريب التهذيب ج 1 ص 528. 449 . معرفة الثقات ج 2 ص 232. 450 . الجرح والتعديل ج 7 ص 210. 451 . انظر: الثقات ج 7 ص 441. 452 . انظر: الجرح والتعديل ج 2 ص 673. 453 . تذكرة الحفّاظ ج 1 ص 322. 454 . انظر: المصدر السابق. 455 . انظر: تقريب التهذيب ج 2 ص 58. 456 . انظر: صحيح البخاري ج 4 ص 15، 198 و ج 5 ص 199، صحيح مسلم ج 1 ص 56، 165 و ج 2 ص 51، 55، 88، 124، 132، 170، 203، 207 و ج 3 ص 11،

124، 126، 143 و ج 4 ص 167، 196 و ج 5 ص 9، 15، 16، 68، 128، 141، 144 و ج 6 ص 8، 91، 143، 150 و ج 7 ص 9، 12، 72، 73، 58، 83، 188، 202، سنن ابن ماجة ج 1 ص 13، 157، 169، 209، 303، 334، 376، 420، 428، 461، 542، 548، 624 و ج 2 ص 882، 964، 1027، 1036، 1099، 1127، سنن أبي داود ج 1 ص 37، 88، 166، 302 و ج 2 ص 12، 70، سنن الترمذي ج 2 ص 438 و ج 5 ص 381، سنن النسائي ج 4 ص 134 و ج 8 ص 145، 182، 188، 192، 195. 457 . روى عنه ابن أبي شيبة في المصنّف ج 1 ص 11، 96، 102، 223 و ج 2 ص 18، 408، 433 و ج 3 ص 112، 145، 203، 498 و ج 4 ص 45، 180 و ج 5 ص 443، 503 و ج 7 ص 3، 7، 78، 148، 488، 450، 578 و ج 8 ص 112، 183، 348، 403، 426. 458 . سير أعلام النبلاء ج 6 ص 304. 459 . انظر: المصدر السابق. 460 . تذكرة الحفّاظ ج 1 ص 160. 461 . الجرح والتعديل ج 5 ص 326. 462 . انظر: المصدر السابق. 463 . تهذيب الكمال ج 19 ص 128. 464 . انظر: تهذيب التهذيب ج 7 ص 35. 465 . انظر: صحيح البخاري ج 1 ص 111، 112، 114، 121، 126، 127، 128، 155، 164، 170، 180، 207، 216، 221، 223 و ج 2 ص 4، 5،

13، 21، 32، 34، 35، 53، 57، صحيح مسلم ج 1 ص 56، 69، 153، 170 و ج 2 ص 3، 32، 55، 88، 90، 122، 146، 147، 149، 150، 162، 173، 187 و ج 3 ص 9، 20 و ج 3 ص 41، 68، 122، 129، سنن ابن ماجة ج 1 ص 130، 193، 204، 223، 248، 259، 272، 295، 303، 325، 351، 380، 383، 399، سنن أبي داود ج 1 ص 26، 68، 116، 130، 141، 160، 162، 173، 230، 235، 239، 318، 324، 326، 363، 389، 415، 418، 422، 438، 444، سنن الترمذي ج 1 ص 10، 78، 130، 131، 138، 180، 219، 221، 280، 291 و ج 2 ص 8، 21، 28، 33، 54، 158، 192، سنن النسائي ج 1 ص 16، 139، 182، 277 و ج 2 ص 50، 62 و ج 3 ص 37، 109، 121. 466 . روى عنه محمّد بن بشر: صحيح البخاري ج 4 ص 15، صحيح مسلم ج 1 ص 56، 155 و ج 2 ص 55، 88 و ج 3 ص 41، 124 و ج 5 ص 9، 15، 144 و ج 7 ص 10، 113 و ج 8 ص 188، 194، سنن ابن ماجة ج 1 ص 303 و ج 2 ص 924، سنن النسائي ج 8 ص 145، 188، المستدرك للحاكم ج 1 ص 51 و ج 4 ص 252، السنن الكبرى للنسائي ج 2 ص 192، 323، 424 و ج 4 ص 71، 247 و ج 5 ص 246، فتح الباري ج 10 ص 318، عمدة القاري ج 5 ص 265،

السنن الكبرى للبيهقي ج 3 ص 160 و ج 4 ص 152، صحيح ابن حبّان ج 12 ص 307 و ج 14 ص 364، المعجم الكبير ج 12 ص 226 و ج 23 ص 244، سنن الدارقطني ج 1 ص 257، مسند الشهاب ج 2 ص 298. 467 . الجرح والتعديل ج 2 ص 555. 468 . انظر: المصدر السابق. 469 . سير العلام النبلاء ج 5 ص 316. 470 . الحافظ الكبير الثبت، أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري ثمّ البغدادي، راجع: سير أعلام النبلاء ج 12 ص 476، تاريخ بغداد ج 14 ص 282. 471 . تهذيب التهذيب ج 3 ص 342. 472 . تقريب التهذيب ج 1 ص 226. 473 . انظر: صحيح البخاري ج 1 ص 13، 15، 44، 47، 59، 112، 144، 161، 170، 182 و ج 2 ص 27، 135، 138، 139، 161، 162، 205، 215، 225 و ج 3 ص 70، 79، 103، 130، 143، 145، 174، 217، 230 و ج 4 ص 11، 18، 33، 51، صحيح مسلم ج 1 ص 61، 114، 117، 142، 183، 188، 191 و ج 2 ص 57، 84، 102، 103، 112، 132 و ج 3 ص 33، 34، 69، 70، 71، 85، سنن ابن ماجة ج 1 ص 6، 23، 87، 88، 103، 141، 143، 151، 173، 217، 229، 376، 307، 325، 375، 382، 469، سنن أبي داود ج 1 ص 38، 49، 101، 104، 145، 163، 231، 232، 265، 323، 364، 367، 369، 378، 388، 413، 421، 430، سنن الترمذي ج 1 ص 27، 30،

31، 120، 229، 290، 291 و ج 2 ص 71، 72، 91، 111، 147، 170، 172، 385، 390، سنن النسائي ج 1 ص 62، 73، 74، 82، 236، 257، 272، 275 و ج 2 ص 66، 112، 141، 142، 166. 474 . روى عنه عبيد اللّه بن عمر: المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 155، المصنّف ج 1 ص 419 و ج 6 ص 206 و ج 8 ص 527، الآحاد والمثانى ج 5 ص 360، المعجم الأوسط ج 2 ص 73 و ج 6 ص 330، المعجم الصغير ج 1 ص 144، المعجم الكبير ج 1 ص 208، نصب الراية ج 5 ص 249، تاريخ بغداد ج 5 ص 168، إمتاع الأسماع ج 5 ص 331. 475 . تذكرة الحفّاظ ج 1 ص 53. 476 . تهذيب الكمال ج 2 ص 530. 477 . تقريب التهذيب ج 1 ص 89. 478 . انظر: صحيح البخاري ج 3 ص 70، 143 و ج 4 ص 17، 18، 33، 51، 200 و ج 5 ص 64، 66، 81 و ج 6 ص 43، 104 و ج 7 ص 75 و ج 8 ص 14، صحيح مسلم ج 4 ص 66 و ج 5 ص 63 و ج 6 ص 22 و ج 8 ص 97، سنن ابن ماجة ج 1 ص 143، 173، 375 و ج 2 ص 799، 817، 924، 1058، سنن أبي داود ج 1 ص 378، 421 و ج 2 ص 38، 413، سنن الترمذي ج 1 ص 31، 290، 291 و ج 2 ص 71، 111، 172، سنن النسائي ج 5 ص

108. 479 . روى عنه ابنه زيد: مسند أحمد ج 1 ص 23، 25، 31، 37 و ج 2 83، 97، سنن الدارمي ج 2 ص 391، صحيح البخاري ج 2 ص 135، 161، 206، صحيح مسلم ج 4 ص 66 و ج 5 ص 63، سنن ابن ماجة ج 1 ص 143، المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 4، 405، 414، 454 و ج 2 ص 253، 300، السنن الكبرى للبيهقي ج 1 ص 32، 119، 356 و ج 3 ص 126، 136، مجمع الزوائد ج 3 ص 215 و ج 5 ص 258، مسند أبي يعلى ج 1 ص 17، 138، 147، صحيح ابن خُزيمة ج 3 ص 233، صحيح ابن حبّان ج 11 ص 526 و ج 14 ص 320، المعجم الأوسط ج 2 ص 73، 94، 242، المعجم الصغير ج 1 ص 83، 98، 144، 241، سنن الدارقطني ج 1 ص 25، 27، 322 و ج 2 ص 76، 197. 480 . المذكّر والتذكير والذكر ص 91 _ 103. 481 . الآحاد والمثاني ج 5 ص 360. 482 . العتيقي الإمام المحدّث الثقة، أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن منصور، البغدادي العتيقي: سير أعلام النبلاء ج 17 ص 602. 483 . أحمد بن محمّد بن بشّار، أبو الفرج الصيرفي: تاريخ بغداد ج 5 ص 167. 484 . أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أبو بكر المقري، ذكره يوسف القوّاس في جملة شيوخه الثقات: تاريخ بغداد ج 5 ص 155. 485 . الفضل بن سهل الأعرج، وهو ابن سهل بن إبراهيم، أبو العبّاس... سُئل أبي عنه فقال: صدوق: الجرح والتعديل ج

7 ص 63. 486 . تاريخ بغداد ج 5 ص 168. 487 . تاريخ الطبري ج 2 ص 443. 488 . ميزان الاعتدال ج 3 ص 499. 489 . تاريخ بغداد ج 2 ص 161. 490 . تاريخ بغداد ج 2 ص 255. 491 . انظر: المصدر السابق. 492 . تذكرة الحفّاظ ج 2 ص 490. 493 . سير أعلام النبلاء ج 11 ص 505. 494 . قيّدها ياقوت في معجم البلدان، فراجع. 495 . تهذيب الكمال ج 4 ص 544. 496 . التاريخ الكبير ج 2 ص 214. 497 . سير أعلام النبلاء ج 6 ص 12. 498 . الجرح والتعديل ج 8 ص 229. 499 . تهذيب التهذيب ج 3 ص 239. 500 . الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة ج 1 ص 412. 501 . السقيفة وفدك ص 44. 502 . شرح نهج البلاغة ج 16 ص 210. 503 . هو الإمام الحافظ أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، صاحب كتاب الجرح والتعديل، انظر ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ج 35 ص 357، ميزان الاعتدال ج 2 ص 587. 504 . الجرح والتعديل ج 7 ص 116. 505 . تاريخ بغداد ج 11 ص 210. 506 . التاريخ الكبير ج 1 ص 331. 507 . سير أعلام النبلاء ج 10 ص 690. 508 . الجرح والتعديل ج 2 ص 139. 509 . انظر: تاريخ بغداد ج 6 ص 178. 510 . انظر: صحيح البخاري ج 1 ص 21، 38، 46، 84، 117، 124، 128، 137، 164، 170، 178، 224 و ج 2 ص 4، 8، 90، 138،

143، 154، 163، 166، 173، 184، 197، 222، سنن ابن ماجة ج 1 ص 68، 162، 323، 477، 483، 523، 554، 466، 598 و ج 2 ص 751، 790، 805، 806، 829، 830، 908، سنن الترمذي ج 2 ص 102. 511 . تهذيب الكمال ج 16 ص 283. 512 . انظر: المصدر السابق. 513 . الكامل ج 4 ص 205. 514 . سير أعلام النبلاء ج 9 ص 236. 515 . انظر: صحيح مسلم ج 1 ص 49، 52، 58، 67، 79، 92، 94، 102، 108، 131، 133، 136، 137، 146، 147، 164، 189 و ج 2 ص 8، 9، 17، 18، 32، 41، 43، 57، 61، 62، 77، 83، 89، 92، 100، 102، سنن ابن ماجة ج 1 ص 119، 139، 1164، 206، 218، 227، 242، 269، 327، 348، 386، 407، 476، 534، 626 و ج 3 ص 783، 793، 798، 838، 845، 1017، سنن ابن ماجة ج 2 ص 783، 845، 940، 1117، 1320، 1248، 1394، سنن النسائي ج 3 ص 228، سنن أبي داود ج 1 ص 85، 118، 128، 191، 256، 316، 494، 548، 564 و ج 2 ص 241، 272، 417. 516 . سير أعلام النبلاء ج 8 ص 11. 517 . ميزان الاعتدال ج 2 ص 475. 518 . انظر: صحيح مسلم ج 2 ص 110، سنن ابن ماجة ج 1 ص 116، 120، 135، 136، 139، 147، 152، 157، 218، 242، 287، 359، 335، 487، 490، 547، 569، 620، 627، 689 و ج 2 ص 750، 783، 845، سنن أبي داود ج 1 ص 40، 85، 86، 91،

118، 128، 170، 172، 218، 256، 316، 335، 463، 548، سنن الترمذي ج 1 ص 9، 27، 29، 30، 46، 108، 293، 299 و ج 3 ص 5، 12، 74، 89. 519 . الجرح والتعديل ج 4 ص 503. 520 . سير أعلام النبلاء ج 4 ص 83. 521 . الأحزاب : 33 . 522 . صحيح البخارى¨ ج 4 ص 210، فضائل الصحابة للنسائي ص 78. 523 . الشورى : 23 . --------------- ------------------------------------------------------------ --------------- ------------------------------------------------------------ 1

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.